|
موسفيني والبشير، المعارضة السودانية واليوغندية - حسابات الربح والخساره (1- 3)
|
02:10 PM Oct, 02 2015 سودانيز اون لاين الفاضل سعيد سنهوري- مكتبتى فى سودانيزاونلاين
مهندس/ الفاضل سعيد سنهوري.
mailto:[email protected]@gmail.com
الزيارة الرسمية للرئيس اليوغندي يوري موسفيني للخرطوم في 15-16 سبتمبر 2015م الماضي ومقابلته للرئيس السوداني عمر البشير والمسئولين العسكريين وزيارته للمؤسسات العسكرية السودانية لها أكثر من مدلول ومؤشر، وأوضحت هذة الزياره أن البلدان "يوغندا والسودان" قد بدأءا في أتباع سياسة مختلفة عما كانت عليه علاقتيهما قبل سنوات مضت، ووضح أنهما يدفعان بكل ما يملكان من قوة وجهود لإستعادة العلاقات بينهما وتجاوز التوتر في أسرع وقت بعد سنوات من القطيعة والعلاقات السيئة. ومن المعروف أن الزيارة الأولى للرئيس يوري موسيفيني إلى السودان كانت في العام 2006م بعد توقيع اتفاق ألسلام بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة الراحل د.جون قرنق في نيفاشا، الزيارة الأولي لموسفيني للخرطوم في 2006م كانت عبر مدينة جوبا ومنها الي الخرطوم، ولكن هذة المرة أتجه موسفيني مباشرة الي الخرطوم من كمبالا مدفوعاً بتطمينات من المبعوث الامريكي وبعض الوعود والأغراءات من حكومة المؤتمر الوطني، ورغبة حكومة الخرطوم في تحسين علاقاتها مع الغرب والولايات المتحدة بصفة خاصة والتي تعتبر يوغندا أحد مفاتيح هذا التحسن الذي تسعي اليه، فيوغندا ترغب وبقوة في لعب دور أكبر في افريقيا في السنوات القادمة، وكذلك القضاء علي جيش الرب اليوغندي الموجود علي الحدود بين دولة جنوب السودان والسودان بولاية جنوب دارفور منذ عام 2012م. هذة الوعود والتظمينات والرغبات والطموحات المتعددة وعوامل أخري، أبرزها ما سينجم عن تنفيذ أتفاق السلام بين أطراف الصراع في الحرب الأخيره بجنوب السودان، فرض نفسه علي الدولتين ويمثل قوة الدفع الأساسية والعامل الأرجح لأن تأتي بنتائج مغايره من تلك التي تمت في الماضي.
تغيرت الظروف السياسية والاجتماعية والاقتصادية في السودان ويوغندا بعد أنفصال الجنوب في العام 2010م، خصوصاً بعد أن أستقر الوضع في دولة جنوب السودان كدولة مستقلة، وهذا يعني أن الصراع والقتال المباشر بين الخرطوم وكمبالا لم يعد ممكناً، لكن ظلت الحرب قائمة بالوكلاء وفي دعم الخرطوم للمعارضة اليوغندية المسلحة في جيش الرب، وتقوم الخرطوم بتوكيل المعارضة المسلحة بجنوب السودان للقتال غير المباشر لمصلحة الخرطوم ضد يوغندا حليفة دولة جنوب السودان، فمنذ أستقلال جنوب السودان مثل موقعها الجغرافي ميزة إيجابية للسودان من خلال خدمتة كمنطقة عازلة بين السودان وأوغندا. هذا التغيير المتوقع في العلاقة بين يوغندا والسودان لم يكن مستبعداً منذ منتصف العام 2014، وهذا التغيير في العلاقات السودانية اليوغندية أتي متزامن مع فترة من الأستقرار السياسي الداخلي النسبي في يوغندا عكس الحال في الخرطوم الذي ماذال يعاني من من عدم الأستقرار السياسي، هذا الحال او الظروف يمكن أن يؤدي إلى علاقات طبيعية بين كمبالا والخرطوم، وعند النظر وتحليل مصفوفة العلاقات التاريخية والجيوأستراتيجية بين يوغندا والسودان وجنوب السودان، نجد ان كل الدولتين تشارك بصورة ما الدول التي تدعم الثوار المسلحين الذين يقاتلون لتغيير الوضع السياسي في هذة البلدان الثلاثة السودان ويوغندا وفي جنوب السودان.
شهدت الفترة من أواخر 1980 حتى منتصف العام 2000 نشاط محموم من النظام الحاكم بيوغندا والسودان لقمع المعارضين السياسيين لحكم موسفيني وعمر البشير، وسواء موسيفيني وعمر البشير أستخدموا مختلف طرق القمع والترهيب لترسيخ حكمهم، وأستمر هذا الحال لفترات طويله بشكل متقطع في الفترة التي تلت ذلك، ويعكس القتال غير مباشر المستمر في العديد من المناطق على الوضع الداخلي في كل بلد. وقد حقق لموسيفيني إلى حد كبير هدفه ضد المتمردين في شمال أوغندا، في حين أن الحكومة البشير أضطرت الي فصل الجنوب الدولة مما أدي الي قيام جنوب السودان كدولة، وبذلك حقق المتمردين لحكم البشير هدفهم وأضحي استقلال جنوب السودان أحد القضايا التي حسمت من القضايا الخلافية بين السودان ويوغندا لمصلحة موسفيني، وأصبحت الدولة الجديدة منطقة عازلة بين السودان ويوغندا، وأصبح لموسفيني القدرة علي تهديد حكم البشير دون أن يستطيع البشير ذلك. اليوم موسيفيني وعمر البشير لم يعد لديهم شئ يخسرونه بعد تكريسهم الدكتاتورية والاستبداد من أجل الحصول علي الشرعية داخل بلدانهم، وفي هذه الحالة فأن مصالح كمبالا والخرطوم ستكون متوائمة مع رغباتهم لتحسين علاقاتهم، خاصة وانهما يتشاركان المسئولية حول قضية الحفاظ على السلام في جنوب السودان، وهذا الدور مطلوب منهما أدائه طالما يرغبان في الانفتاح علي المجتمع الدولي كمصلحة للبشير وطموح يوغندي للعب دور كبير في القارة الافريقية ودولة جنوب السودان بصفة خاصة. وهذا يعني أن الأتجاه نحو علاقات أكثر إيجابية من المرجح أن يستمر ولن تنخفض سقف الأمال والطموحات والمحاولات الحالية من البلدين لأصلاح العلاقات بين السودان ويوغندا. – نواصل -
أحدث المقالات
- أهي رسالة طمأنينة للفاسدين؟! 10-02-15, 02:05 PM, حيدر احمد خيرالله
- ولاية كسلا ....... رسالة خاصة جدا للوالي الجديد بقلم هاشم محمد علي احمد 10-02-15, 02:04 PM, هاشم محمد علي احمد
- ذات الشامة!! بقلم صلاح الدين عووضة 10-02-15, 02:01 PM, صلاح الدين عووضة
- رحم الله مرتضى جلب بقلم الطيب مصطفى 10-02-15, 01:58 PM, الطيب مصطفى
- أنا كمان عايز بقلم الطاهر ساتي 10-02-15, 01:56 PM, الطاهر ساتي
- الراكوبه .... إتهامات بالعماله وتشكيك فى الإنتماء الوطنى بقلم ياسر قطيه 10-02-15, 01:12 AM, ياسر قطيه
|
|
|
|
|
|