|
منبر أهل الجزيرة وطالب الصيد في عرين الأسد بقلم بهاء جميل
|
09:44 PM Jun, 04 2015 سودانيز اون لاين بهاء جميل- مكتبتى فى سودانيزاونلاين
في حلقة تلفزيونية أذيعت قبل عدة أيام في تلفزيون امدرمان صادف أن حضرت جزءا منها تحدث فيه ضيفي اللقاء ( عضوي منبر الجزيرة ) عن عدم تمثيل أبناء الجزيرة في التشكيل الحكومي ، في اليوم الثاني تناول الأستاذ الكبير حسين خوجلي في برنامجه اليومي عن عدم معرفته إن كان أهل الجزيرة ممثلين أم لا لأنه لم يستعرض يوما الوجوه التي في كراسي السلطة وتحدث أيضاً وعن عدم اهتمامه الشخصي بتلك الجزئية لان لا مانع لديه ولا لأهل الجزيرة من أن يحكم السودان كائنا من كان شرط أن يكون عادلاً ومنصفاً و يعطي الناس حقوقها . وهذا حقا في ظني هو فكر غالب أهل الجزيرة الذين تنزهوا و تطهروا عن دنس الجهوية والعنصرية وترفعوا منذ زمن بعيد - دونا عن سائر أهل السودان- عن القبلية ، وظني أيضا أنّ هذا فكر جميع الوطنيين في السودان الذين يؤمنون بالعدل والإنسانية والذين لا تعمي أبصارهم أوهام أفضليتهم على الناس فيعتقدوا أن من حقهم أن يفعلوا ما يريدون في وطن هو لهم دون سواهم إلا أنّ هذا الفكر الراقي لن يفيد في الوضع المأزوم الذي نعيشه في بلد فيه أمة كانت سترود المجد عن حق – لا ادعاء - إن وجدت من يوظف طاقاتها ويقودها نحو المستقبل المشرق، وتجارب الأمم التي لا تملك ربع إمكانات السودان وهي الآن في مقدمة الدول المتطورة كثيرة والكل يعرفها ، وذلك لا لشيء إلا لأنها وجدت الإدارات الكفئة الجديرة بالثقة والقادرة على القيادة وعلى فهم ماهية السياسة ، وفيه من الخيرات ما يكفي لإطعام القارة بأكملها إن وجد من يتصف بالحكمة وبسداد الرأي وبالشدة المقرونة باللين وبالحزم المعضد بالرأفة والرفق وبالأفق الواسع وبالخيال القادر على القراءة والتبوء وتوقع ردود الأفعال وليس بالظلم وبالعنتريات وبصدور ممتلئة بالأحقاد والضغائن والإحن ، فاهم ما كان ينقص ساستنا على الدوام هو الخيال مضافا اليه تلك العقول السهلة الخداع التي تصدق كل ما يقال وتبني سياساتها وبرامجها على وعود . لقد تم اتهام أهل الجزيرة في إحدى فترات الحكم المايوي ثم في فترة الديمقراطية الثانية فتعرضوا للظلم و للعقاب الجماعي ، لكن الظلم في الماضي كان ظلما رحيما لم يؤدي إلى موت الأرض ولم يؤدي إلى تعطل الانتاج أو إلى إغلاق المحالج او إلى توقف المصانع ولم يؤدي إلى الهجرة الجماعية إلى أصقاع الدنيا العريضة بحثا عن لقمة العيش الكريم او نحو أطراف العاصمة للعيش في أحياء عشوائية لا تصلح للحياة الآدمية وهو ما حدث للجزيرة وأهلها في عهد الإنقاذ التي جاءت تبشر بالرفاه وترفع شعارات نأكل مما نزرع ونلبس مما نصع وعندما احتج بعض البسطاء منهم على شيء من الظلم الذي حاق بهم تم اتهامهم بالشيوعية بل وتمت السخرية منهم علنا من قبل اكبر سلطة في البلد وكأن أهل الجزيرة ثلة من الجهلاء لا تعرف شيئا لذا