درس هذا الحسبو في الجامعات المصرية و تخرج منها في عام 1987 و لا ادري هل عندما عاد الي السودان وجد عملا ام ظل عاطلا يجوب شوارع الخرطوم راجلا مغبر الاقدام و الثياب عطشان يشرب الماء من زير الاحسان بالكوز المربوط بحبل متين بساق شجرة النيم او عمود . لاشك ان حسبو ساهم في واد الديمقراطية الثالثة في عام 1989 و كان من المتحمسين الذين العنف من طبائعهم و لهذا ارضي علي عثمان طه و نافع علي نافع و مجدوب الخليفة و من هنا تدفقت عليه النعم وهل للمتحمس حسبو محمد دور في بيوت الاشباح بعد ازالة الحكومة الشرعية وطاعته و اخلاصه لأباطرة النظام جعلته يتبوأ سبعة عشر موقعا مرموقا في نظام الانقاذ ، منها الحزبي و منها الحكومي ، كان ضابط اداري ثم ضابط بجهاز امن النظام ثم عميدا ثم ممثل للسودان بحقوق الانسان بجيف ثم وزير دولة للشئون الانسانية في نظام لا يعرف الانسانية و فارقها منذ مولده لا يجد فية المرقد المريح الا امثال حسبو ، صار حسبو ممثل للسودان لدي البرلمان الافريقي ثم وزيرا للسياحة و الحياة البرية ثم وزير للحكم الغير مركزي ثم نائب لعمر البشير و السودانيين الذين في مستواه التعليمي بل لهم من الشهادات ما يبز ما يحمله حسبو يتجولون في الطرقات لا يجدون ما يسكتون به صفير بطونهم من الجوع . ظاهرة حسبو محمد عبد الرحمن تستحق الوقوف عندها لمعرفة الاسباب الحقيقية لصعوده الي هذه الدرجة . هذا الصعود اعطي حسبو نوع من الغرور و صار يصدر و يعمل كلما يعتقد انه يرضي اصحاب نعمته و بدون اسباب وجيهة وجه سهامه لأغلبية السكان بالخرطوم بأوامره بإلغاء دور الروابط والأندية الجهوية و هل يعرف حسبوا ان الروابط و الاندية القبلية موجودة في الخرطوم قبل ان يولد والده و ان هذه الاندية و الروابط لعبت دورا مهما في مساعدة قطاعات كبيرة من البشر في الخرطوم و لها دور في تنمية مناطقها و تعليم ابناء الاقاليم و عليه ان يتحقق من الدور الذي لعبته رابطة ابناء دنقلة في الخرطوم و الخارج ليعرف ماذا قدموا للسودان و اقليمهم . ما هو الضرر الذي اصاب الخرطوم من هذه الروابط و هل حدثت معارك بينها ليعطي حسبو مبرر لمحاربتها . سكان الخرطوم اصلا قبائل تجمعت في الخرطوم و تعايشت بسلام و امان ويعلم حسبو ان كثير من سكان كافوري قبليين و بدلا من النادي اقاموا مول للتسويق و مسجد لاجتماع المريدين للصلاة و التسوق و الثري عائش و المسكين تائه .و هل حقا المراد من اوامر حسبو هو محاربة القبلية ام ان الاخوان المسلمين صارت لهم حساسية نحو التجموعات و انهم يخشون ان تكون هذه الاندية و الروابط مناطق قد تبدأ الثورة علي النظام المتهالك منها و انهم راقبوا ال 980 واجهة قبلية عن كثب فتسلل الخوف الي قلوب اباطرة الانقاذ و ظن حسبو بكل سطحية انه ممكن يضلل السودانيين بقوله ان هذه الكيانات مكانها الاقاليم حيث ان العاصمة لجميع السودانيين و هل الولايات ليست لجميع السودانيين و ما الفرق بين المدن الكبيرة في الولايات مثل مدني و بورت سودان و الابيض و الفاشر و الدامر عن الخرطوم ، هذه المدن تسكنها طوائف من جميع السودانيين و لا فرق بينها وبين الخرطوم في وجود التنوع السكاني . حديث حسبو هذا يذكر بكشات نظام نميري في سبعينات القرن الماضي و لو كان حسبو موجودا في ذلك الوقت و تجول في شوارع الخرطوم لشحن الي ام جمينا و لا ينفعه الصراخ و طبعا في ذلك الوقت الغابر لم يكن حسبو بهذه الفخامة و الوسامة . جبريل حسن احمد أحدث المقالات
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة