قتلت مجموعة متفلته في الثلاثين من يوليو المنصرم رمياً بالرصاص خمسة من خيرة شباب منطقة داوس (15) كليو متراً شمال شرق مدينة كاس بولاية جنوب دارفور في مزرعتهم، لاسباب غير مفهومة، وغير مهضومة. والقتلى هم ابن عمدة التنجر السابق، وخريج الاقتصاد، والذي يعمل معلماً متطوعاً بمدرسة داوس الاساسية، محمد آدمو بخيت (31) سنة، وابن اخيه عامر يحي آدمو بخيت (17) سنة، ومهندس الكهرباء والموظف بوزارة الشباب والرعاية بالولاية بشر أحمد رشيد (32) سنة، ورجل الشرطة المجتمعية حبيب عبد الرحيم حركان (35) سنة ومصطفي موسي علي (18) سنة، وجرح اثنان آخران بينهم شقيق الأخير، وشقيقا الشهيد فرح موسى علي والذي استشهد في ظروف مشابهة قبل ثلاثة سنوات، في مشهد درامي تراجيدي، لم تشهده المنطقة منذ فترة طويلة، خاصة وأن الجناه هم من ابناء الحوطية الذين يجاورونهم في السكن، ومتعايشين معهم، منذ سنوات طويلة، معروفين لديهم، بل من اندادهم تقاسموا الأفراح والأتراح. تحريط مبطن يبدو أن الذي حدث مدفوع بايدي خفية وتحريض مبطن، ولم تكن من أفعالهم التلقائية، كما يظهر، رغم ان هؤلاء لهم سوابق مشابهة، ولكنها لم ترتق إلى مثل هذه الجريمة النكراء، والمستنكرة من كل أهل كاس بعد أن استقرت محليتهم نسبياً مقارنة بالمحليات المجاورة، وإعلان حكومة الولاية عن برنامج جمع السلاح، وقد مارس الأهل من ذوي القتلى الخمسة أعلى درجات ضبط النفس، جراء ذاك الاعتداء الآثم أدهش من جاءهم مواسياً ومعزياً، أو ساعياً للوساطة للحيلولة دون إزهاق انفس اضافية، وهو ضبط وصبر الحليم... على أمل أن يتاح للدولة اظهار هيبتها، والأجهزة العدلية، والقضائية فرصة تنفيذ القانون، وتقديمهم للمحاكمة، خاصة وأنه تم القبض على بعض، من بينهم مجروحين أثنين واقرار ذويهم بالفعلة. صناعة الموت هناك شعار مرفوع في دارفور التي شهدت فوضى الحرب طوال الـ(15) سنة الماضية، يقول "إن أردت أن تحكم، فعليك أن تقتل" إنها صناعة الموت برعاية تجار الحرب الذين يزكونها ويجلبون لها الحطب، بالليل، ويصبحون من المصلحين... ربما هو ذات الدافع الذي وضع أولئك الشباب الطائش فاقدي بصيص أمل لمستقبل مشرق، في ذاك الوضع، وارتكاب اعظم الجرائم لصالح آخرين ينتظرون ان يتكسبوا من تلك الأعمال التي لا تشبههم. وكان مبررهم لذلك القتل أنهم يريدون أن تبقى المزرعة مرعى للماشية، في حين إن المنطقة باثرها لم يكن بها من الماشية بالحجم الذي يتطلب أن تترك لها ارض زراعية بوراً. شواهد ذهب وقد سبق ان رفع اصحاب الارض شكوى رسمية لوالي الولاية آدم الفكي بتاريخ 25/5/2017م، وللجهات المختصة بالمحلية، والتي من نتائجها حسم الأمر لصالحهم، بحسب صلاح ادريس ابراهيم الخبير أحد أعضاء اللجنة المكلفة، إلا ان من يقف وراء أولئك الشباب يصر على الفتنة، فكان ما كان، وذكر راديو "دبنقا" أن المزرعة بها شواهد ذهب، وهو حديث لم تؤكدة الجهات الرسمية التي تنقب في المناطق المجاورة. تأبطوا الشر لقد تسابق أهل الخير الذين جاءوا المنطقة من كل فج عميق بعد سماع الحادث البشع، لاحتواء الموقف، وشكلت حكومة ولاية جنوب دارفور لجنة من المجلس التشريعي بالولاية، وزارت المنطقة، وكتبت تقريرها بالموقف، كما قامت الأجهزة الأمنية، والقضائية بمهامها الأولية بشأن القضية، ومن المنتظر أن تسفر بنتائج، تخدم استقرار المنطقة. قال محجوب عبدالله حركان أحد أصحاب المزرعة، إنه أول المستقبلين لخمسة من المعتدين ودخل معهم في حديث قصير، ثم غادروه بعد أن قاموا بتشليع حظيرة مزرعته، ثم عادوا إلى المزرعة ومعهم آخرين، يتأبطون شرهم المستطير، فحدث ما حدث. اطفاء الفتن لم تزل التحريات الرسمية جارية، كما الجوديات تسير في مسارها، والايام المقبلات موعودة بحلول ربما تطفي الفتن بالمنطقة بأثرها، ورحم الله الشهداء الخمس، واسكنهم فسيح جناته، مع الصديقين والشهداء، وجعل دمائهم حقناً لدماء أهل المنطقة.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة