|
ملائكة الرحمة من النوبة والآخرين بقلم شوقي بدرى
|
06:59 PM Oct, 26 2015 سودانيز اون لاين شوقي بدرى-السويد مكتبتى فى سودانيزاونلاين
في بداية الثمانينات صرخت اختي نضيفة كالعادة .. الغدا . ومن كل اركان المنزل خرج الآكلون . وتصدر اخي عبد الرحمن الشيخ المائدة بعد ان غسل وجهه بعد النومة القصيرة ، وبدا في اصدار تعليماته . وبعد يوم او يومين تكرر نفس المشهد . وبما انه صديق اشقائي وبسبب مرحة ودماثة خلقه كنت اداعبه كثيرا . فقلت له انت يا عبد الرحمن ده بيتكم . فقال بدون تردد . كيف ما بيتنا . دي ما ارضنا وارض جدودنا . جدي لماكم . واداكم المتر بي مليم . واشار الي مستشفي الارسالية الذي صار التجاني الماحي ، ويفصلنا منه امتار. وواصل عبد الرحمن . الخواجات ديل ما جدي اداهم الارض دي علشان يعالجوكم . وحوش الارسالية ده ما كله اراضينا . وضحكنا . وقلت لعبد الرحمن الشيخ . البيت بيتكم وشكرا لي جدك .
تلك كانت الروح قديما في السودان . وعندما دفعت اختي نضيفة ثمن اللحم للجزار صباحي في ركن القبة وهو من اهل الشيخ دفع الله وهذا امام الاخ محمد الشيخ طيب الله ثراه . اراد رجل امن او مراقب اسعار ان يؤكد ان البيع لم يكن بالسعر الرسمي . فرفضت اختي تدخله قائلة انحنا اهل ولا نتقبل تدخل السلطة ، وان مادفعته كان دينا قديما لا دخل له بشراء اليوم .
المقصود هو الشيخ دفع الله الغرقان والذي يحمل الحي اسمه . وتنتصب قبة الشيخ دفع الله ويمتلئ منزل الشيخ بالحيران والزوار والضيوف ياستمرار لقرن من الزمان. وتلك المنطقة قديما كانت تعتبر خارج امدرمان بسبب بعدها من النيل وكان الناس يشربون من الآبار التي لا يزال بعضها موجودا . الرائع ان الشيخ دفع الله قد احتضن النصاري وغيرهم ، وقدمت المستشفي خدمات جليلة لكل اهل المنطقة حتي اهل امبدة والفتيحاب كانوا يأتون للمستشفي . وكان الدكاترة من الامريكان والممرضات من المسيحيات السوريات والاقباط والنوبة والدينكا وآخرين وكان منهم الرجال كذالك. وتمتعوا بطولة البال والعطف وحبهم لعملهم وجديتهم .
سكن الكثير منهم في حوش الارسالية . الذي لاتزال فيه مدرسة مسائية تعلم القراءة واللغة الانجليزية . وساعد المستشفي في تعليم السودانيين التمريض بواسطة سسترات واطباء من امريكا . و المنزل من طابقين والذي يفصله عن المستشفي شارع العرضة هو ميز السسترات ، ومسكنا في فترة لدكتور جنوبي متزوج من امرأة بيضاء .
في بداية الخمسينات كانت عمتي فضل الموجود والتي شاركتنا السكن ، مريضة في ذالك المستشفي وكنا نزورها بانتظام . وفي احد الايام احتضنتني بقوة قبل ذهابنا فلقد كنت ابنها المشاغب . وارتبطت وجدانيا بالمستشفي واهل الحوش . وكانت تلك آخر مرة اقابلها . ولكن اذكر ان المستشفي كان نظيفا والسسترات في منتهي اللطف .
الاستاذ المبارك ابراهيم كان في ادراة ذلك المستشفي . وكان مسئولا عن تسجيل المرضي . ولكل مريض كرت يحفظ البيانات . ويتيح للمريض العلاج بالمجان واستلام بعض المساعدات مثل اللبن المجفف . والذين لهم دخل معقول يدفعون رسوما رمزية . لقد ساعدت الارسالية الاسر السودانية . ولشح اللبن عند الاغنام السودانية . استوردوا ما عرف بالغنم الامريكاني من سوريا . ووزعت الي الاسر الفقيرة . وتلك الاغنام تنتج ما قد يصل لثلاثة اضعاف الانتاج المحلي . ولونها مائل الي الحمرة .
الاستاذ الاديب المبارك ابراهيم كان يعرف اغلب الزوار بالاسم ويهتم بمشاكل الناس . والذين يعملون في المستشفي خليط من المسلمين والمسيحيين . وبينهم تفاهم وحب غير مصطنع . والاستاذ قدم الكثير للوطن .ولم يكن يحابي اهله من الهامش . فهو الرجل الذي اقترن بالاذاعة السودانية وخاصة نشرة الاخبار وبرنامج حقيبة الفن وكان يعرف كل صغيرة وكبيرة عن الفن السوداني . وله اسطوانات بصوته . وهو شاعر ساعد في تحقيق بعض دواوين الشعراء ، وهو من عرف الكابلي ببعض الشعراء منهم صديقه توفيق صالح جبريل الذي اخذ الكابلي قصيدته كسلا ، او حديقة العشاق . الا انه لادبه الجم كان بعيدا عن الجعجعة . وكان جنديا مجهولا يعطي ولا يطالب بشئ. انتقل في نهاية الخمسينات الي شارع الاربعين بالقرب من مسكن والد المناضله فاطمة احمد ابراهيم .
في حكاوي امدرمان تطرقت للعم جاد الله الذي كان دينمو المستشفي يشاهده الانسان في كل مكان في المستشفي . ولا يتوقف من العمل ويسكن مع العشرات في حوش الارسالية . ومن ابنائه اصدقائنا محمود وعلي ومنصور وآخرون . ومحمود كان شقيا مثلي كنت التقي به كثيرا علي شط النيل . وهو اول انسان ينزل من الترام المنطلق بدون ان يركض كما كنا نعمل او ننزل وظهرنا في الاتجاه المعاكس . ولهذا يقولون للشخص الحاذق ,, ده بينزل عكس ,, وكان محمود يتحدث معي وعندما اقترب الترام من الشارع المؤدي الي الارسالية قفز وثبت وكأنه وتد علي الارض . وعندما شاهد دهشتي ابنسم مفتخرا . محمود ذهب مبعوثا من المدبغة الحكومية الي تركيا في الستينات . شقيقهم الاصغر ابراهيم قابلته في برلين في 1974 وكان مصحوبا بصديقه من اسرة آل زروق وهم كذلك جيراننا في الحي .
اختي نضيفة وهي امراة قوية وصاحبة رأي ، تقول دائما انها لم تعش او تسمع عن اي خلاف بين سكان حوش الارسالية بالرغم من عدد الاطفال الكبير واختلاف مشارب وخلفيات السكان . كانوا
كالملائكة ولا يسعني الا ان اقول ان المسيحيين يتفوقون علينا نحن المسلمين في التضحية والبعد عن العنف الجسدي واللفظي . وانا هنا اتكلم عن من نذر نفسه لعمل الخير والعمل الرسالي . وقد يقول البعض انهم يقومون بهذا لتنصير الآخرين . ولكن لماذا لا يقوم رجال الدين الاسلامي بهذا . كان بين سكان حوش الارسالية من حسن اسلامه . وكان يوجد في حوش الارسالية المسلم والمسيحي في نفس الاسرة . ولقد عبر الآلاف من السكان حوش الارسالية .
من سكان الحوش الرائع طلب الذي كان ممرضا وكان يأخذ حقيبته الي ميادين الليق متطوعا لاسعاف المصابين خاصة الكسور . ثم انتقل الي دار الرياضة . وعندما اشاهد المركبات الحديثة لنقل المصابين في المباريات العالمية اتذكر البطل طلب الذي كان يؤدي هذا العمل متطوعا لعشرات السنين . وهو من بدأ هذا العمل في بداية الخمسينات . وكان لاعب كرة في فريق الوطن مع الاسطورة ود الجراح الذي كانت الجماهير في مصرتصرخ ,, قراح ...قراح ,, و ومعه آخرون .
اشتهر عبد الله طيب الله ثراه بتفانية الشديد . وكما تقول شقيقتي الهام والكثير من اهل الحي انه كان متفانيا في عملة . يجوب الحي وينظف الجروح ويطعن الحقن .ويخفف عن الناس . وكان يمكن ان يظبط الانسان ساعته علي عبد الله . وبعض الاطفال يحتاجون لحقن كل ستة ساعات . كان يحضر في السادسة صباحا وفي منتصف الليل . ولا يهمه البرد او المطر كان يودي رسالته وهو بالرغم من اسمه مسيحي . وزوجته نفيسة من اهلنا النوبة ايضا .
في الحوش سكنت لبيبة من اقباط مصركان ابنها صمويل يصلح كل شئ من السيارات الي الثلاجات وكل شئ ويقدم خدماته بدون اخر في كثير من الاحيان . وشقيقه رومان وابنتها مريم كانت متعلمة واشتهرت بجمالها وتزوجها احد عمد صعيد مصر . وشقيقتهم اسلمت وتزوجت احد مشاهير السودان احمد جمعة المحامي وسكنوا في الملازمين بالقرب من مدرسة الاهلية . وكان ابناء العم احمد جمعة يتكلمون بلهجة مصرية . والدي كان يرسلني له بخطابات واوراق في ايام الحزب الجمهوري الاشتراكي . وخاصة عندما قدم الامير نقد الله وبعض الانصار للمحاكمات . كان من المجموعة التي مثلت الدفاع . منهم الاستاذ محمد احمد المحجوب . ولا يزال الكثيرون يتذكرون اول مذيعة تلفزيونية الاستاذة رجاء احمد جمعة .
سارة هي زوجة العم بوليس . وآمال بوليس متعها الله بالصحة هي اليوم من اقدم سكان الحوش وهي مدرسة ، ، وابنها نوح لايزال يسكن معها . من كبار سكان الحوش كان العم القس بطرس كوة زوجته الاخت سيدة وهي من النوبة . الاب بطرس كوة مات في حادث مؤلم مع مجموعة من الناس ، عندما تاهوا في الصحراء في طريقهم الي دنقلا . ماتوا بالعطش .
بعد ان انتقلت عمتي عزيزة بدري الي الخرطوم ، كانت تصر عندما تحضر الي امدرمان علي زيارة الاب فيليب مضوي غبوش آدم وزوجته نرجس وهي من سوريا وشقيقتها جميلة طويلة القامة وعملن كممرضات لعشرات السنين وقدمن خدماتهن بتفاني ونحن ندين لهم بالكثير جدا . وجميلة انتقلت الي كندا مع ظهور التتر السودانيين . وكن يلبسن الثياب السودانية البيضاء المحتشمة . وكان هذا حال كل نساء حوش الارسالية .
نبيل لا يزال من سكان الحوش .اشقائه الكبار كانوا اصدقاء اشقائي و اهل الحوش بمثابة اهلنا . لم نسمع او نشهد لهم حتي مشادة . كانوا ينفذون تعاليم المسيح عيه السلام في التسامح ، وروعة سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم وسماحة الاسلام . ولو وجد جزء من تلك الروح في كل السودان لصرنا اعظم امة . ولما تفركش الوطن وطحنتنا الحروب .
عندما اصدر عبود قرارا غير سليم وطرد كل المبشرين ، لم يكن عندنا نحن المسلمون من يمكن ان يؤدي عملهم . ففي لورانقوا خارج انزارا كانت اكبر مستعمرة للجزام بمستشفي ضخم ومدارس وشرطة ومزارع .
. وكان في المستعمرة اول بناء في كل جنوب السودان من طابقين . واسس المستعمرة الطبيب البريطاني الاكساندر ورهن حياته لمعاجة الجذام واستنباط العلاج من الاعشاب المحلية العقار الطبي الحديث . ونجحت الموسسة لدرجة ان البعض كان يدعي الاصابة بالجذام لكي يسمح له بالسكن في المستعمرة . بعد طرد المبشرين هام المجذمون وتفرقوا . ووصل البعض منهم الي العاصمة . وحاولت الشرطة طردهم او اخراجهم من العاصمة . ولكن الشرطة كانت تفر منهم عندما يهجمون علي الشرطة وعمال الصحة . . وتحول مستشفي الارسالية لعلاج وسكن المجذمين . وكان سكان حوش الارسالية هنالك بروحهم الملائكية . واتي مرضي الجذام الي المستشفي من كل اطراف السودان . وكان لامدرمان نصيبها من المصابين . احدهم صديق الطفولة والشباب الاخ كمال في حي العرضة ورمضان من حي الجبرتي .
