|
نموذج جدير بالاحتفاء والتكريم
|
الصعاب دائما تكشف للعامة عن معادن الناس, عن ارتباطهم بالحقيقة, وتكشف عن تشظيهم بنيران الحقيقة واحتمالهم الأذى في سبيل تلك الحقيقة, والصحافة هي من أكثر المجالات التي تظهر فيها معادن الناس سيما ان قراء الصحف والمواقع الالكترونية قد لمسوا هذا الاحساس, سيما وان قضية دارفور التي تشغل بال العالم الآن قد ميزت معادن الرجال والاقلام على المستوى المحلي والعالمي على السواء, فالكثير من الذين يوالون النظام في السودان, قد تعروا تماما الا من ملابسهم, يزيفون الحقائق ويقلبون الامور راسا على عقب, يصورون للقاتل ان جريمة حسنة سيجزيه بها الله خيرا كثيرا, وهولاء ليس في حف السودان فحسب بل في كل صحف العرب من المحيط الي الخليج وفي صحيفة الشرق الأوسط كما في صحيفة الأنباء السودانية, ومن الجانب الآخر ان قضية دار فور كشفت عن معدل نفيس من الصحفيين السودانيين الذين آثروا كل متاعب الدنيا وشظف العيش والغربة عن الوطن, في سبيل ان يقولوا الحقيقة ومن هولاء جميعا الصحفي الأستاذ خالد ابواحمد , لم يترك صحيفة عربية والا أرسل لها مقالة عن السودان يفضح فيها جرائم النظام, حتي المواقع الإلكترونية يرسل لها وأحيانا لا تنشر لأن أيادي الأمن تطول أصحاب المواقع مهما بعدت بهم المسافة, وهو أول من تنبأ بحركة تمرد دافور في مقال طويل نشر بأحد صحف البحرين واعاد نشره في موقعه الخاص على النت.
فقد اهتم الأستاذ خالد أبو احمد بتسجيل دقيق للحوادث والملابسات التي أدت إلى فشل مشروع (الانقاذ) وتأثيراتها على مجمل الأحداث في السودان فضلا عن تضمينه لأهم جانب في فشل التجربة الاسلاموية بأن كشف لنا عن علاقة عدمية الأخلاق في فكر الذين قادوا المشروع المزعوم, ولا زال من بقي منهم يمارس أبشع أنواع التمرد على الأخلاق السودانية وجميع التقاليد الجميلة التي ورثها الشعب السوداني من تاريخ أجداده.
يحدثني احد الذين يعرفون الأستاذ ابواحمد عن القرب المكاني والجغرافي انه من أسرة فقيرة تسكن في احد أحياء أمدرمان التي تشرب منها الروح السودانية العفيفة ولذا خرج من الحركة (الإسلامية) كما دخلها أول مرة وقد توفرت له كل أسباب الغني المادي ولكنه رفض برباطة جأش أن يمتلك بيتا من المال الحرام عمل بالأجهزة الأمنية وكان مثالا للشفافية وعندما خرج منها بقناعة ان لا يعود إليها وبالفعل برغم السنوات الطوال التي عمل فيها وطاف من خلالها ربوع السودان, خرج صفر اليدين ورغم الديون التي تلاحقه إلا انه فضل هذه الوضعية من عذابات الضمير وسؤال ملك الموت عن ماله من أين اكتسبه..؟.
قطع علاقته بأعز أصحابه ورفقائه في الحركة الإسلامية عندما اكتشف انه لم يتحمل عيش الفقر وامتدت يده إلى المال الحرام من المؤسسة التي كان يديرها أصبح فاسدًا ماليًا, ويعرف المجاهدون وقراء صحف النظام أن ابواحمد عندما كان يعمل (ساحات الفداء) واكتشف الميزانيات المفتوحة والفوضى المالية والفساد الذي يزكم الأنوف كتب عدة مقالات بين فيها بشكل واضح الفساد وأبوابه بمشاركة شخصيات رفيعة في وزارة المالية, ولم يكتفي بذلك بل سلم الأوراق التي كانت تبين الفساد الي عدد من المسئولين برغم التهديد الذي كان يتلقاه من المفسدين.
وعندما عمل مع احد الكوادر الإسلامية التي كانت تعمل في مجالات الأمن بجنوب السودان والذي تقلد منصب نائب مدير عام أكبر شركات القطاع الخاص بالحركة الإسلامية وأفسد فيها وبدد أموالها, كتب تقريرا كبيرا قبل دمار الشركة الي عدد من المسئولين وشيوخ الحركة الإسلامية..
وعندما وجد ان الفساد يمارس على أكبر مستوى ولا فائدة من الحرب الشخصية خرج من السودان مغتربا والديون تلاحقه بسبب كتاب ألفه عن زعيم الإسلاميين الدكتور الترابي وصادرته الأجهزة الأمنية بعد وصوله مطار الخرطوم, ومن اغترابه ظل يكتب الأخ خالد عن فساد النظام الأخلاقي والاقتصادي والسياسي, وآخر ما كتبه كتيب بعنوان( دارفور الحقيقة الغائبة) ونشر في موقع العدل والمساواة باللغتين العربية والإنجليزية.
وهذه دعوة للاحتفاء بهذه النماذج حتي نمكن للصحافة الحرة التي نريد, وبالله التوفيق.
عبدالله ناصر - السعودية الرياض
|
|
|
|
|
|