|
نقطة نظام 2رد على تعقيب الأخ / طارق فضل المولى النيل
|
لقد بدأ الكاتب الحديث وكأنه محايد وأشار إلى نقاط طيبة تحمد له ولكن يبدو أن الكاتب اعتمد أسلوب الثعلبية في الكلام حيث استرسل في بعض الكلام ليخدع به ذهن القارئ فبدا كأنه رجل ينشد الحق والعدالة وكأنه شخص يخالف رأي رئيسه آدم إسماعيل الإحيمر وهو في الواقع يحمل نفس الفكر ونفس المذهب الذي سلكه سلفه، إذ أنه وبعد اسطر من الحديث يولج في خط مرتجف يكون فيه كلامه كما يقولون "واقفاً على وسط السلم أي ( الدرج )، لا الفوق شافوه ولا التحت عرفوه"، وينتهي كلامه المعسول كما لو أنه كان يكتب مقالته وفجأة دخل عليه صاحبة وسأله عما يكتب، فأنقلب على عق! بيه وسطر ما كتبه في بقية التعقيب في صورته التي سيكتشفها القاريء منذ الوهلة الأولى، ذلك هو واقع الحال لما سبق ونلمس بذلك الخلل المشين في ذلك التعقيب وظهور التردد وعدم البوح صراحة بما يريد قوله وكأنه يريد أن يقول لصاحبه وهو يحاوره لا تقف ضد التيار ثم يعرج فيسأل نفسه هل نحن نقف ضده؟ وبذلك بدا كاتب التعقيب وكأنه يعاني هاجساً نفسياً. تحدث الكاتب بثقافة عالية عن الواقع والمنطق وحرية الرأي وكما ذكر أنه يمحص مدلولات ما جاء به البيان الصحفي لصاحبه أدم إسماعيل ويشير بقوله إلى نقد الذات، ونحن نتساءل هنا عن أي ذات يتحدث إذ أنه، أي الأخ طارق فضل المولى نفسه، لم يكن نزيهاً في نقده لصاحبه وكذلك لم يكن أميناً مع نفسه عندما قال أنه يمحص تصريح صاحبه.
لقد أشار الكاتب ( طارق ) إلى أن التصريح المشار إليه بعاليه، لا يحمل إشارة صريحة بأنه قد نشر من قبل رابطة الأجنق في الولايات المتحدة، بما معناه إنه لا يعبر عن موقف الرابطة الرسمي وأنه لا يعدو كونه مجرد تصريح لكاتب ينتمي إلى مجموعة قبلية، وكذلك لا يعبر إلا عن رأيه الخاص حيال قضايا الساعة وما ينتابه من آلام وأشواق وآمال بدأت تتساقط بين مطرقة المطامع وسندان النفوس الرخيصة ... إلى آخر ما قال. ونحن نقول هذا كلام يستنكره العقل والفهم لأن الكاتب المزعوم كان يجب عليه أن يتوخى الحذر فيما يقول، حيث بالغ في التجني والتهكم على قيادات العمل السياسي ومناضلي شعب جبال النوبة، وإذا محص الأخ طارق فضل المولى تصريح صاحبه جيداً لوجده نشاذاً منحرفاً عن التناغم السائد بين الشرفاء وأمناء القضية وإنه يدعو إلى بث روح العداوة بين أبناء جبال النوبة، ولقد عمد صاحبكم هذا عل! ى عزل قبائل الأجنق عن بقية بني جنسهم وهذا كلام لا نقبله ونعلم أن الأجنق إخوة لنا وقفوا وما يزالون في الصفوف الأولى من المناضلين الخلص الصناديد فان تحدث صاحبكم (آدم) عليه أن يتحدث عن نفسه فقط وإن كان صاحبكم هذا وبصفته رئيساً لرابطة الأجنق كما يزعم عليه أن يعلم بأن ليس الأجنق كلهم يعرفون أين تلك الرابطة، ومن ناحية أخرى كيف يفهم من تصريح رجل كهذا غير أنه شخص يسعى للفرقة والشتات غير محتسب لنضال الإنسان السوداني والنوباوي الذي دفع الغالي والنفيس من أجل حريته للحفاظ على كيانه ومكتسباته التاريخية لقد عمد الأخ أدم إسماعيل إلى نقد اتفاق كاودا التاريخي ووصفه كما وضح في مقاله بما لا يليق والمزاج والتوجه العام في هذه الأيام.
