|
هجرة العقول/حافظ أنقابو
|
كلمة حق حافظ أنقابو [email protected] هجرة العقول تابعنا جميعا خلال الفترة الماضية هجرة أعداد مهولة من شباب السودان إلى دول الخليج ، شباب في قمة العطاء تركوا السودان هربا من الأوضاع الاقتصادية المتردية وشبح عدم وجود وظائف وتراجع قيمة العملة السودانية، كنت في بادية الأمر أتحسر على ذهاب الكادر البشري الذي هو أمل نماء السودان والحاقة بركب الإقليم، قلت الإقليم ولم أقل الدول المتقدمة، ولكن الواقع المعاش الآن جعلني شخصيا أفكر في إيجاد منفى أجد فيه ما يعينني علي عيش حياة كريمة وضمان مستقبل من حولي. الأوضاع الاقتصادية في السودان أصبحت لا تطاق، لا أحد يتوقع في عام 2011 أن يرتفع سعر الدولار من جنيهين إلى أكثر من ثمانية جنيهات، خلال عاملين فقط يحدث هذا، نعم كل شيء في السودان متوقع لكن بالمعقول، الانهيار الاقتصادي هذا شكل هاجسا كبيرا لدى الجميع، فلا يعقل أن يباع رطل اللبن أبو جنيهين بثلاثة جنيهات ونصف وأربعة في بعض المناطق. نعم السودان بحاجة إلى شبابه بمختلف تخصصاتهم وخبراتهم، فنحن لسنا الصين أو اليابان لنصدر كادرنا البشري ليعمر بلاداً أخرى، ولكن الواقع الاقتصادي المعاش ضرب في جيوب ميسوري الحال بعد أن قضى على الموظفين والفقراء والمساكين، لذلك لابد للحكومة من أن تجد الحلول اللازمة حتى نتجاوز هذا المنعطف الاقتصادي الذي يعتبر بمثابة امتحان. خروج البترول من قائمة الصادرات السودان بعد أن آل إلى جنوب السودان بعد إنفصال الأخير، جعل من الاقتصاد السوداني صفرا كبيراً، ما يعني أن الساسة السودانيون كانوا يتعاملون مع إتفاقية نيفاشا على أنها ستسير في صالح الوحدة إذا ما أجري الاستقتاء على مصير الجنوب، وقد حدث ما لايحمد عقباه من خلال نتيجة عالية جدا في تصويت أشقاءنا الجنوبيين على الانفصال، انفصل جنوب السودان سياسيا وجغرافيا نعم، ولكن يبقى مصير الشعب السوداني واحداً على أمل أن يتوحد وطن المليون ميل مستقبلاً خاصة أن الاتفاقات الدولية جعلت من دول عدد من الاقاليم كانها دولة واحدة وليس ذلك ببعيد على السودانيين في الخرطوم وجوبا. خلال الفترة الماضية عقدت الحكومة الملتقى الاقتصادي الثاني؟، وملتقى الولايات الأول للإستثمار، ونحن وهي وربنا نعلم أن مشكلة السودان الاقتصادية القائمة ليست بمشكلة اقتصادية تعقد لها المؤتمرات، فهي واضحة جدا، لكن من يقول ومن يسمع، الحصار الاقتصادي على السودان مقبل دول القوى العظمى مالم يفك، لن يتتعافى الاقتصاد السوداني، ومالم نترك البترول ونتجه إلى الزراعة والرعي والانتاج الحيواني لن يتعافى الاقتصاد، هذه المؤتمرات والملتقيات لا تساوي قيمة الحبر الذي تكتب به أوراقها، بل هي مجرد اجتماعات بين الساسة وصرف حكومي ومزيدا مت انهاك الخزينة العامة للدولة ومزيدا من التعقيد، وينطبق على عليها المثل "عينك للفيل تطعن في ضله" . هاجر عشررات الآلاف من أبناء السودان خلال الأشهر الماضية ولازالوا يغادرون ويغادرون للبحث عن مصدر رزق أفضل، والرزق عندنا أوسع إذا ما وسعنا عقولنا، والرزق عندنا أكرم إذا ما كنا في بلادنا، ولكن لا حياة لمن تنادي، من يسمع ومن يعي.
|
|
|
|
|
|