|
نقلة الصادق الجديدة.. بقلم عثمان ميرغني
|
قرار حكيم.. الذي أصدرته الحكومة أمس بإطلاق سراح الدكتورة مريم الصادق المهدي نائب رئيس حزب الأمة.. ثم تصريحات السيد أحمد سعد، وزير رئاسة الوزراء، التي تبشر بعفو عام وإطلاق سراح بقية المعتقلين.. كلها تدفع بإحسان في اتجاه إصلاح الملعب السياسي في انتظار مونديال الحوار الوطني. وفي تقديري أن الطريق مفتوح الآن لعودة السيد الإمام الصادق المهدي إلى الوطن.. محفوفاً بكل الشكر والعرفان لسبقه في اختراق السكون والركود وفتحه الطريق نحو استيعاب الحركات المسلحة في الحوار الوطني.. وهو ما وصلت إليه لجنة (7+7) بعد إلتفاف ما كان له من الأصل داع طالما أن (إعلان باريس) فتح الطريق واختصره.. وعملياً استجابت الحكومة لمقترحي الذي كتبته هنا قبل عدة أيام.. وطلبت فيه تحويل ومن باب (كمل جميلك).. يحتاج الصادق المهدي لنفس منهج التفكير (الاختراقي).. لوضع الحوار الوطني في أفضل مسار (منتج).. فالواضح أن الفرقاء الذين قد يقبلون بالدخول إلى مائدة الحوار الوطني يحملون أحلامهم أكثر من خططهم.. أحزاب السبعة الأولى (الوطني وحلفاؤه) يحلمون بسفينة نوح تحت عنوان: (يا بني أركب معنا...) يحلمون بأن تركب الأحزاب المعارضة في ما يتاح لها من (القسمة والنصيب) من كراسي الحكم.. بينما تحلم أحزاب السبعة الثانية (المعارضة) بتطبيق لائحة (ٍسلم.. تسلم) أن يوافق المؤتمر الوطني على حكومة انتقالية تعني عملياً تسليم السلطة.. هذه الأحلام بينها مساحة شاسعة من صحارى الحوار المستحيل.. فالمؤتمر الوطني لا يرى في الأفق أي تهديد لسلطته يستوجب التنازل الطوعي.. بينما أحزاب المعارضة ترى أن المباراة أصلاً انتهت Game over وأن المؤتمر الوطني ما جاء إلى ساحة الحوار إلا محمولاً على عشم الهروب والنجاة من الغرق.. وبين هذه الأحلام وتلك يغرق السودان وأهله في أزمات بعضها يأخذ بخناق بعض. الصادق المهدي يستطيع أن يحدد النقلة القادمة بذكاء لو نظر لرقعة الشطرنج ببصيرة نافذة.. فهل يفعلها.
|
|
|
|
|
|