|
نظرة توحيدية في التجديد الديني (4) بقلم عبد المؤمن إبراهيم أحمد
|
التجديد الديني مطلوب عند كل أهل الكتاب التجديد ليس خاصية في الدين الإسلامي، إنه ضرورة ملازمة لكل دين. فقد ظلت الكنيسة الكاثوليكية تمارس الفتوى المطلقة في امور الدين والدنيا بدعوى انها ورثت هذا الحق كابر عن كابر إلى بطرس حواري المسيح الأول الذي يقولون بأن المسيح قال له انت الصخرة التي سأبني كنيستي عليها. وظل هذا دأب الكنيسة الكاثوليكية حتى قام لها مارتن لوثر وأصلح من مناهجها بمناهج المحتجين. فهل من سبيل لجعل تجديد مناهج فقه الشريعة وفقه الدين منهجاً عاماً لجميع أهل الكتاب؟ إيماننا بالكتاب الأول الذي بين يدي القرءان يقتضي العلم بهما. فكل إيمان لا يقوم على العلم والمعرفة فهو إيمان ناقص. لكي يتم ذلك لا بد من أن يأخذ العقل مكانه ولا بد من مشروع للتصالح الكامل الشامل بين العقل والنقل، وبين أهل الكتاب، تصالح به تلغى هذه الثنائية. عبر هذه المنهجية الجديدة سيتيسر للوسطية الإسلامية أن تستوعب نظرياً اليهودية والمسيحية مما يمهد لنوع من التفاهم والتعارف والتعايش والقبول الجمعي. فالشرعة هي الطريق بينما المنهاج هو الطريقة والمنهجية والإتجاه وتوحيد المناهج يؤدي إلى فهم الشرائع وقبولها. وهنا نقدم طريقة ومنهجية في فهم النص الإسلامي لتأخذ مكانها كفهم مكمل وكمدخل للتجديد الكامل الشامل نرجوا له أن يكون قسماً من أقسام الشريعة داخلاً فيها لا خارجاً عنها ولا مناقضاً لمحتواها. ما نقدم له لا ندعي له الكمال ولكن نظن أنه الخطوة الأولى في الطريق الصحيح للوعي المسلم ثم أنه في النهاية لا يصح إلا الصحيح بفعل العوامل الإلهية التي تعمل في حياة البشر "...كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ (17)" الرعد. لا نحتاج اليوم لتأكيد الخصوصية الإسلامية لأنها قد تأكدت عبر التاريخ. أكثر ما نحتاج إليه اليوم هو جمع وعي البشر في رؤى متحدة. ولن يتم ذلك إلا بالرجوع للأصول في كل دين، ونحن المسلمين أول المطالبون بذلك. فالتوحيد الذي نادى به الإسلام ليس توحيد المعبود فقط فتوحيد المعبود هو توحيد رأسي ولكن التوحيد كذلك يشمل التوحيد الأفقي وهو إجتماع البشرية على منهج واحد على الرغم من اختلاف الشرائع، إنه وحدة الحقيقة الإلهية ووحدة الإنسانية. علينا أن نجد "الدلالة المعاصرة للموضوع القديم وتخليصه من شوائبه اللاهوتية" (كتاب قضايا إسلامية – التجديد في الفكر الإسلامي- العدد75 ص 169). ولن يتم ذلك إلا عبر عمليات التجديد الكامل عبر صياغة فكرية جديدة تقوم على النص المقدس. ويمكن ان تكون صيغاً جديدة في موضوعها او جديدة في مناهجها او كلاهما. كذلك يمكن أن تنظم هذه الصيغ الكثير من الموضوعات الجزئية القديمة والأفكار الموروثة وتفهمها فهماً كلياً جديداً وترتيبها ترتيباً كلياً جديداً وتوجيهها في إتجاه هو أقرب لمراد العناية الإلهية الكلية. يقول الدكتور أحمد الخمليش: "أزمة الفكر الفقهي تكمن في عناصره التي يقوم عليها وبدون الرجوع إلى هذه العناصر وتحليلها واستخلاص ما تتسم به من خصوبة وعقم – يبقى الحديث عن التجديد جدلاً نظرياً لا يغير شيئاً من الواقع ولا يقدم حلولاً لمشاكل المجتمع الإسلامي وحيرة أبنائه وتساؤلاتهم" (كتاب قضايا إسلامية – التجديد في الفكر الإسلامي- العدد75 ص 194). نقول هذا ونحن مدركون لمشاكل هذا الطرح لأن "المفكر داعية التجديد يمشي على حد السيف خلال عمله، وبالتالي فأي خطأ سينجم عنه منظومة كاملة من الأخطاء" (الشيخ محمد علي التسخيري –كتاب قضايا إسلامية – العدد 75 ص 173). .