|
مما ينبغى أن يقال الهوية ( 4 ) بـقلم جمال دور حامد
|
الأنسجام الإجتماعى :: السودان بلد شاسع المساحة مترامى الاطراف محيطه الجغرافى مفتوحة ومتداخلة مع جيرانه به اعراق وأجناس متعددة ، افريقية وعربية وبعض المستعربين خاصة فى الشمال النيلى ( النوبة المستعربين ) لم يتحقق الاستقرار والسلام فى السودان ولم يذق هذا البلد واهله حلاوة العيش طيلة عمره بسبب إنعدام السلام العادل والدائم ، بل عاش سنينه فى ظل اساطير مزيفة لم يتم استبدالها بالحقائق لتصنع السلام المستدام والمسنودة بإرادة كافة مكونات المجتمع السودانى ، ولأنه لا يمكن تحقيق السلام الشامل دون إعادة الإعتبار إلى الإرث والحضارة والثقافة السودانية الاصلية ( لكل عرق ثقافته ) والعزوف عن سياسة الاستلاب الثقافى الذى أقعد السودان عن مسايرة التقدم . ظلت قوى التغيير فى الهامش تدعوا وتعمل وتناضل من أجل تعظيم ما يجمع وتقليص ما يفرق بين أبناء الوطن الواحد ويجاهد القوى الثورية الحية فى الهامش لتؤكد بأن هنالك خصائص محلية تضمن التعايش ضمن دولة واحدة وتؤكد بأن الرابطة الحقيقية فى الوطن الواحد لا يقررها مسبقاً طرف واحد من بين أطراف متعددة ، بل هى أمر حتمى يفترض وجوده لأن بناء المجتمع المتجانس عمل إرادى تزيل النتؤات وتزيح العوائق والترسبات التى تعيق مسار التوحد والتلاحم الوطنى . إن قبول التعايش السلمى وقبول الاخر للتعايش معه فى إطار الانسجام الإجتماعى والوئام الذى ينتج التجانس القومى التى تنشده حركة العدل والمساواة السودانية .بإعتباره الاساس لتجاوز المحن والازمات الموروثة . تحدث العديد من المثقفين عن التهميش كأحد أهم أسباب الصراع فى السودان ولم يتم التطرق الى أسبابه ولأنه لم يحصل مصادفة بل عبر سياسة مخطط له حسب عقلية و رؤي الممسكين بزمام البلد منذ 1956م . سنين عجاف مضت من حكم الطغيان ،ذلك الحكم الذى يحط من شأن كل من يخشى خطره والعمل على إمتهان كرامته وإذلاله وإشاعة الفرقة والإنقسام فى صفوف المجتمع وإفقاره كى ينصرف عن الهم الوطنى وراء لقمة العيش ، ومطاردة المثقف والمبدع وشل قدرته الابداعية وتشريده عبر باب التمكين الذى أفرغ الخدمة الوطنية من محتواه مما أدت الى تدمير مؤسسات الدولة وترحلها ولم تسلم من سياسة التمكين حتى المؤسسات التعليمية بأعتباره أساس البناء والتقدم . وفى الجانب الأخر تم استخدام ضعاف النفوس والضمير لتنفيذ ما خطط له لتدمير المجتمع بإثارة الحروب البينية وادخال سلاح الجوع والتهجير والاغتصاب لتدمير المجتمع نفسياً . إندلعت الثورة بعد أن تكاملت بنيانها ليعم كل بيت وشارع فى المدن والارياف والبوادى ليحمل شعلة المستقبل .... فلابد من توفر العوامل القادرة على استمرارية الثورة وهى الاعتماد على الذات دون سواها للمقال بقية mailto:[email protected]@gmail.com
|
|
|
|
|
|