|
نقد بين الاختفاء والموت
|
29/3/2004م ترددت في الآونة الأخيرة أحـاديث كثيرة عن وفاة السـيد محمد إبراهيم نقد ( 73 ) عاماً سكرتير عام للحزب الشيوعي السوداني و المعروف عن السيد نقد أنه من اليساريين المعتدلين في السودان ، تردد خبر الوفاة في الأوساط الشعبية والإعلامية بالرغم مما ذكره السيد الصادق المهدي بأنه التقى به قبل أيام قليلة ، وواجه الحزب الشيوعي هذه الأحاديث بنفي من السيد فاروق كدوده ( كادر شيوعي بارز ) ولكن نفي السيد كدودة لم يغلق باب التأويلات حول الوفاة ، ويبرر بعض اليساريين أن الاختفاء جزء من الثقافة السودانية التي تبرر الاعتكاف لفترات طويلة للمتصوفة ويقولون أن السيد محمد إبراهيم نقد يعكف على دراسة مجلدات وكتب الفكر الشيوعي الضخمة ليخرج برؤية جديدة للفكر الشيوعي - وهذه المرة من السودان وليس من روسيا - توائم بين الفكر الاشتراكي والإرث الديني والنظام اللبرالي الغربي ، ووفق هذه المعطيات نتوقع عودة قوية للفكر الشيوعي من السودان بعد خروج ( الإمام الغائب ) المختفي بسراديب أمدرمان محمد بن السيد إبراهيم نقد ، هذا ويؤكد بعض اليساريين المنشقين الذين سئموا هذه الترهات والخزعبلات بأن السيد نقد مات فعلاً ودفن سراً بمقابر شرفي بمدينة أمدرمان وشيع جثمانه أربعة رجال وامرأة وأن الذي دفع القيادة الشيوعية للاستمرار في مهزلة الاختفاء هي الحيرة والارتباك وعدم القدرة على اتخاذ القرار وخوفاً من التداعيات الأسرية وتأثير ذلك على كوادر الحزب . إذا من نصدق ؟ .. الذين قالوا باختفائه : أم الذين قالوا بموته : اتفقوا أيها الرفاق ؟ . وهل التقى السيد الصادق بنقد أم بشبيهه أو أشباهه على رأي ( أخبار اليوم ) ؟ . وهل يقامر الصيد الصادق بمصداقيته بادعائه أنه التقى السيد نقد ؟ . نقول لكل الزملاء ورفقاء النضال أن قطار الزمن بل ( صاروخ الزمن ) بدأ يتحرك بسرعة غير مسبوقة ، والمنطقة تتعرض لتفاعـلات سياسية واجتماعية ومعلوماتية محلية وعالمية خطيرة ، ومزاج الشباب والأجيال بدأ يتغير واصبح العالم في حالة مخاض ينتظر مولوده الجديد ، فهل ننعي السيد نقد أم نعلن ظهوره ؟ .
علي محمد علي صحفي سوداني / الخرطوم
|
|
|
|
|
|