|
هدية لمسؤول بقلم صلاح الدين عووضة
|
03:26 AM Jun, 04 2015 سودانيز اون لاين صلاح الدين عووضة-الخرطوم-السودان مكتبتى فى سودانيزاونلاين
أيام قلائل ويتم اختيار الطاقم الوزاري الجديد، بينما صائدو التماسيح الآن يتهيبون لاصطياد الفريسة، ينظرون من ثقب الباب للهدف، فما من أحد يتم اختياره وزيراً أو مسؤولاً في موقع من المواقع إلا وأسرع أصحاب المصالح لتطويق المسؤول الجديد بـ(الجميل) وتقديم الهدايا ونحر الذبائح، وإقامة الاحتفالات الفخمة، لترويض المسؤول ووضعه في (الجيب). هذه المشاهد التي أصبحت مألوفة لعمري ما هي إلا صورة من صور الرشاوى التي تجعل المسؤول يستحي، ويشعر بأنه مدان لصنيعهم.. وقد شاهدنا احتفالات التكريم باسم القبيلة، والعشيرة والأصدقاء لمسؤولين، والتي كانت محل استنكارنا وكتبنا عنها في حينها فهي بدعة وشُبهة خاصة عندما تكون هذه الخطوة من شخصيات لها مصلحة كأن يقيم صاحب مصانع مأدبة عشاء لوزير الصناعة الجديد أو صاحب مستوصفات لوزير الصحة الجديد، ويتم ذلك باسم القبيلة أو رابطة أصدقاء لإبعاد شبهة الرشوة.. بالمناسبة عمنا أبو حريرة عندما تم اختياره وزيراً للتجارة في الديمقراطية الثالثة أتاه من يزعم صداقته - مدير شركة استيراد وتصدير – أتاه بقربان ثمين فما كان من الرجل النظيف إلا أن رفض الهدية، وقال لصاحبه لو لم أكن في هذا الموقع وأنت صاحب مصلحة من وضعي الجديد لقبلتها.. بعض التماسيح والحيتان الكبيرة لها أسلوبها الخاص في احتواء المسؤولين واستغلالهم، وبعض النفعيين يقيمون المآدب الرافهة المترعة بسفه الإسراف لبعض المسؤولين فور اختيارهم، والبعض باسم القبيلة والمنطقة يغالون في (التكريم)، والقبيلة والمنطقة بريئتان من ذلك الصنيع الممقوت الذي أريد به باطلاً، فعذراً أيتها (القبيلة) فقد اتخذك دهاة السياسة وأباطرتها مطية لهم للوصول إلى أغراضهم ومنافعهم الخاصة، وتحدثوا باسمك زوراً وبهتاناً وأنتي بريئة مما يصنعون. (القبيلة) للأسف الآن هي معيار الكفاءة، وهي الوزن السياسي والثقل الجماهيري، وهي الترضيات وهي (القوي الأمين)، وبما أنها حين غفلة من الزمان أصبحت كفرس رهان أو مهرة مروضة لا بأس من أن يمتطيها ذووا الأجندة السياسية، ثم يدفعونها دفعاً إلى حافة الموت والدم في صراع مرير يهلك الحرث والنسل. × نبضة أخيرة: كانت الولاية عند أصحاب النبي المعصوم صلوات الله عليه مغرماً وليست مغنماً، ومسؤولية وأمانة ترتجف لها الأفئدة وتخر لها الجبال هداً.. وهاهو عمر خليفة الصديق يقول : (لإن يُضرب بالسيف عنقي أحب إلي من أن أتولى أمر المسلمين) ويرفض خلافة ابنه، ويقول: (حسب آل عمر أن يُحاسب منهم يوم القيامة واحد) يقصد نفسه، ويرفضها كذلك الإمام علي لنفسه أولاً، ثم يُجبر عليها إرغاماً ويقبلها كمسؤولية وأمانة ثقيلة، ويشفق منها ويرفضها لابنه الحسن وهو يحتضر، فما كان هؤلاء ينحرون لها الذبائح ويقيمون المآدب، والاحتفالات بل كانوا مشفقين من هول الأمانة وثقلها.. برضو تقول لي نحنا تابعين الرسول وصحابته ونقتفي الأثر !!!!
مواضيع لها علاقة بالموضوع او الكاتب
- من بين ظلام الانقلاب بقلم/ ماهر إبراهيم جعوان 06-03-15, 03:19 AM, ماهر إبراهيم جعوان
- المنمنمات الإسلامية كتاب جديد مترجم من الإيطالية عزالدّين عناية∗ 06-03-15, 03:16 AM, عزالدّين عناية
- أحترت في وصفك شعر حسن عبد الرزاق النقر- ماليزيا 06-03-15, 03:13 AM, مقالات سودانيزاونلاين
- جهاز الامن ومعركة الانتقام من المرحوم فاروق كدودة بقلم صديق محمد عثمان 06-03-15, 03:11 AM, صديق محمد عثمان-لندن
- قصة قصيرة بقلم /عليش الريدة العنّابة والشُرّابات 06-03-15, 03:10 AM, عليش حسن أحمد محمد
- المهراجا الهندي عزالدين يستمر.. فنستمر! بقلم عثمان محمد حسن 06-03-15, 02:11 AM, عثمان محمد حسن
- معاً لتأمين حق الأطفال في التعليم بقلم نورالدين مدني 06-03-15, 02:09 AM, نور الدين مدني
- بين الشيخين أبي زيد والبوني بقلم مصطفى عبد العزيز البطل 06-03-15, 02:07 AM, مصطفى عبد العزيز البطل
- فتوى جديدة بتكسير عظام الزوجات!! بقلم فيصل الدابي/المحامي 06-03-15, 02:05 AM, فيصل الدابي المحامي
- اعادة اكتشاف الإنسان في الفكر الحديث (4) بقلم عماد البليك 06-03-15, 02:03 AM, عماد البليك
|
|
|
|
|
|