ونقول للأخ طارق إنه لجميل منك أن تحمد للحزب القومي السوداني المتحد خطواته حول الإتفاق الذي تم في كاودا وأيضا جميل منك عندما وصفت الحزب القومي بالشرعية الثورية والتي تعبر عن ضمير وآمال شعوبها المشروعة، وهذه النقاط تسجل لك وهذا واجب عليك و على كل أمين على مصالح أهله، إلى أن ذكرت "الصراحة والوضوح في تصريحات كاتب التصريح" وألمحت على إنها تستحق الإحترام, نقول لك أن ذلك غير سليم وأن تصريح صاحبك لا يستحق الإحترام إذ انه جاء في هذا الوقت والظروف العصيبة التي نعيشها في ترقب وحذر، وأنت تقود حملة دعاية لصالح شخص تنكر لأهله بالعرفان وصرت تمتدح و تمجد فيه ( منير شيخ الدين) فعليك وصاحبيك أن تعلموا أن سيرة الأخير قد بلغت أهله في جبال النوبة وقد علم كل أناس مشربهم. يا أخي طارق إن صاحبكم أدم، أو رئيسكم في رابطة الأجنق، ي! ضل الطريق المؤدي إلى الحق لقد ورد في مقالته الكثير الذي يدل على عدم معرفة بما يجري الآن ولقد كنا نحسبه أكثر الناس قرباً للأحداث.
وأنت يا أخ طارق أدليت وصفاً بأن الحزب القومي المتحد يتصف بالتشرذم والإحتكار وعدم الشفافية وكل ما من شأنه إضعاف مسيرة الحزب وكذلك وصفت الحزب بالهرم العليل وحاله المخجل، نحن نقول النقد من حق كل إنسان ولكن أن يبنى ذلك النقد على واقعية تفضي إلى مصلحة عامة، وهذا الذي تقوله كلام عجيب، ونقول لك أبلغ صاحبك آدم إسماعيل أن يسأل رئيسه في حزبه المزعوم ليحدثه عن مآثر الحزب القومي السوداني المتحد ولكني أشك في أن الشيخ سيصدق معه القول، ولو أنك كنت تعلم ما هو الحزب القومي السوداني المتحد ما قلت قولتك هذه ولو كنت تعرف من هم أتباع هذا الحزب وكيف أن هذا الحزب ظل يكافح من أجل وجوده ما كنت لتقول هذا الكلام. هذا الحزب الذي تصفه بالهرم هو خلاصة نضال طويل وصفحات تاريخ تحمل في طياتها إنجازات وأمجاد خالدة ولقد استمر يقاو! م ضربات أعدائه التي أوهنت قواه ولكنه لم يسقط أبداً على الرغم من شح موارده وعدم وجود أي دعم من أي نوع من أي جهة، فقط كان مناصريه هم زاده وعتاده في كل الظروف، هذا الحزب الذي تصفه بالهرم لبنة حقيقية لحزب ديمقراطي حر تعددي سيكون وعاءاً يحتوي كل السودانيين الذين يؤمنون بقضايا السودان العادلة وهناك نفر غير قليل قد ضحى من أجله، نذكر منهم للتذكير فقط المناضل الكبير الشهيد حسن الماحي، وإذ نذكره ذلك لأنه كان من أوفى المناضلين في الحزب القومي وأصدقهم، وإن وصف الكاتب (طارق) للحزب القومي كلام غير صحيح، وعليه أن يعود إلى دراسة تاريخه السياسي فسيجد في كل صفحة من صفحات تاريخ السودان جذوراً للحزب القومي المتحد منذ أن كان روابطاً، ثم إتحاد عام جبال النوبة إلى حيث أصبح الآن. نذكر الأخ طارق أن هناك العديد من الأحزاب الشابة كما يحلو له تسميتها، ولكنها لم تقدم للسودان غير الخراب والدمار.
وأخيرا،ً تعلمون أن الناس يجلسون هذه الأيام على طاولة المفاوضات، ونحن نصلي وندعو للسلام العادل الذي يجمع كل السودانيين في وطن واحد، فدعونا أن نركز جهودنا للسلام وما بعد السلام حتى نصل إلى ما نصبوا إليه. م/ توتو كوكو ليزو
|
|
|
|
|
|