|
نحو مجتمع سودانى ديمقراطى ليبرالى حر)4( -التعليم فى السودان
|
نحو مجتمع سودانى ديمقراطى ليبرالى حر)4(
-التعليم فى السودان-
أحد أهم أسباب أزمة الدولة السودانية هو اسلوب تناول المؤسسة التعليمية من قبل الحكومات. لذلك ورغم أن السودان قد كان من أوائل الدول الافريقية والعربية التى نالت استقلالها، ورغم الاتجاه الى السودان كسلة غذاء العالم، وتّطلع افريقيا الينا كرائد للتقدم فى مختلف المجالات ، ألا أننا أخفقنا فى كل الاحوال وتسببنا فى خيبة امل كبيرة لآنفسنا وللغير.
التعليم فى السودان يعامل فى أدنى سلم أهتمامات الحكومات السودانية. بل وأن ميزانية الدولة المخصصة للتعليم تكاد لا تغطى احتياجات أى مؤسسة أو مرفق فى الخدمة المدنية، خاصة فى زمن حكومة الجبهة الاسلامية التى خصصت في السنوات الأخيرة 0.5% فقط من ميزانية الدولة للتعليم ثم تركت أمرالاحتياجات الاساسية للاسر السودانية لتتصرف فى الامر. فى الوقت الذى نجد فيه دولا مثل ليسوتو رغم مستوى التخلف الموروث الذى تعانيه قد خصصت 13% من دخلها القومى للتعليم.لذلك نلاحظ أنها دول تتصرف بعقلانية وتتقدم نحو النهضة بهدوء دون أى كوارث أو دراما سياسية.
النقطة الثانية فى أزمة التعليم فى السودان هى المناهج التى يتم تسييسها بانتظام لتخدم أغراض هذا النظام أو ذاك ، مثلما حدث فى عهد جعفر نميري ويحدث الان فى زمن الجبهة الاسلامية التى أفرغت التعليم من محتواه الاساسى ######رته لخدمة أغراضها السياسية والايدلوجية. ثم حّكمت أجهزة الامن على المرافق التعليمية، ومن بعد ذلك اذلت الاستاذ وأهانته. وجعلت وظيفة المعلم\ة هى خدمة للحكومة وبرامجها فى التمكين والبقاء فى السلطة الى ابعد مدى.
نلاحظ أيضا أحوال المدارس والجامعات و المعاهد العليا ومدى أستعدادها لاستقبال الدارسين فنرى العجب العجاب. فالمدارس اشبه بالخرابات وليست محيطا تعليميا يجذب الدارسين. بل وحتى الاجلاس نجد فى كثير من المدارس أن التلاميذ يحملون كراسيهم الى المدارس على رؤوسهم صباحا ليعودوا بها مساءا.وأما أن يجلسوا على الصخر او أى شئ قد يسبب لهم الاعاقة على المدى البعيد.لا توجد مرافق عامة أو عيادات ملحقة بالمدرسة. لا توجد مكتبات.لا توجد أنشطة ترفيهية.لا توجد مسارح مدرسية. هذا فضلا عن جو الرعب والارهاب الذى تسبغه الاجهزة الامنية على المدارس حتى درجة القتل، حتى تحولت العملية التعليمية الى مسلسل رعب يومى.
يضاف الى كل ما ذكر أعلاه هو أن حكومة الجبهة الاسلامية عمدت الى تخريج الجهلة فى جميع العلوم، وذلك بتسهيل فرص النجاح لكوادر الامن ثم تضييق فرص النجاح لآى طالب لا يوالى الحكومة. يتخرج الطالب الذى يوالى الحكومة ليجد الوظيفة بأنتظاره ليعيث فسادا فى الدولة دون رقابة أو محاسبة. من هنا جاء الفساد الذى غطى جميع اركان الدولة السودانية اليوم..
ونستطيع أن نقول ان المؤسسة التعليمية فى السودان هى من أكثر المؤسسات فشلا .وأنها سبب رئيسى واساسى فى تخبط الدولة وعدم قدرتها على النمو والازدهار بسبب خريجين لا يحملون من المؤهلات غير الموالاة للحكومة.
هذا الوضع سوف يستمر الى ما لا نهاية اذا لم تحدث ثورة حقيقية فى التعليم: ثورة تتناول المنهج، الاستاذ، التلميذ، والمدرسة.
على ان تكون العملية التعليمية محايدة ويتم التخلص من كل الحشو الموجود فى المناهج وخاصة فى التربية الدينية التى تخرج المهووسين دينيا / الذين يتخرجون من تلك المدارس والمعاهد وهم قنابل ارهابية موقوته كما نقرأ و نسمع فى السنوات الاخيرة من قتل فى الشوارع العامة وفى البيوت - قتل لا يستند على شئ غير الهوس الدينى. حتى أصبح المجتمع السودانى كله غير آمن ولا يأمن المرء على نفسه وهو فى عقر داره.
لذلك ولأكثر من ذلك مما لم نضمنه فى هذه الورقة المختصرة نحن فى الحركة الليبرالية السودانية نرى الآتى:
ü تخليص المؤسسة التعليمية من قبضة الحكومة وأختصار مسئوليتها على وزارتى التربية والتعليم و التعليم العالى.
ü رفع نسبة ميزانية الدولة المخصصة للتعليم الى 10% كحد أدنى و15% كحد مقبول.
ü تغيير كل المناهج فى السودان لتراعى الحيادية فى التعليم وان تعكس البيئة السودانية ثم تخليص التعليم من الهوس الدينى، على أن تدرس مواد الدين ضمن المواد الاجتماعية.
ü اللجوء الى طلب المساعدة من الراسمالية الوطنية فى تحسين البيئة المدرسية أو يمكن أن تكون الحاجة أمرا ملزما فتفرض الضرائب خصيصا للمدارس ثم اللجوء الى اليونسكو وكل جهة دولية ذات علاقة بالتعليم.
ü تفريغ المدارس الجامعات من كل الاجهزة الامنية وتوفير الجو الدراسى المريح ليمّكن الطلاب من الحوار الحر دون تدخل أجهزة الامن والاعتقالات والملاحقات والحبس والتعذيب أو القتل.
ü تقديم وجبة الافطار وكوب لبن للتلاميذ فى مرحلة الاساس وضمان الرعاية الصحيى فيها.
ü أعادة المكتبات العامة الى المدارس وأعادة المسارح والانشطة الثقافية الى المدارس.
ü تعيين المدرسين والمدرسات وأساتذه الجامعات والمعاهد العليا حسب قدراتهم وأستعدادهم للعملية التعليمية والاهتمام بتنمية قدراتهم وخضوعهم لورش العمل والمحاضرات لذات الغرض وتحسين أوضاعهم المعيشية بداءا بالمرتب الذى يغطى أحتياجاتهم.
ü رفع الرقابة عن المدرسين والمدرسات وكافة العاملين فى المهن التعليمية ويجب الا تلاحقهم الاجهزة الامنية فى أى زمان ومكان .
ü تخصيص القنوات التعليمية فى التلفزيون والاذاعة القومية لخدمة التعليم.
ü تشجيع العاملين فى المهن التعليمية على اصدار مجلات للاطفال تتزامن مع مراحلهم التعليمية.
كل ما ذكر أعلاه هو حد أدنى لتطوير التعليم فى السودان وتخليصة من قبضة الحكومات السودانية. هذا لان العلم يرفع بيتا لا عماد له والجهل يهدم بيت العز والشرف..
نور تاور
رئيسة الحركة الليبرالية السودانية
3 أكتوبر 2014
|
|
|
|
|
|