والسوري.. في هذه الأيام.. هو أكثر الناس طراً.. استعجالاً.. وتشوقاً.. ورغبة جامحة.. لإنقضاء الأيام بسرعة.. وعجلة.. ومعرفة ماذا سيحصل.. بل رؤية ماذا سيحصل في قادم الأيام!!!
لما يعانيه. . من آلام.. وأوجاع.. وأحزان.. ومآسي.. تعجز عن حملها.. الجبال الراسيات!!!
ولكن:
للحقيقة المجردة.. التي يجهلها كثير من الناس..
بل ويحاولون جهدهم.. أن يتعاموا عنها.. وينسوها تماماً..
بل ويمسحونها من ذاكرتهم..
هي:
أن الأيام القادمة.. ستكون أدهى.. وأمر..
إنها ستكون أشد مرارة من العلقم..
إنها ستكون أياماً دامية.. أكثر دموية مما هي عليه الآن. ..
وسيكون فيها التوحش.. أكثر مما عليه الآن..
وسيزداد أوار الحرب.. حتى يصل لهيبها عنان السماء.. ويجاوز الجوزاء...
لا أقول هذا الكلام.. للتيئيس.. والتقنيط.. وإشاعة الإكتئاب.. والإحباط.. والهزيمة في النفوس..
ولا رجماً بالغيب.. ولا معرفة بالتنجيم.. وأخواته...
معاذ الله..
بل... أنا أكثر الناس تفاؤلاً.. ويقيناً بأن النصر.. قادم لا محالة..
وأن المستقبل للإسلام.. لا شك في ذلك.. ولا ريب..
ولكن أولاً:
قراءة الواقع الميداني.. تشير إلى أن العالم بأجمعه.. أخذ يتعرى أكثر .. ويظهر حقده الدفين.. للإسلام.. وللثورة..
علما بأنه كان متعرياً منذ بداية الثورة.. ولكن ما كان يكشفه إلا أولو الألباب..
أما الآن فقد أصبح ظاهراً للبسطاء.. والسذج من الناس..
وأصبح تعريه.. من باب الإستخفاف بالناس.. وكأنه يريد أن يقول لهم:
ألم تفهموا حتى الآن.. نوايانا.. وأهدافنا؟؟؟!!!
ألم تفهموا.. أننا نريد أن ندمركم.. ونسحقكم.. ونقضي عليكم؟؟؟!!!
لا نريد.. أن نر وجوهكم.. ولا نسمع تكبيراتكم.. ودعواتكم لربكم...
ستأخذ عمليات التصفية.. وكسر العظم.. واستخدام كل الأسلحة التي استخدمت.. والتي لم تُستخدم بعد.. للقضاء المبرم.. على الإسلام.. والثورة.. وجميع الفصائل المقاتلة.. سواء المصنفة – حسب معيارهم – معتدلة.. أو إرهابية..
علماً بأنهم أصلاً.. لا يؤمنون بوجود فصائل معتدلة – كما صرحوا مرات عديدة – وإنما كلها في نظرهم إرهابية..
ثانياً:
دائماً الإفراط في أي شيء.. والغلو فيه.. ينقلب إلى ضده..
فالإفراط في التفاؤل.. والأمنيات.. والتمنيات.. والأحلام.. وترقب حدوث النصر بعد أيام.. أو أشهر قليلة.. ينقلب إلى ضده.. ويولد في النفوس.. الإحباط.. والتشتت.. والتمزق.. والهزيمة الداخلية..
فها هو الفرح الشديد.. الذي حصل عند الناس.. عقب فك الحصار عن حلب...
والذي اعترضت عليه يومها بشدة..
وهاجمني بعضهم وقال:
دع الناس يفرحون.. إنهم لم يفرحوا منذ زمن طويل..
وكانت النتيجة.. أنه انقلب إلى ضده.. وعاد الحصار من جديد.. بل أقسى.. وأشد مما سبق..
وثالثاً:
حتى يأخذ الناس حذرهم.. ويوطنوا أنفسهم لمرارة الأيام القادمة.. ويستقبلوها بجلد.. وقوة.. وعزيمة لا تلين..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة