|
مُشينا ملائِكة ورجعنا أولاد حرام... !! بقلم: جاتّيقو أموجا دلمان
|
تقول الطرُفة ( واحد ﻋﻨﺪﻭ أولاد ﺗيمان ﻗﺎل ليهم ، ﺍﻟﺒﺴﻮ ﻋﺒﺎﻳﺎﺕ ﺑﻴﻀﺎء ﻭ ﺍﻣﺸﻮا بالليل ﻟﻲ ﺟﺎﺭﻧﺎ دا ، ومثلوا ليهو ﺍﻧﻜﻢ ﻣﻼﺋﻜﺔ ، ﻭﺧﻮﻓﻮﻫﻮ ، ﻳﻤﻜﻦ ﻳﺒﻄﻞ ﺍﻟﺒﻨﻘﻮ ﺍﻟﺒﺸﺮﺑﻮ ﺩا ،فعلا بالليل التيمان لبسوا ابيض ، وما في حاجة ظاهرة منهم غير عيونهم ، وﻣﺸﻮا ﻟﻲ ﺍﻟﺮﺍﺟﻞ ، لقوهو نائم صحوهو ، وقال ليهو بصوت واحد ... ﻣﺎﺫﺍ ﻋﻤﻠﺖ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻚ؟ الراجل خاف قايل نفسه مات ، ﻗﺎﻝ ﻟﻴﻬﻢ والله ما حصل عملت حاجة في حياتي غير مرة واحدة ﻏﻠﻄﺖ ﻣﻊ ﺯﻭﺟﺔ ﺟﺎﺭﻱ دا ﻭﺟبت ﻣﻨﻬﺎ تيمان ،اﻻوﻻد ﺭﺟﻌﻮا ﻟﻲ أﺑﻮﻫﻢ ﻗﺎﻟﻮا ﻟﻴهو ..ﺍﻫﺎ ﻋﺎﺟﺒﻚ ﻛﺪﻩ؟ . .ﻣﺸﻴﻨﺎ ﻣﻼﺋﻜﺔ ..ﺭﺟﻌﻨﺎ ﺍﻭﻻﺩ ﺣﺮﺍﻡ ) . الطرُفة مع الأسف والأعتذار تنطبق تماما علي (الشلة) المحتشدة من أحزاب " الفكة" وبعض التيارات الاسلامية الراديكالية وجزء من قوي الشر من دعاة المشروع الأسلاموعروبي التي جمعها البشير كما يجمع أي شيخ (طريقة) إتباعه ،جمعهم وهم سكوت الأحد الثاني من نوفمبر علي مائدة ما يسمّي بالحوار الوطني،وفي الحقيقة لا يوجد حوار ولا وطن في الوقت الحالي والحاضرين للمسرحية من داخل أستديو قاعة الصداقة يعلمون ذلك،ولكنهم رغم ذلك أتوا ،بعضهم دفعتهم بطونهم المنتفخة لتناول ما طاب من الطعام والشراب الذي أختتمت به جلسة الحوار الوطني إعمالها ،وأخرين أتوا مجبورين لسداد ما عليهم من فواتير ،ومنهم من يعشق المجاملة ،وبعضهم ( من أحزاب الهامش المشكوك في ولائهم) إلزمهم جهاز الأمن والمخابرات علي الحضور كجزء من صكوك الطاعة،وقليلاً منهم أتي من أجل المناورة السياسية والضغط علي البشير أملاً في إتاحة بصيص من الحريات المفقودة والمفتقدة أصلاً،وهؤلاء يعتقدون أن النظام وطالما هو محاصر أقليمياً ودولياً وأمامه إستحقاق أنتخابى ممكن أن يتنازل عن عنجهيته المصحوبة بالإرهاب ومشروعية العنف ويتقدم خطوة في أتجاه الإعتراف بوجود "كارثة" سياسية في البلاد قد تؤدي الي مذيد من التقسيم والتجزئة ولكن البشير وكعادته لم يخيب فقط ظن المشاهدين لمسرحيته الهزلية هذه،بل خيب حتي ظن الممثلين معهم والمخرج وكاتب السيناريو ومدير الإنتاج،وتحدث البشير و بغباء شديد دون مراعاة لأسس الحوار وأبجدياته ولم يستفيد البشير حتي من ( البخرة) التي دفع بها كل من غازي العتباني وأحمد سعد عمر المكلفين من قبل الية (7+7) للإلتقاء بقوي المعارضة السودانية،واللذان سبق وأن وقعا نيابة عن هذه الالية اتفاق مبادئ مع الالية الافريقية رفيعة المستوي باديس ابابا في سبتمبر الماضي،هذا الاتفاق وصف حينها بـ( الاختراق السياسي)،ولكن كما هو معروف ومعلوم فأن النظام لا يريد أي حلول سلمية تأتي عن طريق الحوار،لذلك حشد كل الياته وقواته ومليشياته المدعومة من أنظمة الاسلام السياسي في العالم وأختار المواجهة العسكرية علي الارض خلال هذاالصيف في كل من دارفور والنيل الأرزق وجبال النوبة وإحتمال دولة جنوب السودان التي قصف إراضيها الأسبوع الحالي ( منطقة خور شمام - مقاطعة راجا) ،و رغم علم النظام المسبق وفقاً لتقارير إجهزة استخباراته العسكرية بأن صيفه الحالي لم يكن بأحسن حال من ما مضي من مواسم إنهزامية،فالنظام الذي تتكون معظم قواته المعدة للعمليات والمتواجدة حالياً في كل من ( مرونج ،الرهد،الدلنج،أبوجبيهة،ابوكرشولا) لمهاجمة مناطق سيطرة الحركة الشعبية بولاية جنوب كردفان وفي كل من (ديم منصور،مقجه،باندقو) لمهاجمة مناطق سيطرة الحركة الشعبية بولاية النيل الازرق معظم هذه القوات مكونة من أطفال دون سنة الثامنة عشر جنّدهم النظام قسرياً ،بجانب مليشيات مأجورة تفتقد للمعنويات التي تمنحها الصمود أمام أبطال الجيش الشعبي لتحرير السودان" أفضل جيوش التحرر الوطني في القارة الأفريقية" ،مع العلم بأن النظام إفرغ المؤسسة العسكرية السودانية من كل عناصر الوطنية،وأصبحت مليشيا مأدلجة تحارب المواطنين السودانين علي أساس عرقي وجهوي،لذلك لم تحترم المواثيق الدولية الخاصة بوضع اسري الحرب وثقافتها قائمة علي قهر المواطنين ونهبهم وتشريدهم وإغتصاب النساء،لذا فأنه ليس غريباً أن يكون الجيش السوداني هو الوحيد في المنطقة لم ينحاز للربيع العربي بأعتباره واحد من أدوات قمع المواطنين وأن مؤسساته هي أكبر وكر للفساد وأن قادته تجار حرب نهبوا كل الموارد الطبيعية في المناطق التي شهدت وتشهد حروبات، وحتي (زنك،شبابيك وأبواب) المنشأت الخدمية لم تسلم منهم. علي كل حال لم ينجح أي حوار داخل السودان أو خارجه ما لم يناقش جزور الإزمة السودانية،ويضع حل نهائي وعادل وشامل لكافة مطالب أقاليم السودان المهمشة ويفكك مؤسسات الدولة الإحادية الإقصائية العنصرية القائمة الان ،بأعتبار أن الحرب الحالية هي في الأساس حرب ثقافية عنصرية يسعي النظام من خلالها إبادة المكون غير العربي وغير المسلم في السودان. أما ما يدور الان في الخرطوم من حوار فهو زوبعة في فنجان،وتجريب المجرب،ونفخ في قرب مقدودة فطبيعة نظام البشير الشمولية تجعل من أي حوار أو تفاوض أداة لكسب الوقت،حيث أصبح التفاوض سمة أساسية من أدوات إدارة الصراع التي استخدمها النظام بفعالية من أجل البقاء، وهو تكتيك كما يقول الكاتب الصحفي خالد التجاني أثبت نجاحه من خلال كثرة الاتفاقيات التي أبرمها النظام مع خصومه دون أن تكلفه سلطته. فالقوي السياسية التي تراشق البشير وتبختر في حضورها بقاعة الصداقة في الثاني من نوفمبر الحالي،اتت وهي تجرجر أذيالها تحلم بكرم (إنقاذي) يضمن مشاركتها في حكومة ولو صورية تسبق الأنتخابات المذورة مسبقاً،لذلك بعض المتحدثين باسمها حاولوا إرسال اشارات بذلك من شاكلة( لا سبيل سوي الحوار)،( بما أن، لأن، حيث أن، إذ أن، نظراً لأن وينبغي ،كان ،ثم وأخواتها) والي ذلك من أدوات تكسير التلج والتدليس،وفي ظنهم أن هذه الكلمات ممكن أن تخيف البشير وتجعله يعترف بوجود إزمة ضمير وخمول عقلي لدي قادة النظام أدي الي الكارثة التي نعيشها،ولكن البشير وظف كل عبارات الثناء والمدح والنقد الخجول التي تفضل بها قادة القوي السياسية لصالحه و( أقترح وأثني وقفل باب الأقتراع) وجعل كافة القوي السياسية التي شاركته هذه المسرحية القديمة المتجددة هزلاً جزء من الجريمة وسيحاسبهم الشعب السوداني أمام التاريخ،لذا أنطبق عليهم مثل أبو التيمان لإعتبار أن مرجعية كل الأحزاب التي حضرت منسجمة ومتماهية مع نهج النظام....ودمتم !! • كاتب صحفي مقيم في كاودا
|
|
|
|
|
|