|
نحن ضمن غرائب الإبل بقلم عثمان محمد حسن
|
· توعد الحجاج بن يوسف الثقفي أهل العراق في خطبته الشهيرة:- " يا أهل العراق.. يا أهل الكفر و النفاق........ سأحزمنكم حزم السلمة.. و أضربنكم ضرب غرائب الإبل....!"و فَعَلْ..
· و ها هو نظام ( الانقاذ) يضربنا ضرب غرائب الإبل منذ ربع قرن من الزمان.. بالرغم من أننا ( لسنا) أهل كفر و ما ( كنا) أهل نفاق..
· و لأنك من غرائب الإبل متى خرجت من بيتك إلى الشارع، لذا عليك أن تتأبط الصبر.. و أن تستعين بالله أن يخفف عنك ضغط الدم المصاحب للاكتئاب الذي سوف يفاجئك متى التقاك من قد تهيأ بمفتخر الثياب.. و تعطر من واردات باريس.. و وضع عمامته من واردات شنغهاي على كتفه في إهمال مقصود.. و ربما يلتقيك من قد تهيأ ببنطال و قميص فخيمين من منجزات ( التمكين).. و بيده مفتاح سيارة فخيمة أتته إرثاً من ( التكوِيش).. و كلا الرجلين اللذين قد يلتقيانك سوف يهبطان عليك من اللا مكان.. في زمان كثر فيه ( المِفَتِّحين) حلاَّلي العقد المستعصية في دروب ( الانقاذ) الملتوية..
· حين يخرج ذاك ( المفتِّح) من بيته لن تكون أنت ( المستهدف لشخصه).. بل المستهدفون هم كل ( الما ناقشين) الباحثين عن حقوق مكتسبة بالعرق و الدموع.. و ديدن ( المفتحين) من البشر أن ( يستفردوا) بمن لا موقع له في دولة ( التمكين).. يوسعونه وهماً و تدليساً فيفتح لهم جيوبه بأريحية بلهاء..
· و كثيرة هي الطواويس التي تتبختر سياراتها الفارهة في الطرقات.. لتلتقط الدهشة و الانبهار من العيون التي تصحو قبل الفجر و لا تنام إلا قبل الفجر بقليل في انتظار ( حقٍّ) قُدِّر أن يكون في مكتب ما بإحدى مؤسسات حكومة الرأسمالية ( المتوحشة).. و مع أول الصباح، تقابلها الطواويس المستأسدة في الردهات لتلتقط الخوف و الرهبة من العيون في سعادة محمومة.. سعادة تزداد طولاً و عرضاً كلما ارتفع ترمومتر الرهبة درجةً..
· شاهدت أحد الطواويس – و قد دخل المهنة حديثاً- و كان يتنازعه صراع عنيف بين الضمير و رزمة من بنكنوت مُدَّت إليه نظير خدمة كانت ستتم دونه لو لا النهج العام في التسويف و المماطلة .. انهزم الضمير مات تحت طعنات البنكنوت و الأحلام اللازوردية في مجتمع ثقافته " دار أبوك كان خربت شيل ليك منَّا شِلية"..
· و لن تكون أول منافق في هذا البلد يحاول دخول مكتب ما فيقول للحارس:- " سعادتك...".. و أنت تعلم تماماً أن بين الحارس و السعادة مراحل لن يتخطاها إلا في القبر- ربما- و قد سمق الكذب و النفاق بنياناً يكاد يلامس الشمس في منتصف النهار..
· لا أحد يجرؤ على زرع الثقة في نفسك بعد أن غطت أرضيتها أطنان من أسمنت الشك.. و تلال من جص عدم اليقين.. فترى الجماهير صامتة هذه الأيام، و أحد المسئولين يلعلع .. و يلعلع.. و يختتم بتكبيرات مكررة.. و الجميع يرمقونه بنظرات مخيفة.. نظرات تكاد تقول:- " أنتم أبعد من الدين و من الله.. و ربما أقرب إلى ( مسيلمة) ؟!"
· هذا زمن ( التَقِّية) المزَّيِّفة لكل ما ترمي إليه الآيات و الأحاديث من مُثل و قيم.. و التقية (المستدامة) شيطان دائم الحركة في قلوب من يتخذون ( راسبوتين) خليلاً حيناً.. و ( مكيافيللي) مرشداً في معظم الأحايين..
· و سوف تظل، في هذا الزمن، مثل غرائب الإبل طالع مضروب و نازل مضروب.. و لا مجير إلا ( هو) و الصبر و الصلاة.. و بهاتين الصفتين تكون مؤهلاً لحمل شهادة تدخلك الجنة بمرتبة الشرف الممتازة عند تخرجك من جامعة الحياة الدنيا.. لكن سوف تواجه مشيعيك إلى مثواك الأخير مشكلة الحصول على مكان خال للدفن.. لأن أرض المليون ميل مربع قد بدأت في الانحسار منذ ( نيفاشا)..
|
|
|
|
|
|