|
مهرجان البقعة الرابع عشر/صلاح يوسف
|
يصادف يوم غد، السابع والعشرين من مارس، اليوم العالمي للمسرح. وقد سبق أن ذكرت بأن شهر مارس، دون سائر الشهور، يحفل بالكثير من الأيام العالمية، لكن ليوم المسرح تميزه بحراك لا ينتهي بانتهاء اليوم المعني بالاحتفال. وفي هذا العام قامت جماعة المسرح الحر - قبل اليوم العالمي للمسرح - بتقديم احتفاليات متنوعة اشتملت على سلسلة ندوات وعروض قصيرة بمسرح الفنون الشعبية افتقدت الإعلان المكثف، غير أن ما درج المسرح الوطني (مسرح البقعة) على تقديمه كل عام وعلى مدى أربعة عشرة عاماً يستحق التوقف عنده لسببين، الأول حرص القائمين بأمره على الانتظام والتجديد، والثاني اشتماله على عروض محلية وخارجية مع استضافة بعض المسرحيين العالميين لحضور الاحتفالية. وفي هذا العام ولأول مرة سيكون هناك ضيف شرف من الولايات المتحدة الأمريكية وهو (تيم ريد) النجم الكوميدي والمخرج السينمائي صاحب الاسهامات المعروفة في البرامج التلفزيونية الأمريكية. كما سيكون البروفيسور سعد يوسف عبيد، أستاذ وعميد الدراما بكلية الموسيقى والدراما بجامعة السودان (شخصية المهرجان)، وهو أحد رموز الحركة المسرحية السودانية، تقديراً لما قدمه من مشاركات في المسرح والإذاعة والتلفزيون إضافة إلى نشره كتباً عن الحركة المسرحية وتقديمه للعديد من أوراق العمل العلمية في المحافل الدولية والمحلية طوال أربعين عاماً أمضاها بالبقاء داخل الوطن متنقلاً بين حيشان المسرح والإذاعة والتلفزيون ممثلاً ومخرجاً وبين قاعات المحاضرات أستاذاً وباحثاً. ولعل اختياره كشخصية للمهرجان يجيء اعترافاً من مسرح البقعة بدوره وعرفاناً لسنواته الأربعين التي أمضاها في الحركة الثقافية داخلياً. وقد جرت العادة أن يتم تكليف شخصية درامية عالمية لكتابة رسالة اليوم العالمي للمسرح لتتم ترجمتها بعدة لغات وقراءتها في كل مسارح العالم ولكن الجديد هذه المرة أن بريت بيلي، وهو الكاتب المسرحي ومصمم الديكور والتشكيلي والمخرج من جنوب أفريقيا، المكلف بواسطة اليونسكو لكتابة الرسالة، سوف يستضاف ليقوم شخصياً بقراءتها في اليوم الافتتاحي لمهرجان البقعة.
ومما رشح من معلومات تم اختيار أربع مسرحيات من العاصمة من بين أكثر من ثلاثين عملاً وهي (مسرحية أين أنت يا أنا) تأليف حامد الزبيدي وإخراج نادر عبد الله، و(مسرحية أنا من زهرة) تأليف سناء سعيد البدوي وإخراج محمد جبريل، ومسرحية (حلم مسموم) تأليف وإخراج طارق بكري، ومسرحية (موضوع خارج النص وناس خارج الشبكة) تأليف أبو بكر سعيد وإخراج وائل شاويش. أما مسرحيات الولايات فهي مسرحية (العبد ليس أسود دائماً) وهي من تأليف آثول فوقارد الكاتب المسرحي الجنوب أفريقي، إعداد وإخراج محمد احمد الشاعر من مدني، ومسرحية (الشياب) تأليف وإخراج سيف الدولة عثمان الطاهر من كسلا، ومسرحية (العارضة) تأليف محمود أبو العباس وإخراج فيصل حسن من بورتسودان ومسرحية (مهمة عين الطيرة) تأليف وإخراج ذو الفقار حسن عدلان من عطبرة. وبالإضافة إلى ذلك هناك أربع مسرحيات خارجية ليتم عرض هذه الحصيلة خلال أيام المهرجان الذي يستمر حتى الرابع من أبريل بالمسرح القومي السوداني حيث يصاحب أيام العروض جلسات نقدية وندوات فكرية. وفي إطار المراحل الإعدادية كان مركز على مهدي للفنون داراً رحبة على مدى شهر قبل تاريخ المهرجان حيث أقيمت به ورشة شارك فيها بعض الخريجين وطلاب الدراما بغرض تجويد المهارات الأدائية بمشاركة بعض الأساتذة من أمريكا. وبالطبع لم يفت على مسرح البقعة فكرة توثيق ما أنجز من مهرجانات لذلك سيصدر كتاباً بعنوان (المسرح الوطني – مسرح البقعة سنوات الصوت والضوء لمسرح عموم آهل السودان) وكتاباً عن مسيرة شخصية المهرجان سعد يوسف، وأتوقع ألا يغيب عن الذهن إصدار نشرات تعريفية عن ضيف الشرف وكاتب رسالة اليوم العالمي للمسرح فضلاً عن النشرات التعريفية عن العروض. ونأمل أن يتم ذلك تعميماً للفائدة لا كما حدث في العام الماضي حيث تعثرت المطبوعات التي كانت متوقعة لأسباب طباعية جعلت جهداُ كهذا يقف خارج دائرة التوثيق. وختاماً أقول ما درجت على ترديده سنوياً من عبارات تتمنى لمسرح البقعة ولكافة المسرحيين كل خير.
|
|
|
|
|
|