|
من يقف وراء السعي لطرد الأخوان المسلمين من أوربا وبيرطانيا بالذات؟؟!!
|
د. عبدالرحيم العالم عمر محي الدين [email protected] في مقالنا بتاريخ الخميس 20/ مارس/ 2014م حول المؤامرة ضد الإسلام السياسي التي تقودها بعض الدول العربية وكان مقالنا بعنوان: ( الأخوان المسلمون.. ليتهم كانوا إرهابيين).. لقد كشف ذلك المقال حجم التآمر على حركات الإسلام السياسي المقاوم للهيمنة الإمبريالية في المنطقة والداعي الي نشر الحرية والعدالة الاجتماعية واعادة توزيع الثروة في العالم الإسلامي.. وقد أثار ذلك المقال المياه الراكدة بل حرك بعض الذين يساندون كبح وتكميم أفواه دعاة الإسلام السياسي الشامل ليطرحوا أنفسهم كبديل سلفي يحرم الخروج على الحاكم ولو كان كافراً كما تشير فتاوى الشيخ ابن عثيمين وأنصاره من مجموعة حزب النور الوهابي في مصر ومن شاكلهم في المنطقة..أي هنالك تدين جديد تمت صياغته في دوائر الاستخبارات الغربية ويتم تسويقة الآن إغراء بالمال وترهيباً وبتشويه شخصيات الداعين له ثم بالقتل والسجن والإعدامات الجماعية.. هذا إسلام أمريكاني كما يقول الشهيد سيد قطب وليس إسلام النبي محمد (ص)..إنه إسلام المارينز المصحوب بالعصا والجزرة. المقال الذي كتبناه أثار حواراً واسعاً على شبكات التواصل الاجتماعي ومن ثم حرك الكثيرين ليدلوا بدولهم في هذا الشأن .. بعض دوائر الرجعية الدينية حاولت وصف المقال بأنه يسعى لاحداث الفتنة بين (أهل السنة والجماعة وبعض مكونات المجتمع الإسلامي). لكن خيراً فعلت صحيفة الانتباهة بعقدها ندوة في في هذا الشأن بقاعة الشهيد الزبير بالخرطوم بتاريخ 1/ أبريل/2014م والتي ندد فيها المتحدثون بأحكام الإعدام التي أصدرها القضاء المصري على «529» عضواً من جماعة الإخوان المسلمين، وانتقد المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين بالسودان الشيخ علي جاويش، في تلك الندوة مواقف بعض الدول الإسلامية والعربية، والتي وصفها بوكلاء السيطرة الغربية، ووصفهم للإخوان المسلمين بالإرهابيين، وأضاف إن الدول العربية بدأت تتمايز بإعلان مواقفها مما يدور في مصر. وأكد أن ذلك التمايز في مراحله الأخيرة ولابد أن ينتهي إلى تحرير الشعوب وانتصارها، أما إمام وخطيب مسجد الخرطوم الكبير د. كمال رزق، فقد طالب إخوان مصر بمقابلة القوة بالقوة. كما أكد اللواء «م» يونس محمود أمين إعلام الحركة الإسلامية بولاية الخرطوم، إن ما يجري في مصر تقف وراءه قوى دولية تسعى للسيطرة على المنطقة، مشيراً للتخطيط الأمريكي والإسرائيلي للتغلغل في المنطقة. وفي ذات السياق طالب القيادي بحركة الإصلاح أسامة توفيق، بإطلاق سراح المعتقلين ومحاكمة من تسببوا في مقتل المدنيين بميدان رابعة والسجون المصرية، ودعا لإتاحة مناخ ديمقراطي والاحتكام للشعب، وقال لا بديل للشرعية. لكن المؤامرة الكبرى تتكشف عندما نشاهد محاولة توسيع الحملة ضد دعاة الإسلامي السياسي في كل بقاع العالم ومحاولة تسخير أموال النفط وعائداته الكبرى في محو آثار الحركة الإسلامية التحررية التي تدعو لمحاربة الأنظمة العشائرية في المنطقة العربية وتدعو لفك الارتباط والتبعية للغرب وتسعى للوقوف مع الغرب موقف الندية كما تسعى للحفاظ على القضية الفلسطينة قضية حية في ضمير في وجدان الجماهير المسلمة وتسعى لدعم حركات المقاومة في فلسطين المحتلة.. نعم سعت بعض الدول العربية لممارسة الضغوط السياسية والاقتصادية الكثيفة على بعض الدول الأوربية لتحجيم بل وطرد مجموعات الأخوان المسلمين المنتشرة في المسرح