|
هكذا غرقوا واحدا.. تلو الاخر... محمود الدقم- اثينا-2
|
والكلام للاخ مكي شاهد اثبات عن كيفية غرق شباب سودانيين في بحر ايجا قبل بضعة اشهر يقول (كان المركب عاديا يسع في الاصل خمسة عشر فردا الطقس ايضا عاديا انحشرنا واملنا هو ان نتخلص من هذا الكابوس. المراكبي الذي يقود المركب افغاني يبلغ من العمر تسعة عشرة عاما كانت اول المفاجاءت ان هناك مخدرات داخل القارب الذي كنا نستغله بدا الامر واضحا للعيان بعد ساعتين كانت المفاجاة الثانية دخان منبعث من اسفل المركب في المكان المخصص للموتور ساعتئذ ادركنا اننا بتنا في معية ملك الموت وطفقنا في ارتداء البدلات الواقية للماء تحسبا للقفز نحو الماء لكن تمكنا من اطفاء الدخان بعد ان اكتشفنا اسبابه. ولما كانت المصائب لا تاتي فرادى كانت ثمة مفاجاءة اخرى تمثلت في تكدر الطقس واستحال الى رياح باردة زادت من شدة البرودة حيث اننا كنا في بداية فصل الشتاء ثم تحولت الرياح الى ريح وارتفع الموج حتى خلنا انفسنا في قعر وادي محاط بالجبال العظام ارتفع صوت الفتيات بالصراخ واختلط الحابل بالنابل واصبح المركب تحت رحمة الامواج العاتية وتسربت المياه داخل المركب مما ادى الى فقدانها التوازن ثم...ثم...ثم.... ثم حدث المحظور انشطر المركب الى نصفين وضاعت الصراخات وسط هدير الامواج العاتية التي تشبه صوت طائرات جامبو عملاقة وعندما حدث الغرق هذا كنا قد راينا يابسة من على البعد تختفي ثم توضح معالمها ولكن سبق السيف العزل. لم تكن لدينا اجهزة اتصال لان القارب في الاصل عادي غير مجهز باي وسائل اتصال والشباب الذين كانوا يحملون موبايل اعطبتها المياه المنغمرة نحو المركب سرعان ما اختفت اصواتهم لانهم ببساطة رحلوا الى قاع الميحط صدق او لا تصدق انت حر) هكذا قال الاخ مكي ولما سالته كيف نجوت فقال انه كان يجيد السباحة ولكن هذا لم يكن كافيا لان اجادتها وعدم اجادتها سيان في تلك اللحظات بل يعود السبب الى معجزة الهية اولا و انه اي مكي كان قد احتضن برميل بلاستيكي واخذ يجذف في اتجاه اللا شيء واستمر هكذا ذهاء اربعة ساعات ولكن قال مستدركا ان البحر بعد ان ابتلع القارب ومافيه باستثناءه هو وابن عمه يوسف واخر مات بعيد وصوله المستشفى بداء يهداء لقد رايتهم يا محمود يغرقون امامي واحدا تلو الاخر ثم انخرط في النحيب .. شباب سودانيين تتراوح اعمارهم بين التسعة عشرة والثلاثين ولما سالته هل تعرف اسمائهم او عنوانين اهاليهم بالسودان او اي ارقام هواتف خاصة بهم؟ اجاب بانه لا يعرف لانه التقى بمعظمهم في اسطمبول ولانه ايضا لم يمضي على وجوده بلبنان سوى ثلاثة اشهر فقط باعتبار ان معظم هؤلاء المتوفيين غرقا جاءو اصلا من بيروت لبنان. من جهة اخرى استطيع القول بصفتي اتعاطى العمل الصحفي منذ وقت ليس بالقصير ان عدد السودانيين الذين فقدوا في بحر ايجا بين تركيا واليونان بلغ حوالي الثمانيين سودانيا في خلال العامين الماضيين وان عدد السودانيين بحسب الاقوال الشفاهية التي جمعتها من بعض شهود العيان اقول عدد السودانيين الذين قضوا باطلاق رصاص في الحدود السورية التركية بلغ اثين عشرا شخصا
يتبع [email protected]
|
|
|
|
|
|