بعض الأحيان ربما يهدر أحدنا وقتآ مقدرآ لإنجاز مهمة ما بأحد الدوائر أو الدواوين الحكومية ، ويمكن أن يمتد الإنتظار لأيام وتتعطل حياتك تمامآ بسبب غياب أحدهم لظروف إجتماعية أو ظروف سفر ( داخلي أو خارجي ) ، وللأسف لحالات مزاجيه أحيانآ ! للعمل قيمة عظيمة ، والعمل في خدمة العامة والوظائف الحكومية على وجه التحديد يجب أن يكون له هيبته واحترامه إذ ليس من اللائق او المقبول أن تسمع أحد المسئولين أو الموظفين يرد قائلآ " أنا الليله ما بتم ليك شغلك !! تجيني بكرا – دون مبرر مقنع أو سبب كافِ يجعل من عملية انجازه لمعاملة المواطن شئ صعب ؛ وكل مافي الأمر أن حالته المزاجية لاتسمح ، هذا دون الإكتراث لوضع أو ظروف من يقف أمامه ، قد يكون على سفرٍ ، أو أن الإجراء مرتبط بأمور مهمة وموقِفه فيها حرج ، ولكن يأبى مزاج الموظف المتعجرف ، أو المتزمت وبكلامنا المريح المعاكس ! إحدى المرات حكت لي إحداهن وهي خريجة من إحدى الجامعات السودانية وجدتها غاضبة وقد تمكن منها الإستياء قالت : أنها بصدد استخراج شهادة تفاصيل وأن أحد المسئؤلين وهو دكتور أكاديمي شرع في فحص الشهادة و كاد ان يوقع علىها ولكنه عرف من خلال كلامي أنها وصلت مكتبه اليوم ، وتواصل قائلة : حدثني بصرامة قائلآ : " أنا ما بوقع الشهادة في يومها "! هذا مع علمه ان مستقبلي بين يديه في تكملة إجراءات تعييني والأمر يتوقف على الشهاده ، ولكنه واصل رفضه بتزمت دون مبرر مقنع ! وكذلك العديد من المواقف لخريجي الجامعات بعضهم ينتظر بسبب سفر العميد لمؤتمر خارج البلاد ، أو غياب المسجل بسبب المرض ، أو لظروف اجتماعيه تخصه ، ومرات بسبب مشكلات إدارية تتعلق بالجامعات أو أي من الأسباب المقنعة وغير المقنعة والتي بسببها يغيب الموظفين بالمقابل تتعطل حياة الشباب الذين يبحثون عن فرص التوظيف على قلتها وقد يفقدونها بسبب التسيب الذي أصبح أهم سمات الوظيفة العامه وعدم القيام بالمهام الوظيفية بضمير مهني وإخلاص في العمل ، ونلاحظ أن استخراج الشهادات من الجامعات السودانية أصبح يتطلب وقتآ طويلآ وهذا مزعج حقآ . والمؤسف انه إن دعتك الظروف لضرورة مقابلة وزير ما ستلاحظ أن جُل وقته إجتماعات ، ووجبات ، وصلوات ، وسفر ؛ وهم المنوط ضرب المثل في الإنضباط . أرجو أن يتلزم كل منا القيام بواجبه بصورة كاملة ، ولنعلم أن الآخرين غير معنيين بحالاتنا المزاجية أو الظروف الصعبة للعمل وبيئته ، أو ضعف الأجور وما يتصل ؛ وبما أننا ارتضينا العمل فلزامآ علينا تجاوز كل شئ وتصريف الأمور بصورة طيبة ، وبذل الإبتسامة ما أمكن . قبل ان اغادر ... مصادفة التقيت بأحدهم وهو على ما يبدو اربعيني يعمل تقني بإحدي المستشفيات الإقليمية ، وحكي لي عن ظروف سيئه للغايه يواجهها في عمله ، قائلآ أنه في بعض الأحيان يعمل لثلاثة أيام متتالية ، وأن راتبه ضعيف ، وأنه يتم خضم مبلغ ليس بقليل من راتبه وانه يعول أسرة وجميع أبناءه بالمدارس وواصل سرد كثير من الموجعات ... وبعد أن أكمل حديثه قلت له ولماذا لا تهتم بالبحث عن جهة اخرى تعمل فيها ؛ فرد قائلآ :" لو فُتَ منهم بتجهجهو " فتأملت في أخلاقه العالية ، وإنسانيته .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة