رغم فحيح لهب المعاناة اليومية لبسطاء بلادي و أشرافهم ، يصر أهل الجاه والسلطان من الهانئين بنعيم الوطن و خيراته حِكراً و عنوة على إتحافنا كل يوم بجُملٍ و تعليقات يقع تصنيفها ضمن كوميديا المآساة العامة التي إستشرت في كل أطناب البلاد فضلاً عن قلوب و عقول العباد ، آخرها ما صرَّح به الأخ وزير الإعلام و الناطق الرسمي بإسم الحكومة بعدما برّر إعتقال مجموعة من ناشطي العمل السياسي المعارض بأنه حماية ( للبلاد ) مما حدث من إحتجاجات في العام 2013 إثر الرفع الجزئي للدعم عن الوقود ، ثم ختم ذاك المفتون بزيف الحياة الباطلة تصريحه بتشبيه الحِزم التجويعية الأخيرة على أنها بمثابة ( العلاج بالكي ) ، و بمنهجٍ بسيط أقول لك سيدي الوزير ومن ( سيكوي ) علاجاً أو جزاءاً أمثالكم ممن كانوا على سدة الحكم و السلطة و توجيه الأحداث منذ عشرات السنين و هذ البلد المبارك يتداعى من شتى النواحي ، ليس إقتصادياً فقط و لكن أخلاقياً و تربوياً و أكاديمياً و تنموياً و إنتاجياً ، فضلاً عن إخفاقات فضائحية ألمت بالخدمة بالمدينة و أداءها و منتوجها الوطني بفعل سياسة التمكين السياسي التي طالما أودت بأهل الخبرة و الكفاءة و الأمانة إلى ############ات الشوارع و غياهب الضياع و الظلم و الضيم العظيم بإسم الصالح العام ، فكان نتاج ذلك إنهيار منظومة الرقابة الإدارية و القانونية على المال العام مما فتح الباب على مصراعيه لغول الفساد و التكسُّب الحرام من المال العام بإسم المكانة التنظيمية و التأثير السياسي ، فأصبح أغنى أغنياء السودان في زماننا القبيح هذا هم كبار موظفي الدولة و المنتسبين إلى قمة الهرم السياسي في الدولة و إنزوى أمناء التجار و الملاك و رجال الأعمال المعروفين سابقاً في زاوية الهزيمة إما بالنزوح بإستثماراتهم خارج البلاد و إما بالرضوخ و الرضا بمقاسمة المفسدين مالهم الحلال و بعضهم خرج من سوق التدليس و الغبن الذي ساد اليوم و قبع في بيته مستور الحال أحياناً و أحياناُ يُعاني الفاقة شأنه شأن الأغلبية الصامدة لأبناء هذا الوطن النضيد ، من ( سيكوي ) علاجاً أوجزاءاً سيدي الوزير من أضاعوا مؤسساتنا الوطنية ذات الطابع السيادي و التي من خلالها تتفاخر الأمم مثل سودانير مهيضة الجناح و سكك حديد السودان و النقل النهري و مشروع الجزيرة و حديقة الحيوانات و غيرها الكثير ، هل من مُتحمِّل لمسئولية إندلاع آفة الفقر منذ وقت ليس بقريب في أطناب هذا الوطن الوفير الخيرات و المهول الموارد ، من ( سيكوي ) علاجاً أو جزاءاً بعضاً من مؤسسات الدولة و القائمين عليها من تلك الفئة التي إمتازت بخاصية الإمتناع عن الإدلاء بمستنداتها المالية لديوان المراجع العام ثم ينتهي الأمر بمجرد الإشارة إلى إمتناعها في التقرير النهائي للديوان ، من ( سيكوي ) علاجاً أو جزاءاً من تتالوا على سدة إدارة إقتصادنا فلم يُلهموا بنعمة بُعد النظر التي تفيد ( التحوُّط ) لما يمكن أن يحدث من إنهيار نتاجاً لحدثٍ كبير لا يمكن أن تخطئه عين الكفيف مثل ما كان من إحتمالات واردة لإنفصال الجنوب و نضوب موارد النفط ، يا هؤلاء سيسجل لكم التاريخ كل سكناتكم و أفعالكم و أقوالكم مهما تواريتم خلف الشعارات المهرجانية التي لم تعُد تُلهي أحداً ، فالمسئولية لابد أن يُشار بها يوماً إلى أحد طال الزمان أم قصُر ، أما حقوق شعبكم عليكم فقد أولينا ووكَّلنا فيها رب العالمين العدل الذي لا يظلم أحدا.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة