استغرق زميلنا الدكتور عبد الماجد بوب هم تعيين المدافن المجهولة للشهداء الرفاق عبد الخالق والشفيع وجوزيف قرنق. فطلبت منه مختصراً لمقالة عن هذا الشاغل كان نشرها في الصحف السودانية. وستري أيها القارئ أنه لا مستحيل أمام عزائم مساعي استعادة مقابر الشهداء من قتلى النظم المستبدة التي درجت على إخفاء قبور ضحاياها. وستجد العون ممن لا تتوقع. وتجد مرفقاً مع كلمة بوب صورتين لمقبرة عبد الخالق (تحت شجرة هي على الشمال منه) وأخرى للشفيع وبجانبه مقبرة قرنق (شجرة صغيرة أمامه). رحمهم الله وصبرنا بعدهم.
عزيزنا عبد الله علي إبراهيم أكتب هذه الأسطر على عجل استجابة لطلبك بعض المعلومات التي تتعلق بقبور الشهداء الشفيع وجوزيف قرنق وعبد الخالق محجوب. وأشكر لك مثابرتك في التوثيق لأحداث تلك الفترة الفائقة الأهمية. مع بدايات عام 2000 سعيت الى الدكتور الهادي أحمد الشيخ، شقيق الشهيد الشفيع أحمد الشيخ. وكان شاغلي أن أقف على حقيقة قبور الشهداء الشفيع وعبد الخالق وجوزيف قرنق. وقد دلني بعض الأصدقاء على الدكتور الهادي الذي تابع مسألة قبور الشهداء. وكان الدكتور الهادي كعادته شهماً وكريماً وأبدى ارتياحاً لاهتمامي بما انشغل عنه أقرب الأقربين من الاسر والرفاق. وقطع معي ميعاداً لاطلاعي على موضع تلك القبور. وقد تحقق لنا ذلك وذهبنا معاً الى مقابر حمد وخوجلى في الخرطوم بحري. في طريقنا الى هناك أفادني بأن الفضل في التعرف على قبور الشهداء يرجع الى صديقة العميد سعد بحر، وهو واحد من الناجين من مذبحة بيت الضيافة. فقد سارع العميد في بداية تحركاته بعد تلك المحنة الى تقديم واجب العزاء لأسرة الشهيد الشفيع. وعرض على الدكتور الهادي استعداده لتقديم المساعدة في كل ما يطلب منه. فأخبره الدكتور الهادي بأن همهم الأكبر هو التعرف على قبر الشهيد الشفيع. وأنهم ذاهبون لتلقى العزاء من أهلهم في مدينة شندي. وبعدها سوف يسعون لمعرفة قبر الشهيد الشفيع. ووعد العميد خيراً توجه الدكتور الهادي والعميد سعد بحر الى سجن كوبر حيث جرى تنفيذ حكم الاعدام. واستفسار الضباط العاملين في تلك الليلة عما تم بشأن جثامين الشهداء الثلاثة. وقد كان ضباط سجن كوبر على قدر من التجاوب الفوري واستدعوا السجناء الذين حملوا جثث الشهداء الى مثواها. والسجناء أنفسه كانوا على علم بتفاصيل الأحداث. وأبدوا استعدادهم لدل العميد والدكتور الهادي على موضع قبور الشهداء. وكان عدد السجناء ستة أشخاص وساروا بخطى واثقة بين مئات القبور. ووقفوا عند أكوام من التراب لما تزل ندية. وأشاروا بدون تلكؤ بأن هذا قبر الشهيد الشفيع، وفي صفحته قبر الشهيد جوزيف، وعلى بعد عشرين ياردة ناحية الغرب تم دفن الشهيد عبد الخالق. ومن بين القبور الثلاثة وقفت علية شجرة مهترئة ربما شجرة لالوب أو نبق. وقد قام الدكتور الهادي فيما بعد ببناء سياج مطلي باللون الأخضر فوق حائط مرتفع نحو قدمين من الأرض. وعلى قبر الشهيد عبد الخالق تم بناء سياج مشابه، أو ربما طبق الأصل. وعلى كل من القبرين تدلت لافتات خشبية بطلاء أخضر أخذ في التآكل. واللافتات على كل من القبرين للشهيدين الشفيع وعبد الخالق خالية من أثر لأسماء وتاريخ الميلاد والوفاة كما جرت العادة. أما قبر الشهيد جوزيف فقد تداخل جزء منه