|
نذكر الآن.. جميع الشهداء.. ها هنا يبتسم النهر العظيم.. عبدالوهاب الأنصاري
|
نذكر الآن.. جميع الشهداء.. ها هنا يبتسم النهر العظيم..
عبدالوهاب الأنصاري:
نذكر الآن..الآن..الآن.. جميع الشهداء.. كل من خط.. على التاريخ سطر بالدماء.. نذكر الآن.. جميع الشرفاء.. كل من صاح.. بوجه الظلم..لا..لا..لا.. نحن أبناءك في الفرح الجميل.. نحن أبناءك في الحزن النبيل... (من أشعار الأستاذ: مبارك بشير)
معاً ولنضاعف جهدنا لأحداث الفعل.. بإسقاط هذا النظام الفاشي.. نظام (أتواقراطية) الإنقاذ ..التي أفسدت كل قيمنا الجميلة .. ودمرتها تدميرا.. خرقت نسيجنا بما أعجز الرتق.. أضاعت أخلاقنا وفضائلنا باعت أرضنا.. وقلعت زرعنا.. حطمت إقتصادنا وشوهت دنيننا.. وعطبت سياستنا..
المجرمون قتلوا أطفالنا.. وسفكوا دمائهم بـ (الخطة ب).. سحلوا أنقى شبابنا ..أرواح أعزائنا الخُلص شهداءنا .. ترفرف بجناحي طائرة الفينيق من تحت ركام العبث والظلم ..تبث الأمل .. رغم المآقي الباكية.. والجراحات الراعفة ..والآلآم المعتصرة والقلوب الدامية ..والرزء العظيم.. نلملم جراحنا.. لا حانثين..أو واجفين..
قسماً قسماً لن ننهار .. وثباتنا القهار.. زادنا لإكمال المشوار.. والمجد للثوار.. المجد للأحرار.. المسيرة تُمضي.. في ثبات الجبال الراسيات ..إنطلقت لتصل.. وإن طال السفر ..لن نتقاعس أوندير ظهرنا.. أو تلين لنا قناة.. وفاءاً لمن سبقونا في الخير ومروا من هنا ها هنا يبتسم النهر العظيم لبعانخي.. ولتهراقا.. وللمهدي.. لعلي عبداللطيف .. وعبدالقادر الحبوب .. وللقرشي.. للصمود العزم في كرري.. وللموت الفدائي المهيب.. في طريق الثورة ضد الظلم ..و المطالبة بالعدالة..
لقد حيونا بتحية فالنرد بأحسن منها أونردها... وهم بمشهدم الثوري.. مخضبين بالدماء الغالية.. وأصوات الطلقات النارية الحية ..ورائحة الغازات الخانقة.. والبارود الحي.. يملأ الفراغ .. وصورة شهيد عاري الصدر مُسجى في إباء وكبرياء.. تُنحت في الذاكرة نقوش أيقونة.
البارد الحي يخترق جدار الرأس.. ويهتك قفص الصدر.. ويوقف النبض الناضر.. المتوهج برق.. ومن بريق العينين يشع ذكاء.. نبع.. نابغ.. ناضر.. قادم يحمل حقيبتة المدرسية.. راجلاً يحث المسير آتياً.. من كل فج عميق.. ليشهد العلا. مستشرف ألآتي الاكثر جمالاً... هل من مذكر..؟
أيروح الدم المسفوك.. في الساحات والباحات.. بيد عصابات الأمن ومليشات المؤتمر الوطني و بعقلية الدموية الفاشية (الإنقاذ) تنفيذاً للخطة (ب)... لوجه الله..!!.. سدى.. سنبلة لا قصاص.. لا ثأر..؟؟ ..لا ..لا..لا... سيأتي يوم الحساب.. ضُحى.. سيأتي الغضب الساطع.. من الغابات.. ومن الجبال.. ومن الوديان.. ومن الصحراء.. ومن صوت طفلة.. وسط اللمة منسية.. ومني أنا..
يا... شهدائنا.. ضميرنا الحي.. لسان حالنا.. وإلهامنا اليقظ.. يا من هم.. أنبلنا.. وأشرفنا.. وأكرمنا.. وأسبقنا إقداما...وسيادا
كم من دارٍ.. غشاها الحزن النبيل..في صباحات العيد الكبير.. الفرح المخنق.. على عتبات الحق المقدس .. العيد عيد شهيد.. تقدموا الناس.. ورفعوا الرأس.. وختوا الساس.. العيد يجتر الحبان.. وفي العيد تتكثف الأحزان.. وتسيل الدموع السواحم.. من أثر الرزء العظيم.. حضر الحزن النبيل.. ونبش جدران الذاكرة.. مع إشراقة صباح العيد البكر للشهداء..