وهنا ندعو الله أن يجنبنا الخطأ ويوفقنا للصواب فيما سنطرحه من آراء وتوجهات. لا شك ان فهم المقاصد الشرعية، سواء العامة او الجزئية، يختلف من شخص إلى آخر وهذا قد يؤدي لإختلاف النتائج، هذا أمر طبيعي بحكم عقلنا البشري. يقول الغزالي: " ليست أدلة بأعيانها بل يختلف ذلك بالإضافات، فرب دليل يفيد الظن لزيد، وهو بعينه لا يفيد الظن لعمرو مع إحاطته به، فالأمارات كحجر المغناطيس تحرك طبعاً ما يناسبها كم يحرك المغناطيس الحديد دون النحاس" (الغزالي - المستصفى 2/365-366). وعليه علينا وبما أوتينا من معارف حديثة صارت في متناول يد الناس جميعاً أن نضبط الأدلة ثم نضبط النتائج بالمناهج العلمية. يقول د. عبدالله محمد الأمين النعيم: "التحديد المعياري الوظيفي للعلم عند المفكرين ينحصر في قدرة العلم على تحديد الحقيقة. وقدرته على حل المشكلات وفعاليته في تحقيق الجديد وتغيير الأوضاع والإنتقال بها نحو الأفضل" (دورية تفكر مجلد 3 عدد (1) ص1). وبسبب ما يشكله الإسلام من وجود جوهري في عقول المسلمين يكون من الصعب تحقيق أي درجة من العلمية الوظيفية العامة بدون البحث في الحقيقة وكيفية الوصول إليها في القرءان الكريم خاصةً، وفي الكتب السماوية بصورة عامة. ومباحثنا هذه حاولنا فيها ان نكون علميين وموضوعيين بقدر الإمكان في بحثنا عن الحقيقة بهدف تقديم حلول كلية يحتاج لها المسلمون اليوم بهدف تغيير اوضاع المسلمين نحو الأفضل عن طريق فتح أبواب الإسلام وبناء الجسور لكي ينطلق بوعي جديد وفي ثوب جديد ليقدم رسالته للإنسانية في زمن هي احوج ما تكون إليه.
- نظرة توحيدية في التجديد الديني (3) بقلم عبد المؤمن إبراهيم أحمد 31-01-15, 02:44 PM, عبد المؤمن إبراهيم أحمد
- نظرة توحيدية في التجديد الديني (2) بقلم عبد المؤمن إبراهيم أحمد 30-01-15, 01:54 PM, عبد المؤمن إبراهيم أحمد
- نظرة توحيدية في التجديد الديني (1) بقلم عبد المؤمن إبراهيم أحمد 29-01-15, 01:43 PM, عبد المؤمن إبراهيم أحمد
- تأملات روحية في مقاصد الشريعة الإسلامية (2) بقلم عبد المؤمن إبراهيم أحمد 28-01-15, 02:56 PM, عبد المؤمن إبراهيم أحمد
- تأملات روحية في مقاصد الشريعة الإسلامية (2) بقلم عبد المؤمن إبراهيم أحمد 27-01-15, 04:48 AM, عبد المؤمن إبراهيم أحمد
- تأملات روحية في مقاصد الشريعة الإسلامية (1) بقلم عبد المؤمن إبراهيم أحمد 26-01-15, 01:34 PM, عبد المؤمن إبراهيم أحمد
- هل من سبيل للتقعيد الجمعي لمقاصد الشرع (2) بقلم عبد المؤمن إبرهيم أحمد 25-01-15, 04:53 AM, عبد المؤمن إبراهيم أحمد
- هل من سبيل للتقعيد الجمعي لمقاصد الشرع بقلم عبد المؤمن إبراهيم أحمد 24-01-15, 03:30 AM, عبد المؤمن إبراهيم أحمد
- قراءة حداثية في النص (2) بقلم عبد المؤمن إبراهيم أحمد 23-01-15, 01:28 PM, عبد المؤمن إبراهيم أحمد
- قراءة حداثية في النص (1)ن بقلم عبد المؤمن إبراهيم أحمد 22-01-15, 01:26 PM, عبد المؤمن إبراهيم أحمد
- خروج الإنسان الأول عن النظام الأول (2) بقلم عبد المؤمن إبراهيم أحمد 21-01-15, 02:03 PM, عبد المؤمن إبراهيم أحمد
- خروج الإنسان الأول عن النظام الأول (1) بقلم عبد المؤمن إبراهيم أحمد 20-01-15, 01:18 PM, عبد المؤمن إبراهيم أحمد
