من منكم يسمعني

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-14-2024, 08:05 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-12-2004, 03:40 AM

حسين الهندي-الرياض


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
من منكم يسمعني

    وأنا خارج الوطن عندما أجلس على مكتبي يومياً وأنا في الطابق الثالث كنت أتأمل عبر النافذة المارة في الشارع العام ، أستكشف أسرارهم وأبحث في نظراتهم وحركاتهم وما يمكن أن تنبئ به عن حياتهم وأفكارهم وأفراحهم وأتراحهم .
    كان فضولي يشدني إلى أبناء جلدتي إلى السودانيين ففيهم أرى نفسي وأقيس أطوالي وأنظر إلى ألواني ، ففيهم أحس بواقعي واقرأ مستقبلي .
    من زاويتي في ذلك الشارع المكتظ بالبشر والمليء بالأصوات ، في هذا الخضم من البشر في هذا الشارع الكبير كنت أستقرئ تلك الوجوه السودانية أتفحص تقاسيمها وأنظر إلى ألوانها ، أسالها سؤالا ساورني منذ زمن ودفع بي إلى هذه الزاوية من المكتب وأنا أطل في هذا الشارع الكبير ؟
    ما الذي أتى بكم إلى هنا ؟
    جماعات وفرادى ، كهولاً وأطفالاً ، نساء ورجالاً ، فيكم الغني والفقير ، الطويل والقصير ، الأبيض والأسود ، العالم والجاهل ، الملتحي والأمرد ، اليسار والوسط واليمين .
    خيل إلي أيها السودانيين أنكم في يوم من الأيام لن تجتمعوا تحت سماء واحدة وعلى أرض واحدة من أجل هدف واحد ، وتاريخنا ذلك من الشاهدين .
    وأنا أقلب وجهي يمنة ويسارا بين أبناء قومي وهم على درب الحياة يسيرون في ذلك الشارع الكبير في بلاد الغربة ، تساءلت لما لاتعج صحافتنا السودانية بالتساؤلات عن الأسباب الكامنة وراء هذا الزخم من مواطنيها الذين قد ولوا وجوههم شطر البلاد العربية والأعجمية تاركين وراءهم آبائهم وأولادهم وأصدقائهم وأقاربهم ، والبيوت الفسيحة والطبيعة الساحرة وحيشان (الهمبريب) الطلق .
    وأنتزعت خيالي في مجراه وأدرت طرفي إلى تلك الوجوه السودانية في ذلك الشارع الكبير وإذا بها تصفح عن رأي أخر وتهمس بكلمات متقطعة ، فهي لم تتعود الجهر بالقول أو نطق الجمل المفيدة ، وعندما أقتربت منها أسبر أغوارها وأتعرف على معاني كلامها والسر الكامن وراء هجرتها الموسمية والدائمة وجدتها جميعاً وعلى اختلاف مللها ، وأشكالها وفقرها وغناها وأهدافها ومقاصدها تقول جئنا إلى هنا من أجل كسب لقمة العيش ، ولكي نعيش وأهلينا حياة كريمة ، وسألت نفسي ألا يمكن لمن سخروا الأشياء العظيمة بأحوالهم وأعدادهم وتاريخهم إن صدقوا فيما يقولون أن يضمنوا لكل المهاجرين عيشاً رغدا في بلادهم الحبيبة؟ ليلتئم الشمل ويعود الطفل إلى جدته والكهل إلى داره والمزارع إلى زراعته والعامل إلى مصنعه والشاعر إلى صومعته ، والعالم إلى مكتبته ، والشيخ إلى مسجده والعاشق كما في أمثالي إلى محبوبته ، وتصبح شوارعنا كبيرة وأجد لي مقعداً في زاوية من زواياها ، هل أنا أحلم ، أم أكتب تاريخ المستقبل البعيد .


    حسين الهندي
    الرياض
    11/2/2004م























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de