الدم الغالي.. الغاني سخين.. كم أسرة كريمة..علي إمتداد الوطن المنكوب.. والمصلوب على جدران.. الدين المغشوش.. والعسكر المنفوش والهم المبثوث.. والكذب الممنفوخ... همى الدمع الفياض.. هطول السحب الغمام.. كوابل فطل مع خيوط الفجر الفرح المحزون..
الوجع الموجع.. أكثرهم شباب حالم ..أطفال براعم .. لا نزكيهم على خالقهم.. ولكننا نتذكرهم.. ولن ننساهم.. مانبض عرق..وأشرقت شمس..حصدتهم يد الغدر..بالخطة (ب) المخطط لها بعقلية مجرمي الحرب ومطاردي العدالة.. بتهم الإبادة..
يا لرزء الرجال الشوامخ.. المغمور بالدموع الراعفة.. والأمهات الفجع حزناً.. علي فلذات الأكباد.. بنبل النبيلات.. يا.. لقهر القهر..وقصم الظهر.. الذي يضاعف الحزن..وإنا تالله لفراقكم لمحزنون.. وما نقول إلا ما يرضي الله.. ونعمل لكي تستمر الحياة .. ولنا في القصاص حياة ولنكون من أولي الألباب.
سنكافح بلا هوادة.. ونناضل بلا تكاسل.. وننافح بمثابرة.. وعلو همة تهد الجبال عزماً.. وتجوب السهول حزماً.. وتصعد الجبال شموخاً.. وسنتصر.. حتى نعيد البسمة.. ونبسط الفرح .. لكل بيت من بيوت السودان.. التي غطاها السواد .. منذ أن حل طائر الشؤم الغراب..في وطننا السليب.. الحبيب.
في كل بيت قتيل.. وفي كل بيت عليل معتل.. بالهم والغم المقيم ... وفي كل بيت معتقل وأسير.. في كل بيت معذب .. في كل بيت.. دخل العسس.. أرهبوا الصغار.. وأهانوا الكبار..وأسترجلوا علي النساء.. بلا خلق.. بلا دين.. بلا ضمير..لا صغير رُحِم... ولا كبِيراً وُقر..ولا حرمة لدار روعيت .. ولا أدب لجار التزموا بوصية ملك لنبي.. في كل بيت معاق..أو مختل.. بسبب حروبهم.. الجهادية العبثية.. وفي كل بيت.. من تمت إهانته من قبل.. الجلاوزة أو العسس.. في كل بيت مفصول ومشرد.. من عمله وسبب رزقه وقوت صغاره.
يا ثأرنا.. المقدس..هل يضيع.. هذا الدم المسفوك سُدى..؟؟ هل تضيع هذه الأرواح المسحوقة.. فداً للكرامة الإنسانية والحرية والإباء..؟؟ لا وألف لا.. نحن في الشدة بأس يتجلى.. الحرية لنا.. والحق لنا.. وبأيدينا.. سنعيد للوطن بهائه..ونعيد للخرطوم ألقها. نرفع أكفنا بالدعاء لشهدائنا.. في عليائهم السرمدي.. طالبين لهم من المولى عز وجل.. المغفرة والرحمة.. وإسكانهم فسيح جنانه.. وحسن آولئك رفيقا.. وأن يلهم آلهم وأصدقائهم ومعارفهم جميل الصبر.. وثبات أولي العزم من الرسل.
قاتِلهم هو السفاح الهارب من العدالة الدولية.. المجرم (الكضاب) ملعون السماء.. و مطارد عدالة الأرض (عمر البشير شخصياً) بأوامره حسب الخطة (ب) وليبقى الثلين..!! بفتوى (مالكية) مضروبة..وفرية دينية كذب صراح..وخَّرس علماء البلاط شياطين الشهوة والمتاع.
هؤلاء الأبطال ولدوا وترعرعوا.. في ظل هذا النظام الإبليسي البئيس الفاشي.. لم تخدعهم دعايته النازية (الجوبلزية).. أو تغشهم مناهجه التعليمية الفاشية الخاوية.. فسلبهم الأبتر الكلالة.. حقهم في الحياة.. بطلقة ستكون لكم شرفاً.. وفخراً ووسام ... كما كنتم لنا شموساً تضيء مساحات.. الظلام لكم الخلود في سجل الخالدين.
|
|
|
|
|
|