|
هبة سبتمبر: زرعوا الريح فليحصدوا العاصفة اذا معاوية جمال الدين..شبكة الصحافة السودانية الكندية
|
هبة سبتمبر: زرعوا الريح فليحصدوا العاصفة اذا معاوية جمال الدين..شبكة الصحافة السودانية الكندية www.sudandailypress.net كان حتما ان يكون لهبة سبتمبر الباسلة اثارا وذيول شأن كل عاصفة قوية. انجزت الهبة التي ضربت نظام الانقاذ التالف والمنتهي الصلاحية امورا عدة في غاية الاهمية: انها خلخلت اركان النظام والقت به في صحراء قاحلة عاريا وحيدا في انتظار رصاصة الرحمة. وان الهبة المباركة عصفت ببقايا الحزب الحاكم الذي نخره السوس, فهرب منه عدد مقدر من المتاسلمين فيما فضل البقاء بعض الذين وفدوا لدواعي اكل العيش ثم ان الهبة المعنية كانت تمرينا ناجحا لكسر حاجز الخوف وعندما ينكسر هذا الحاجز تماما فان الطوفان قادم لامحالة. وفي اثناء ذلك بداء واضحا ان متغيرات عميقة حدثت في ذهنية ومزاج المجتمع السوداني, لعل ابرز تجلياتها ماتعرض له بعض قادة النظام من طرد واهانة في سرداق عزاء اثنين من الشهداء. مثل هذا المشهد لم يكن واردا وقوعة في اي مناسبة اجتماعية سعيدة كانت او حزينة,كان مشهدا بالغ الدلالة عميق المغزي يشير الي ان المجتمع السوداني بصدد اعادة النظر في منظومته القيمية والاخلاقية التي نسجت عبر ازمان وحقب طويلة وحافظ عليها السودانيين ورعوها وصانوها واورثوها الابناء والاحفاد جيلا بعد جيل ولعلنا لانبالغ اذا قلنا ان التسامح الذي ميز الشخصية السودانية هو الان علي المحك. اذ لم يكن من المأمول ان تمر كل الجرائم التي ارتكبها النظام المتاسلم في حق الوطن والشعب وكأن شيئا لم يكن, فمن الممكن ان يحدث هذا اذا كان المجتمع ميتا او خاملا او منحدرا والذي لن يغفره السودانيون لهولاء المتاجرين بالدين, استهدافهم لاغلي مايملكون: اخلاقهم ذلك انهم اجتهدوا علي نحو اجرامي كي يدمروا كل ما توارثه السودانيون من قيم ومناقب. زرعوا الريح فليحصدوا العاصفة اذن.. وليس بعيدا عن ماذكرناه من تغيير في ذهنية المواطن السوداني الاتهام الذي وجهه الصحفي الشجاع بهرام عبد المنعم لثلاثة وزراء بتحري الكذب يؤكد ان الناس لايحتفظون للنظام ورموزه بأي توقير. علي أن حكام اليوم لايشعرون بكل هذه المتغيرات والتفاعلات العميقة التي يمر بها المجتمع, مما يستدعي تشجيعنا لهم ليظلوا علي ماهم فيه من غفلة وغرور الي نهاية الشوط, وان غدا لناظره قريب. [email protected]
|
|
|
|
|
|