- مقدمة في تجديد فهم أصول الدين (3) بقلم عبد المؤمن إبراهيم أحمد 19-01-15, 01:50 PM, عبد المؤمن إبراهيم أحمد
- مقدمة في تجديد فهم أصول الدين (2) بقلم عبد المؤمن إبراهيم أحمد 18-01-15, 12:42 PM, عبد المؤمن إبراهيم أحمد
- مقدمة في تجديد أصول الدين (1) بقلم عبد المؤمن إبراهيم أحمد 17-01-15, 03:04 PM, عبد المؤمن إبراهيم أحمد
- مأزق العقل الحداثي (2) بقلم عبد المؤمن إبراهيم أحمد 16-01-15, 02:06 PM, عبد المؤمن إبراهيم أحمد
- نحو منهج جامع للفكر الديني في سبيل اليوتوبيا بقلم عبد المؤمن إبراهيم أحمد 15-01-15, 12:38 PM, عبد المؤمن إبراهيم أحمد
- نظرة حداثية في أنطلوجيا الخلق والإنسان (3) بقلم عبد المؤمن إبراهيم أحمد 14-01-15, 01:26 PM, عبد المؤمن إبراهيم أحمد
- نظرة حداثية في أنطلوجيا الخلق والإنسان (2) بقلم عبد المؤمن إبراهيم أحمد 13-01-15, 04:43 AM, عبد المؤمن إبراهيم أحمد
- نظرة حداثية في أنطلوجيا الخلق والإنسان (1) بقلم عبد المؤمن إبراهيم أحمد 12-01-15, 04:57 AM, عبد المؤمن إبراهيم أحمد
- نحو منهجية علمية حداثية في فهم الدين (3) بقلم عبد المؤمن إبراهيم أحمد 11-01-15, 02:41 PM, عبد المؤمن إبراهيم أحمد
- نحو منهجية دينية علمية تجديدية (2) بقلم عبد المؤمن إبراهيم أحمد 10-01-15, 05:50 AM, عبد المؤمن إبراهيم أحمد
- نحو منهجية علمية حداثية في فهم الدين (1) بقلم عبد المؤمن إبراهيم أحمد 09-01-15, 01:35 PM, عبد المؤمن إبراهيم أحمد
- نظرة حداثية في نشأة الدين (2) بقلم عبد المؤمن إبراهيم أحمد 08-01-15, 03:39 AM, عبد المؤمن إبراهيم أحمد
- نظرة حداثية في نشأة الدين (1) بقلم عبد المؤمن إبراهيم أحمد 07-01-15, 05:09 AM, عبد المؤمن إبراهيم أحمد
- التصوف وكمال الوجود الإنساني بقلم عبد المؤمن إبرهيم أحمد 06-01-15, 05:10 AM, عبد المؤمن إبراهيم أحمد
- هل هنالك حرب بين الوجود والمعرفة؟ بقلم عبد المؤمن إبراهيم أحمد 05-01-15, 02:31 PM, عبد المؤمن إبراهيم أحمد
- الوجود الإنساني وجود ناقص (1) بقلم عبد المؤمن إبراهيم أحمد 03-01-15, 06:03 AM, عبد المؤمن إبراهيم أحمد
- معرفة الوجود بين الحتمية والإحتمالات بقلم عبد المؤمن إبراهيم أحمد 02-01-15, 07:28 AM, عبد المؤمن إبراهيم أحمد
- حدود الوجود بين المعرفة والممارسة بقلم عبد المؤمن إبراهيم أحمد 01-01-15, 06:58 AM, عبد المؤمن إبراهيم أحمد
- هل من علاج لتشظي الوعي البشري؟ بقلم عبد المؤمن إبراهيم أحمد 31-12-14, 02:01 PM, عبد المؤمن إبراهيم أحمد
- الذعر الوجودي وأطراف الوجود بقلم عبد المؤمن إبراهيم أحمد 30-12-14, 07:24 PM, عبد المؤمن إبراهيم أحمد
- نظرات في أوضاع الإنسان اليوم بقلم عبد المؤمن إبراهيم أحمد 28-12-14, 03:14 PM, عبد المؤمن إبراهيم أحمد
- ظهور الزمان والمكان وخلق الأكوان والإنسان بقلم عبد المؤمن إبراهيم أحمد 28-12-14, 07:49 AM, عبد المؤمن إبراهيم أحمد
- الدين والحداثة والعولمة بقلم عبد المؤمن إبراهيم أحمد 24-12-14, 11:34 PM, عبد المؤمن إبراهيم أحمد
- الإنسان وجود ممزق بين عالمين بقلم عبد المؤمن إبراهيم أحمد 24-12-14, 09:34 PM, عبد المؤمن إبراهيم أحمد
- مأزق العقل الحداثي بقلم عبد المؤمن إبراهيم أحمد 24-12-14, 09:30 PM, عبد المؤمن إبراهيم أحمد
|
|
|
|
|
|