ما لم يتغير نهج التفكير وما لم يطالب أهل الجزيرة بحقهم في التمثيل وفي السلطة وفي الموارد بقوة مؤثرة تجبر المركز المحتل من قبل كوماندوز ولايات الشمال على الخضوع لارداتهم سيتواصل التهميش وستتواصل سرقة الموارد دون أن يأخذ أهلها منها نصيب لان التهميش الذي يمارس عليهم هو تهميش يتم بإيعاز من أعلى سلطة لاتخاذ القرار في السودان بسبب فكرهم الشيوعي الهدام . لقد كنت أتوقع أن يكون ممثلي المنبر الذي تكون في العام 2007 ولم يحقق شيئا حتى الآن أكثر جرأة وان لا يتحدثوا فقط عن ظلم الجزيرة وعن عدم مشاركة أبناءها في السلطة وحسب ولكن أن يتحدثوا بشفافية عن السبب الرئيسي لذلك وهو استحواذ ولاية واحدة هي الولاية الشمالية على مناصب اتخاذ القرار وعلى مشاريع التنمية وعلى الوظائف الحكومية وعلى أسهم الشركات وعلى كل شيء يمكن أن يدر ربحا أو يتوقع الحصول منه على نفع او فائدة بل وحتى على قنوات التلفزيون الأهلي ونظرة واحدة للوجوه التي في القصر الجمهوري أو في الوزارات المؤثرة منذ أن حكم المؤتمر الوطني وحتى اليوم سترينا تلك الحقيقة بجلاء وتتبع بسيط لمشاريع التنمية أو إلى البني التحتية سيشير لنا بوضوح إلى أنّ ولاية نهر النيل خاصة والولاية الشمالية عامة يحظيان بنصيب الأسد من كل شيء أما باقي الكعكة فتحصل عليه الولايات التي رفعت السلاح أو التي يُخشى أن ترفعه ويحصل عليه الذين ترغب الدولة في ترضيتهم حتى لا يثيروا الغلال ولكن ولاية الجزيرة المسالمة الصامت أهلها عن المطالبة بحقهم وعن الدفاع عنه بالوسائل المناسبة والمؤثرة فيتم تدمير مشاريعها ويتم إغلاق مصانعها التي كانت دائرة ومحالجها التي كانت عاملة ويتم غض الطرف عن البنى التحتيه فيها وعن أهم طريق يربطها بباقي السودان بالرغم من انه يدر آلاف الملايين وبالرغم من انه يقتل المئات كل عام . لقد قال والي الجزيرة السابق في صراحة تامة انه لا يستطيع عمل أي شيء لان أي قرار يتخذ في الولاية تتم عرقلته بكل بساطة في المركز وقد يحدث ذلك من اصغر موظف هناك لذا لن تجدي المنابر نفعا ما لم تتغير الوسائل وما لم تعلو النبرة وما لم يؤكد أهلها بجدية بكل وسيلة سلمية منطقية ومشروعة أنهم عازمون - كباقي ولايات السودان الأخرى - على اخذ حقهم كاملا غير منقوص فكلنا يا أستاذ حسين لا يهمنا من يحكمنا إن توفر الشرط المطلوب وهو الحكم بالسوية والعدل في الرعية فهل تتوقع أن ترى عدلا بعد كل سنين الظلم من نفس الذين اوقعوه ، ومن سلطة تبعت ولا زالت تتبع سياسة تسميها التمكين مكن بها أفراد التنظيم لمن يريدون وحرموا بها من يريدون . حدوث المعجزات ممكن ولكن إن عولنا على ذلك وحسب سنكون كالنازل على واد بغير ذرع وسنكون كحالب التيس وكبراقش التي جنت على نفسها بل سنكون كطالب الصيد في عرين الأسد . أما أبناء ولاية الجزيرة في المؤتمر الوطني الذين لا ندري لم هم باقون حتى الآن في تنظيم يتهم أهلهم بالشيوعية ويمارس على ولايتهم أقصى أنواع الظلم والتهميش ويميز بينهم وبين أقرانهم من الولايات الأخرى داخل التنظيم نفسه نقول لهم سامحكم الله . بهاء جميل
