|
من الغريق الذي يحتاج إلى إنقاذ: نحن أم نظام الإنقاذ؟؟/منى بكري أبوعاقلة
|
تصيبني الدهشة والحيرة والقلق، لحال كثير من الناس، لا زالوا، يأملون ويرجون خيراً من نظام الإنقاذ. وما إن ينطوي فصل من فصول الفشل، حتى يفتحوا باب الأمل، على مصراعيه، لفشل جديد، ثم، يكتشفوا، ان نظام الإنقاذ لا يجيد، سوى التلاعب بالوطن والمواطن، فتملؤهم الخيبة والحسرة. وما هي إلا برهة، حتى يبنوا جسوراً جديدة من الآمال، ممنيين النفس بكل خير، ثم، لا يجدوا، سوى مزيد من الفشل والإخفاق، فتصيبهم الدهشة والاستغراب!! وتخيب آمالهم من جديد، وهكذا دواليك!!. ويدفعني التساؤل: هل يعقل أن يكون، هنالك، من يظن خيراً بنظام الإنقاذ؟؟!! هل مازال بيننا، من تحدثه نفسه بأن النظام قد ينصلح حاله بين يوم وآخر؟؟ هل مجرد الخطب الجوفاء، والوعود الخاوية، لهي كافية بالوثوق بنظام الإنقاذ؟؟ هل نسوا وتناسوا ما حدث ويحدث للوطن، من حروب وقتل وتشريد وخطف واغتصاب؟؟ وتزداد حيرتي أكثر، حين أجد أياديهم تمتد من خلال الموج لانتشال نظام الإنقاذ من الغرق!!. وفي لحظة، بتّ، لا أعرف من هو الغريق الذي يحتاج إلى إنقاذ؟ نحن أم نظام الإنقاذ؟؟. فما الجديد الذي أتى به خطاب الرئيس الأخير، سوى مزيد من الخيبة والحسرة والآلم، تضاف إلى آلام وحسرات وأحزان طال عمرها 25 سنة. وما الجديد الذي أتى به حوار الوثبة، سوى مزيد من التلاعب والأكاذيب والاحاييل النتنة التي لا تخيل على عقل أحد. ومتى كان النظام يؤمن بحرية الرأي والتعبير والمعتقد والفكر والحريات السياسية والمدنية والاجتماعية والاقتصادية و....و...؟. وما الجديد الذي ستأتي به الانتخابات سوى مزيد من إرث يضاف إلى سجل التزوير الأسود. وكيف نتوقع أن تأتي الانتخابات نظيفة ومبرأة، من نظام أتى بانقلاب عسكري أسود، لا يؤمن سوى بالدكتاتورية وحكم الفرد. وما الجديد الذي أتت به اتفاقية أديس أبابا، سوى إضافة جديدة لعنترية نظام تمرس على توقيع الاتفاقيات مكرهاً، وضرب الرقم القياسي في نقضها والعمل على ضدها. وما الجديد الذي أتت به الاتفاقيات السابقة، والذي ستأتي به، الاتفاقيات اللاحقة، سوى مزيد من التنصل من الالتزامات الوطنية والدولية. وما الجديد الذي أتت به الوثيقة المسربة، سوى مزيد من خبل المؤامرات وحبك الفتن والدسائس داخلياً وخارجياً. وما الذي يجيده النظام ويتقنه أكثر من إثارة الفتن والقلاقل. وما الجديد في استمرار الحروب وقصف القرى الوادعة في جنوب كردفان والنيل الأزرق ودارفور؟؟. وما الجديد في ضياع الجنوب، ومن بعده الفشقة وحلايب؟؟. أليس الوطن كله بمثابة مرتع، وورثة تركها لهم آبائهم؟ وما الجديد في التخبط العشوائي وتناقض وتضارب القرار السياسي، لصالح المجموعات المتصارعة على السلطة، وليس لمصلحة الوطن أو المواطن. وماذا بعد الفساد المستشري، حتى أصبح نافذي الإنقاذ، يتباهون أيهما يملك اكثر، من قصور فخمة وأموال طائلة!! في حين لا يطال، الكثيرون، وجبة فول واحدة، في اليوم. وما زال السودان يتصدر قائمة الدول الأكثر فساداً في العالم، كما يتصدر قوائم الدول الفاشلة وقوائم أسوأ الدول في تمويل الإرهاب وغسل الأموال. وتساءلت في نفسي، هل يعقل نسيان الإرادة السودانية، وما حققته، وما يمكن أن تحققه، من تغيير جذري!! هل وصل بنّا الإحباط حداً للارتهان بنظام ميت!!. هل أصابنا اليأس والقنوط لهذه لدرجة؟!!. يقيني، أنه ليس هنالك مخرج، إلا، بنبذ نظام الإنقاذ، ليحترق في جحيم ولظى ناره، وبتقوية وتجديد إيماننا بقدرة الشعب السوداني، مفجر الثورات، وبتضافر كل الجهود الوطنية، لأن الوطن لن ينصلح حاله إلا بتكاتف جميع أهله، الذين انتفضوا وثاروا، وقدموا الشهداء، وما زالوا على درب النضال سائرون. وثورة حتى النصر.
|
|
|
|
|
|