|
نظام الخرطوم المتهالك بدأ في تصدير سياسيته القذرة الي الجيران\عبدالرحيم خميس
|
في جميع المجتمعات فى هذا الكون توجد أناس يعتبرون ان هناك انتماء واحد مسيطر على هويتهم حيث يختلف الانتماء حسب الظروف وما تقتضيه المصلحة الخاصة قبل مصلحة العامة حيث يكون لدى البعض الانتماء اولا واخيرا للعشيرة او للحزب،ولدي البعض ألاخر الانتماء الى الدين او الايديلوجيا، حيث ان تلك المسميات التي تشكل جزء من الهوية التى لايمكن ان نختزلها فيها، بالتالي هي انتماءات نفعية نتائجها بعد احياناً سلبية على المجمتع لانها تولد شعور التعالي والاضطهاد وعدم تقبل الاخر،وهكذا يتاثر الناس بشكل كبير مع الصراعات التي تحدث على ارض الواقع.
ولكن النخب السودانية التى تعاقبت على تداول السلطة فى البلاد، لم تترك لنا شيء مفيد غير سيرة سيئة للحروبات التى لا يستحقها المواطن السودانى، الى ان جاء نظام البشير وزاد الطين بلّة ، حيث استشرى الجهل والضلال وتمادى ولم نشهد اي شكلا من اشكال التسامح الحقيقي بيننا.
انا أومن ان مشاكلنا لن تحل عبر تصديرها الى دول الجواراوالتدخل فى شئونهم كما يفعل المؤتمرالوطنى لجاره ليبيا، بل تحل عبر فن الحوار والتفاوض الجاد التى هي وسيلة لتبادل الافكار،ونشرها وتوسيع الوعي وادراكها حتى تتحول لممارسة حقيقة وتطويرها وانتاج افكار جديدة اخرى، لبناء وطن متسامح تتساوى فيها الجميع من دون اقصاء احداً.
لكن مايحدث اليوم على امتداد الوطن لحقا مشين ،بغض النظرعن الغش والنفاق وتضليل والشتائم التي اصبحت هوية وطنية وماركة سودانية مسجلة ،وكأن المسألة من ينتصرعلى من أومن يربح السجال ومن يخسر،فالمطلوب هو اثبات صحة الحوار بالراي والراى الاخر بقدر الامكان، خاصة ان الطرفان ينتميان الى مدرستين مختلفين(اسلامى ضلالى وعلمانى معتدل) فاحترام الراي وايصال الفكرة مطلوب من دون ما تعصب ، اكتفي بطرح افكارك بصورة ووسيلة لائقة ومناسبة، وان تثبت للاخر بانه لا يفتقر الحكمة ولا مختلف عنك ومن حق كل طرف عن يفكر بما يريد وان يسير بالطريق الذي اختاره هو و ان يكتشف خطئه او صوابه والاّ لا يكون هناك حوار ولن يكون سلاماً.
من المعروف ان الشعب السوداني وجيرانه من دول الجوار فقداً وخسراً كثيرا بسبب وجود نظام الخرطوم المتهالك على ارض الوطن،واذا سألت أي سودانى ماذا خسرتم سوف يقول الارض، ثم التعايش السلمى، ثم الاهل بسبب الحروبات،والمال العام بانواعها والضررالذي اصاب الزراعه وغيرها من مرافق الدولة.
وصل الحال الي درجة الإفلاس السياسي،واليباس الفكري،والنضوب العقلي لبعض الأشخاص فى حزب المؤتمر الوطنى إلى حد مهاجمة الشعب والقتل والاعتقالات التعسفية بمجرد يبدي الشعب رايه،وفي هذه الايام يستحضرنا ذكري ثورة سبتمبر وكيف واجهت السلطات الأمنية ممثلة في قوات جهاز الأمن والمخابرات،جموع الشباب وعندما هتفوا في وجه الطاغية،(يا خرطوم ثوري ثوري لن يحكمنا لص كافوري).
كل الشعوب لها الحق في تأييدها ومساندتها لزعمائها وحكامها،وتعطيهم الفرصة ، فإذا أثبت ان هؤلاء الزعماء أو الحكام جدارين بهذا التأييد والمساندة،واصل الشعوب موقفها نفسه،وإذا كان العكس،وخيب الحكام ظنهم الحسن بهم إنقلبت عليهم بالثورة أو عدم تجديد إنتخابهم، وهذا ما حدث في معظم تجارب الشعوب قديماً وحديثاً،والعيب هنا ليس في الشعوب وإنما في الحكام الذين لم يقدروا تأييد شعوبهم لهم التقدير الصحيح لهم،لكن لص كافوري يتوهم ان يفهم في الأمور ولم يستوعب الدرس بعد .
السؤال الذي يطرح نفسه الان ،كيف نتخلص من حكومة المشير !ونعيد للسودان سيرته الاولي ورتق نسيجه الاجتماعي وتعايشه السلمي وقبول التعددية والتنوع والاعتراف بالاقليات وبحقوقهم المدنية والانسانية , من غير تصنيف ا لمواطنون الي درجة ثانية أو ادنى ،مهما كان دينه او مذهبه او عرقه او لونه او جنسه، حينئذاً قد نستطيع بناء الدولة المدنية لو بدأنا باحترام انسانية الاخرين.
|
|
|
|
|
|