أحدث المقالات
- الرئيس .. والفساد !! بقلم د. عمر القراي 06-04-15, 08:55 PM, عمر القراي
- المعارضة المسلحة .. امل أنسان الهامش ... ام عبئاً عليه بقلم الاستاذ. سليم عبد الرحمن دكين- لندن -بري 06-04-15, 08:42 PM, سليم عبد الرحمن دكين
- اساليب الرباطة .. بقلم نور الدين محمد عثمان نور الدين 06-04-15, 08:37 PM, نور الدين محمد عثمان نور الدين
- صبراً آل كدودة، إن موعدكم معنا يوم العصيان المدني! بقلم عثمان محمد حسن 06-04-15, 08:24 PM, عثمان محمد حسن
- نائمون ..!! بقلم الطاهر ساتي 06-04-15, 08:08 PM, الطاهر ساتي
- القادة ألافارقة وتصاريح قتل جديدة للبشير بقلم خالد قمرالدين 06-04-15, 04:36 AM, عوض امبيا
- مفارقات بقلم خالد قمرالدين 06-04-15, 04:34 AM, خالد قمرالدين
- اللجنة العليا لتنمية وتطوير ولاية غرب كردفان بقلم ا.د. سليمان محمد الدبيلو 06-04-15, 04:32 AM, سليمان محمد الدبيلو
- في ضيافة رئيس المجلس التشريعي بالإنابة بقلم د. فايز أبو شمالة 06-04-15, 04:29 AM, فايز أبو شمالة
- الوصولية السياسية والنفاق الإسلاموي بقلم مبارك أباعزي 06-04-15, 04:28 AM, مبارك أباعزي
- جوزيف بلاتر والتجربة الفلسطينية بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي 06-04-15, 04:27 AM, مصطفى يوسف اللداوي
- ذكريات موظف سابق بادارة اللاجئين (1) بقلم د. طارق مصباح يوسف 06-04-15, 04:25 AM, طارق مصباح يوسف
- ميني تحقيق مع ود أرقو الشاعر أبو ناجي بقلم بدرالدين حسن علي 06-04-15, 04:10 AM, بدرالدين حسن علي
- قال الملك الدهمشى وقلنا ! بقلم على حمد ابراهيم 06-04-15, 04:09 AM, على حمد إبراهيم
- نداء الإنسانية للإنسان السوداني في دارفور بقلم نورالدين مدني 06-04-15, 04:06 AM, نور الدين مدني
- جهاز الأمن يستهدِف أعمدة الأستقامة لكسر الإرادة.. د.ساندرا طوبى لك..!! بقلم عبدالوهاب الأنصاري 06-04-15, 04:05 AM, عبد الوهاب الأنصاري
- عن وعود الشفافية ومكافحة الفساد مركز إقتراع نصف الكوب : ممنوع التصوير ! بقلم فيصل الباقر 06-04-15, 04:03 AM, فيصل الباقر
- محطات ..... من هنا وهناك بقلم صلاح الباشا 06-04-15, 04:01 AM, صلاح الباشا
- شكراً شيخ علي ولكن..!! بقلم عبدالباقي الظافر 06-04-15, 03:30 AM, عبدالباقي الظافر
- برنامج المائة يوم..!! بقلم عثمان ميرغني 06-04-15, 03:27 AM, عثمان ميرغني
- هدية لمسؤول بقلم صلاح الدين عووضة 06-04-15, 03:26 AM, صلاح الدين عووضة
- شر البلية ما يضحك! بقلم الطيب مصطفى 06-04-15, 03:24 AM, الطيب مصطفى
- ( الجفلن خلهّن ) بقلم الطاهر ساتي 06-04-15, 03:22 AM, الطاهر ساتي
- إلي متي تستمر ذلة وملطشة الأطباء بقلم عميد معاش طبيب سيد عبد القادر قنات 06-04-15, 03:21 AM, سيد عبد القادر قنات
|
|
|
|
|
|