|
موسم الهجرة الى الله والهروب من ايران بقلم حماد صالح
|
ماذا ينوى الاسلامويون أن يفعلوا بعد أن باءت كل سياساتهم بالفشل وأكثرها فشلاً السياسة الاقتصادية والأمنية ومشروعهم الحضارى الذى ملأوا به الدنيا ضجيجاً , لقد فشلوا فى كل مناحى الحياة ولم يقدموا للمواطن أى شئ يذكر وها هم الآن وعلى لسان الأمين العام للحركة الاسلامية الزبير أحمد الحسن ينوون الهجرة الى الله فأين كانوا طيلة خمسة وعشرون عاماً ألم يكونو مع الله ؟ , ألم يرفعوا شعارات الاسلام ؟ , ألم يقولوا للمواطن أنهم مبعوثوا العناية الالهية وأنهم اصحاب الحقيقة المطلقة ؟ , ألم يقولوا أنهم أصحاب دولة رسالية وأنهم صحابة القرن الحديث . التجارب التاريخية للاسلامويين أثبتت أن عندهم تضارب بين القول والفعل وهما عنصران يدخل الدين كمعادلة يمثل العنصر الأول وهو القول ليأتى الفعل متضارباً تماماً مع القول ولو تأملت مسيرتهم لوجدت ذلك عين الحقيقة فترى الشعارات البراقة وفى نفس الوقت تأتى الأفعال أقبح من القيح فتسمع علماءهم يتحدثون عن الزهد وتجدهم يبنون القصور ويمتلكون السيارات الفارهة . فى الجزائر عندما بدأت تنتشر الجماعات الاسلامية ونفذت بعض الأحداث الدموية قامت الوحدات العسكرية الجزائرية بعملية ضدهم سمتها (عملية البطيخ ) حيث يعنى اللون الأخضر الاسلام الظاهرى واللون الأحمر الفكر الدموى والقتل . كل التحليلات ذهبت الى أن الضائقة المعيشية والحالة الاقتصادية التى تواجه الحكومة جعلتها تتجه اتجاه آخر فعندما تقول أنها تريد الهجرة الى الله فاعلم العكس تماماً لأن هؤلاء تهمهم مقاعدهم ولا شئ آخر . بعد كلام الأمين العام للحركة الاسلامية ونيتهم الهجرة الى الله جاءت أحداث اخرى وهى اغلاق المراكز الثقافية الايرانية وطرد موظفيها , وروج لمقطع فيديو على اليوتيوب يظهر فيه الشيعى ياسر الحبيب يتحدث فيه عن التشيع فى السودان ويلعن الرئيس عمر البشير ويمتد هذا اللعن الى أمير المؤمنين سيدنا عمر بن الخطاب , ظهر هذا المقطع تزامنا مع حالة الطرد ليوحى بأن سبب الطرد هذا المقطع , ولكن الكل يعلم أن الشيعة أو اغلبهم ظلوا على مر العصور يشتمون بعض الصحابة فلماذا حجة الأمن الفكرى تأتى اليوم بعد أن تشيع اثنى عشر الفا من السودانيين وكانت الانقاذ تفتح أبوابها للمراكز الثقافية الايرانية طيلة خمسة وعشرون عاماً وهى تعلم تمدد الفكر الشيعى , والشعب السودانى أغلبه شعب متصوف والفكر الصوفى يضع الخليفة عمر ابن الخطاب فى موضع الراسخين فى العلم ذكر ذلك حجة الاسلام الامام الغزالى والشيخ الأكبر محى الدين ابن عربى بل ذهب ابن عربى الى أكثر من ذلك فى تصنيفه للأولياء وذكر أن سيدنا معاوية ابن ابى سفيان أحد اصناف الأولياء الذين ذكرهم فى تصنيفاته فلماذا تضع حكومة المؤتمر الوطنى عقيدة أهل السودان فى خطر المد الشيعى . وذهبت اغلب التحليلات أيضاً أن الحكومة تريد أن تدير وجهها لايران وتدخل فى تحالفات خليجية بسبب الحالة الاقتصادية التى تعيشها البلاد لتستعطف دول مثل السعودية والامارات لتنفس عنها قليلاً حتى تستطيع أن تخرج من اختناقاتها .وهذا ما ظل يدعوا له وزير الخارجية كرتى كثيراً . ولكن ماذا لو كان هنالك تحليلاً آخر أقرب للواقع فمعلوم أن اسرائيل أوجعت الخرطوم كثيراً بضرباتها وهى الآن تهدد بمزيد من الضربات وكانت الحكومة تتوقع ضربات اسرائيلية أكثر ايلاماً صرحت بها اسرائيل فى بعض أجهزة اعلامها , فاسرائيل التى لم تستطع أن توجه ضربة مباشرة لايران ولكنها تضرب الأمكنة التى تدعمها ايران وهى رسائل لايران لانها تعتقد ان اسلحة حماس تاتى من ايران عن طريق حزب الله والسودان ذكر ذلك الرئيس الاسرائيلى نفسه. فأرادت حكومة المؤتمر الوطنى أن تقدم حسن النوايا لاسرائيل بوقف تعاونها مع ايران وحتى تأمن شر الضربات المتوقعة فتقدم هذا العربون ليصبح فيما بعد تطبيع حقيقى ولو بطريقة خفية خاصة فى ظل الخناق الاقتصادى الذى فرضه انفصال الجنوب وكذلك الخناق السياسى الذى فرضه اعلان باريس وجولات الامام الصادق المكوكية ليصب مزيداً من الضغط السياسى وليوسع دائرة العزلة الدولية على النظام . فى ظل كل هذه الأحداث والضغوطات تريد الانقاذ أن تهاجر الى الله قولاً والى اسرائيل فعلاً . حماد صالح
|
|
|
|
|
|