مع قبر الشفيع. وظل على حاله كومة من التراب. والقبر نفسه يبدو تم اعداده بدون عناية. ويكاد المرء أن ينبشه بدون عناء إذا رغب في ذلك. سألت الدكتور الهادي عن استثناء قبر الشهيد جوزيف من ذات العناية التي أولاها لرفاقه. فأجاب بأنه لم يتعد تميز شهيد على اخر. ولكنه رأى بأن أهل الشهيد جوزيف ربما يكون لهم رأى اخر بشأن دفن جوزيف في مقابر المسيحيين. ولم يدر بخاطر الدكتور الهادي أن تلك السنوات ستنقضي قبل أن تلتفت الأسر الى معرفة قبور شهدائها. أرفق مع هذا المقال للدكتور عبد الله على ابراهيم مجموعة من الصور التي التقطتها في عام 2000. على أمل أن تعزز من رواية الدكتور الهادي وهو لم يعد بيننا. ولكن كل ما قاله لا يحتاج الى تأكيد إضافي. وهو من نعلم حرصاً واستقامة عناية بالتوثيق. ولمزيد من التثبت يمكن اللجوء الى أسر الشهداء لأخذ عينات من الحامض النووي، واستخراج الاذونات اللازمة لاستخراج الرفاة وفحصها. وبعد كل ذلك أتمنى أن ينهض من بيننا الأوفياء للتاريخ للعناية بقبور الشهداء وحفظ أثرهم للأجيال القادمة. عبد الماجد بوب
ما جدوى قبور تعني معالم تاريخ قد تولى ؟؟؟؟ ،، والشك دائما وأبدا سوف يلاحق محتوياتها .. وفي منطقة من مناطق العالم عبد الناس صاحب قبر لآلاف السنين ،، على أساس أن صاحب القبر هو من الأولياء الصالحين ،، ثم جاءت حملة دراسية ألمانية لتدرس آثار ذلك القبر فإذا بالدراسات تؤكد بأن القبر لكلب من كلاب أحد السلاطين في الماضي !!! .. وعند ذلك تم نبش القبر من جديد فإذا بمحتويات القبر عبارة عن رفات عظام لكلب من كلاب الصيد ،، فهل يعقل أن يقدس ويعبد الناس ذلك الكلب في صورة ولي من الأولياء الصالحين لآلاف السنين !!!!! .. وهنا الحديث في المقال عن قبور مجهولة بين مقابر حلة حمد وخوجلي ،، مجرد اجتهادات وإرشادات من سجناء في سجن كوبر .. وهؤلاء لا تعتمد تنبؤاتهم إطلاقاَ حيث يفتقدون حقيقة المصداقية من الأساس ،، حيث الإجرام والسوابق .. وقد أجمعوا أمرهم على محاولة تقنع الآخرين وتخدعهم ،، فقد تكون تلك القبور المشار إليها قبور لأناس عاديين .. وقد تكون قبوراَ لمساكين لا يعرفون السياسة من أساسها ،، ومتى ما كان الشك يلاحق محتويات تلك القبور فمن العبث الجزم ثم عبادة وتقديس آثار الآخرين من الموتى !! .. وهنا يبرز سؤال هام جدا ،، وهو هل كانت السلطات في ذلك الوقت بتلك السذاجة والبلادة لتخفي جثث المعدمين بتلك الطريقة البليدة الغير محكمة ؟؟ ،، وهي السلطات التي أخفت مقبرة محمود محمد طه بطريقة أعجزت أتباع محمود من العثور عليها حتى هذا اليوم .. وهل يعقل أن تم دفن جثمان عبد الخالق والشفيع وجوزيف في مقابر المسلمين بمثل ذلك التساهل الديني ؟؟ .. في الوقت الذي كان فيه هنالك نوعا من التشدد الديني في الساحة السودانية ،، كما أن هنالك سؤال آخر يفرض نفسه قبل السؤال الأول وهو لماذا دائماَ يهتم بعض الناس بسفاسف الأمور ؟؟.. ويهتم بالقبور والشواهد والمدافن في الوقت الذي فيه أن هؤلاء الذين رحلوا ودفنوا كانوا لا يبالون كثيرا بشئون الموت والآخرة ؟؟ .. أم هو مجرد اجتهاد لإيجاد موضع قدم أو آثار تمكن البعض من تسليط الأضواء لشيئ في نفس يعقوب ؟؟ .. حتى ولو كان التقديس لجثمان كلب من الكلاب الضالة ؟؟ .
الأخ الفاضل / عصام الدين مجدي التحيات لكم وللقراء الكرام المشكلة تكمن في ضحالة تفكير بعض الناس ، فإذا كان ذلك النظام العجيب تمكن من إخفاء قبور مئات المئات لجثامين المرتزقة الذي اعتدوا على النظام في وقت من الأوقات فكيف لا يتمكن من إخفاء قبور قلة من الناس بطريقة محكمة للغاية ، ومن العجيب أن تتعلق الناس حتى ولو يقشه طافية توحي لهم بأنها هي الحقيقة ، فيا بخت سكان تلك القبور المزعومة المجهولة الذين نالهم الحظ لمجرد الظنون !! .
في ليلة حالك السواد وقد اختفى معالم القمـر في السماء تم اختيار المكان والزمان ، كما تم اختيار مجموعة صغيرة من المستجدين العسكريين القادمين حديثا من أقاليم السودان ، ثم أخذوا المجموعة في عربات للجيش مقفلة ومصفحة بالكامل بحيث أن المتواجد في داخل تلك العربات لا يرى الأحداث التي تجري بالخارج ، يقول أحد هؤلاء الجنود المستجدين : لقد تحركت تلك العربات عند منتصف الليل إلى جهات مجهولة بالنسبة للقابعين في داخلها . وبعد ساعات من السير المتواصل توقفت تلك العربات في منطقة من المناطق بعيدة للغاية ومجهولة المعالم ، ثم فتحوا أبواب العربات وأمروا المستجدين بالنزول من تلك العربات ، فلاحظ الجنود تواجد كراكات من الجيش في المنطقة للحفر ،، وكانت تلك الكراكات تحفر حفر عميقة وواسعة للغاية عند وصول الجنود ، ولما نزل المستجدون من العربات تساءلوا بينهم : أين نحن بالضبط ؟؟ . فقال بعضهم نحن في منطقة بعيدة في ضاحية من ضواحي الخرطوم ،، وقال آخرون نحن في ضاحية بعيدة من ضواحي الخرطوم بحري ،، وقال بعضهم نحن في ضاحية بعيدة من ضواحي مدينة أم درمان . ( والله أعلم ) ،، ثم تم توزيع المستجدين منبطحين في الأرض في حالة الاستعداد التام لإطلاق النار ،، مجموعة من المستجدين تم توجيهها حول المكان من ناحية الشرق ومجموعة من ناحية الغرب ومجموعة من ناحية الشمال ومجموعة من ناحية الجنوب .. وكانت الأوامر الموجهة إليهم إطلاق النار لأي كائن يتحرك أمامهم في تلك الظلمة الهالكة ،، وفي تلك اللحظة وصلت عربات كبيرة للجيش تحمل مئات المئات من جثث المرتزقة ،، وفي الحال امتلأ المكان برائحة الدماء النتنة . ثم تم تفريق تلك الجثث في تلك الحفر بطريقة قلابات التراب المعهودة ،، ثم أحيل التراب الكثيف على تلك الحفـر .. يقول ذلك الجندي : بينما كنت منبطحا في حالة الاستعداد التام تحرك أمامي فجأة أحد الكائنات ، فأطلقت النار عليه بكثافة .. فهرع الضباط لناحيتي مستفسرين عن الأمر ،، ولما أخبرتهم عن تحرك أحد الكائنات أمامي ذهبوا لناحية الكائن ثم عادوا بعد فترة وهم يرددون عبارة : ( لا عليك فقد مزقت جسد ذلك الكلب المسكين !!! ) .. وبعد ذلك تم نقل المستجدين إلى سكناتهم بنفس الأسلوب حيث عدم التمكن من متابعة حركة السير الخارجية .. وهنا فإن المعلومات تؤكد بأنه توجد مقابر جماعية مكثفة للمرتزقة في ناحية من نواحي العاصمة السودانية البعيدة .. تلك الحقيقة التي تؤكد أن السودان هو مقبــــــــــرة الغـــــزاة .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة