|
نحو مجتمع سودانى ديمقراطى ليبرالى حر (3) - مشكلة المثلية والمثليين من منظور ليبرالى سودانى
|
نحو مجتمع سودانى ديمقراطى ليبرالى حر (3) مشكلة المثلية والمثليين من منظور ليبرالى سودانى
المثليون هم من الشرائح الاقلية فى المجتمع السودانى والمنتشرة فى جميع مدنه وقرآه- وهم شريحة مجتمعية ذات وجود منذ بدء الخليقة مما يصعب معه التظاهر بأنهم ليسوا بذات وجود.ولكننا ايضا نواجه بنصوص قطعية فى جميع الاديان السماوية تتناولهم بشكل حاسم خاصة فى القران الكريم الذى يصفهم بأنهم قوم عادون، ويحدد شكل الاسرة بأنه رباط الزوجين الذكر و الأنثى وإنجاب الاطفال لبناء المجتمعات وحفظ النوع. ورغم ذلك فأن الكتب السماوية لم تحدد نوع وشكل العقوبة ضدهم فى الدنيا أو فى الآخرة بل تركت الامر للاجتهاد العام. فالمثلية كما نعلم هى انجذاب الجنس لنفس الجنس نتيجة تعقيدات جينية أو خيارات خاصة. فالمثليون لا ينتمون الى طبقة المجرمين فى المجتمعات و الذين يواجهون القانون جراء افعالهم. وليسوا مرضى يجب عزلهم عن الناس وحفظهم فى غرف محددة - وهم لا يقابلون بالرفض من كل المجتمعات ولا القبول أيضا - حتى حصلوا على لقب دولى هو افراد قوس قزح نتيجة هذه الاوضاع الهلامية والمتلونة. فى السودان نلاحظ ارتفاع نسبة هذه الشريحة أو تقلصها حسب الاوضاع فى البلد من رفاهية واستقرار الى انهيار اقتصادى يقود الى الانهيار الاخلاقى فى جميع مرافق الحياة. ونعلم ايضا أن الكثيرين منهم يفضلون اخفاء هوياتهم الجنسية تجنبا للسخرية والاستهزاء من الناس. لذلك تصعب معرفة أعدادهم الحقيقية. رغم أن القوانين السودانية لا تطاردهم بشكل خاص على ممارساتهم الخاصة ولكن قد يواجهون القانون فى حالة الغارة الحكومية على بيوت الهوى او المشبوهة فيؤخذ المتواجدون منهم فى ذاك المنزل ضمن المتواجدين من بائعى وبائعات الهوى. وغير ذلك وفي عدم القبض عليهم متلبسين فهم يتمتعون بحق التعليم والعلاج والعمل فى السودان دون تمييز قانونى - بل ويتمتعون بكل الحقوق الاساسية التى تخص المواطن السودانى. فقط المجتمع هو الذى يحدد شكل العلاقة معهم ويصيبهم بالتراشق والانتقاد والسخرية فى بعض الاحيان. هذا الخوف من الاستهزاء هو الذى يدفع بالبعض منهم بالعمل فى اعمال هامشية مثل الطبخ فى بيوت الافراح والمآتم أو تجار شنطة رغم الشهادات العلمية لبعضهم الخ. ونلاحظ ان القانون السوداني الحالي يعاقبهم بالجلد والسجن في المرتين الاولى والثانية التي تثبت عليهم الواقعة، ثم بالاعدام في المرة الثالثة (المادة 148 من القانون الجنائي السوداني لعام 1991). فى الوقت الذى نلاحظ فيه أن بعض الدول مثل ايران ونيجيريا وتنزانيا تنص على عقوبة الاعدام مباشرة لهذا النوع من الخيارات الجنسية. من جهة أخرى هناك دولا ّسنت قوانيناً مّخففة فى مواجهتهم مثل لبنان الذى ينص قانونها الجنائى رقم 534 على ان كل مجامعة خلاف الطبيعة يعاقب عليها القانون حتى سنة سجن. فى الوقت الذى حسمت فيه بعض الدول مثل جنوب افريقيا وفرنسا أمر المثليين ومنحتهم كافة الحقوق حتى الزواج وتكوين الآسر في بعض الاحيان.أيضا هناك بعض المجتمعات التى تتبنى التشريعات العشائرية التى يمكن أن تؤدى الى القتل.ومجتمعات أخرى تتناول المثليين كشريحة تحتاج الى المساعدة. وذلك بالتثقيف والإحساس بوضعهم المعقد وفتح مراكز وجمعيات لكشف نقاط قد تكون غائبة عنهم، ثم التركيز على غريزتهم وتحويلها الى المسار الطبيعى، ثم محاربة التمييز المجتمعى ضدهم والناتج عن الجهل بالمثلية. ظاهرة المثليين قديمة قدم الانسان فى الأرض- ويدور حولها الجدل باستمرار إلا أن الجدل حولهم لم ولن يحسم. لذلك نجدهم يعيشون فى مجتمعاتهم بأساليب خاصة بهم ولكنها حساسة ومعقدة. لذلك تكون مهمتنا شديدة التعقيد فى تناول أمرهم. فالشعور العاطفى طبيعة يولد بها الانسان وما من كائن يستطيع أن يتحكم فيه. كما وأن التعقيدات الجينية هى من خلق المولى عز وجل وله فى ذلك حكمة. وأن محاولات تغيير واقع المثلى/ة عملية معقدة تدفع بالبعض منهم الى الاكتئاب ومحاولات الانتحار إذا أجبر المثلى/ة على تغيير واقعه/ها. وفى كل الاحوال أن ما يهمنا فى الحركة الليبرالية السودانية هو احترام آدمية المثليين وعدم التدخل فى شئونهم الخاصة مثلما نحجم عن التدخل فى شئون العامة الخاصة. ويعنينا ألا يكونوا مجرمين وإلا يكونوا مصابين بأمراض معدية فتاكة وأن لا يؤذوا الغير بسلوكهم الشخصى وإلا يرتكبوا جرائم مثل الاغتصاب وممارسة الجنس مع الاطفال أو القصر أو الاقارب من الدرجة الاولى الخ . فإن فعلوا وجب عقابهم على هذه الجرائم. هنا نتطرق الى حقوق الانسان المضمنة فى قوانين الأمم المتحدة والاتفاقيات الدولية التى تتناول الميول الجنسية ضمن منظومة حقوق الانسان وتحدد الخيارات الجنسية بأنها حق شخصى. ولكننا بالمقابل سوف لن نكون طرفا فى سن أى قوانين أو تشريعات لتقنين زواج المثليين السودانيين أو تكوينهم الأسر احتراما لكريم المعتقدات وقيم المجتمع السودانى.
نور تاور رئيسة الحركة الليبرالية السودانية 1 أكتوبر 2014
|
|
|
|
|
|
|
تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook
|
|