الأوربي مثل بريطانيا وفرنسا وغيرهما من دول الاتحاد الأوربي الحرة التي تسعى لصون حقوق الانسان من حرية وعدالة وتوفير سبل العيش الكريم.. تمثل ذلك الضغط في قرار رئيس الوزراء البيرطاني ديفيد كاميرون فتح تحقيق في نشاط جماعة الأخوان المسلمين في بيرطانيا ومن ثم تكوين لجنة تحقيق برئاسة سفير بيرطانيا السابق بالمملكة السعودية.. ولنا أن نقرأ ذلك على ضوء التحليل السياسي لقرار رئيس الوزراء البيرطاني الذي ذكره المفكر الإسلامي عزام التميمي لقناة الجزيرة يوم الأربعاء 2/ابريل/2014م، فقد ذكر عزام التميمي أن بريطانيا تتعرض لضغوط كبيرة من دولة الأمارات العربية والسعودية ومصر لتحجيم الأخوان المسلمين في بيرطانيا ويرى التميمي أن بيرطانيا لها مصالح اقتصادية ضخمة مع دول الخليج التي تمثل سوقاً ضخماً للمنتجات البريطانية علاوة على المشتروات العالية لحكومات الخليج من منتجات بريطانيا في مجال الأسلحة والتكنولجيا المتقدمة التي يستهلكها المواطن العربي. كما أن عدداً كبيراً من البريطانيين يعملون في الخليج. إذن أمام هذه الضغوط شرع رئيس الوزراء البيرطاني في تكوين لجنة التحقيق في نشاط الأخوان المسلمين.. لكن عزام التميمي يرى أن الخطوة هي خطوة إجرائية في بلاد تحترم القضاء وحرية وحقوق الانسان إذ أن القضاء هنالك قضاء حراً ونزيهاً وكثيراً ما يبطل القرارات السياسية. نعم هذه أوربا تعيش الإسلام حرية وعدالة واحتراماً لحقوق الانسان وتوزيعاً عادلاً للثروة والسلطة..الإنسان هنالك حر فيما يقرا وفيما يعتنق من افكار وفيما يكتب وفيما يأكل ويلبس ويشرب وفي منْ يوالي من الأحزاب ومنْ يعارض وينتقد ويظاهر ويعترض ... أما في بلاد المسلمين التي يحكمها حكام العشائر والإنقلابيون من قادة الجيوش العربية .. هنا الإنسان لا حرية له لا كرامة لا إنسانية ..عيشه غير كريم حقوقه مهدرة مقدراته الاقتصادية منتهكه قراره السياسي يأتي من وراء البحار دمه لا يساوي دم قطة بيرطانية ترعاها منظمات حقوق الحيوان.. هنا يتم إدخال المعارضين للسجون من غير تهمة أو محاكمة ويبقون في سجون تحت الأرض لعقود من الزمان ولا يحق لأهلهم أن يسالوا عنهم أو يعترضوا علي الظلم الملحق بهم.. فالقرارات الظالمة في بعض بلداننا العربية تقف وراءها المؤسسة الدينية التي تحرم الخروج على ولي الأمر ولو كان (كافراً).. يأكلون كما تأكل الأنعام.. يطرحون بديلاً إسلامياً تمت زراعته وسقيه وحصاده في معامل الاستخبارات البيرطانية ثم جئ به ليسوق مصحوباً بالاغراء والتمويل والدعم ليجد الوعاظ السذج الذين يسعون في قصر كليات ومفاهيم الدين في التميمة والودعة والتوسل بـ(الشيخ حمد النيل) أو (البرعي) رضي الله عنهم..أما إسلام الحرية والشوري والانتخابات الحرة وحق الجماهير في اختيار من يحكمهم ومن ينوب عنهم وحقهم في المطالبة بحقوقهم المشروعة فهذه محرمات يحرمها الدين القادم من معامل الاستخبارت البيرطانية وبوارج المارينز ليضحى بديلاً لدين التحرر المحمدي الرسالي الذي يمثله الربيعي بن عامر وبلال وأبوذر وعمار والفاروق عمر بن الخطاب والخليفة الزاهد ابوبكر الصديق وأمير المجاهدين الكرار علي بن أبي طالب والإمام الحسين وعبدالله بن الزبير رضي الله عنهم... هذا الإسلام الرسالي الثوري الذي يناهض الاستكبار ويقف في وجه الطامعين في ثرواتنا والهادفين لمحو ديننا وحضارتنا ووعينا وذاكرتنا التاريخية والداعي لاستقلالنا ونهضتنا فهذا إسلام محرم ومحظور ومحكوم على الداعين عليه بالقتل والمطاردة والمصادرة والسجن والاعدام.
|
|
|
|
|
|