كان اهل الحوش يعتنون بالمتشردين والعجزة. وكان للمتشردين جزء في المنطقة الغربية من المستشفي مع كبار السن . ويحضرون المواد لكي يمارس النساء عمل الهبابات والقفاف .واهل الحوش لا يفرقون بين المسلمين والمسيحيين او اصحاب الاديان الغير سماوية .
هذا ما كان يدعوا له الرائع محجوب شريف طيب الله ثراه . قكان وزوجته الاستاذة اميرة الجزولي يعملان في تعليم صغار الطلاب . وكان يدعو لعدم وضع الطفل في اطار معين .... عدم تأطير الصغار .... وشحن رؤوسهم بالانصارية او الشيوعية والختمية او التنظيمات السياسية من بعثية وناصرية واشتراكية ... الخ .
كما اوردت في احدي المواضيع ، انني كنت اجلس علي كرسي مريح ومعي اخي الطيب سعد الفكي وشنقيطي بدري وآخرون ونحن نشاهد اثنين من الاطباء الامريكان يحملون الطوب والمونة ويصلحون بعض المباني في الصيف السوداني .
وصار المستشفي للمدمنين والمرضي النفسيين . وكان من سكانه لفترة عبقري الشعر الشاعر ادريس جماع ، وبعض سكان امدرمان وخارج امدرمان من من عانوا من الادمان او الامراض النفسية . وتحمل ذالك العبئ سكان الحوش وآخرون . والشكر والتحية للشيخ دفع الله الغرقان . هكذا كان شيوخ الاسلام قبل محنة الكيزان . هي هنالك كوز يستطيع ان يخدم المجذمين والمدمنين والمرضي النفسيين . وقبل ايام اخطأ جنودنا الطريق الي الفشقة وحلايب . وفتكوا بأهلنا في واقعة ذات الجامات في ام دوم . وكان من الشهداء طفلا عمرة ثلاثة سنوات .
نعم انا متحيز لاهلي النوبة . ذهب جدودنا فقراء الي جبال النوبة . وصاروا من الاغنياء والمشاهير . لان النوبة كرماء استجار بهم المهدي وصحبه عندما ضاق بهم الحال وكانوا مطاردين . جدي خليل ابتر كان سر تجار تلودي . وكان خالي محمد عبد الرحمن ابتر من اكبر تجار كادوقلي والعضو البرلماني لكادوقلي . وكان خالي محمد صلاح من كبار تجار لقاوة . وكانت جبال النوبة مسقط راس امي واشقائها وشقيقاتها وابناء عمومتها . وتزوج بعض خيلاني من بنات النوبة ووجدوا الاهل ودفئ المصاهرة الرائعة والقبول . هل اعطينا نحن اهلنا النوبة حتي الاحترام . فلا يزال قاتل الابنه عوضية عجبنا يبتبختر في السودان . في بعض الاحيان صرنا نخجل لاننا سودانيين . وعندما نسأل لماذا تمارسون كل هذه القسوة ضد اهلكم ؟ ,, ننكسف ,, .
هنا اطالب الابن وجدي الكردي ,, بارك الله فيه ,, ان يتصل بأهل حوش الارسالية . وان يعرف الناس بملائكة الرحمة في جريدته .
عندما انتقل الاب فيليب غبوش الي جوار ربه كان المأتم في الحوش وخارج الحوش وفي منزل الاب فيليب مضوي . وتواجد الحكام كبار وصغار هل امدرمان واتي الكثيرون من مناطق بعيدة .
من موضوع امدرمان حتي مع الانقاذ هي امدرمان .
اقتباس .
عندما يقول لي اخي بشرى الفاضل : في ايميل بنتاسبة مأتم آل ياجي من اعلام امدرمان والعباسية وحلاوة التلاقي والتلاحم ... ( و نحن قاعدين جا البروف قاسم بدري , بعد شوية جا الأب فيلو ثاوس و تمت الناقصة ) . هذه هي عظمة العباسية و امدرمان و السودان . الدين او العرق لم يكن يفرق بل كان يجمع . في حديثي مع شقيقي بابكر بدري ( العميد ) و المقيم في السويد منذ ثلاثة عقود , تذكرنا جارنا و حبيبنا الأب فليب مضوي غبوش و الذي كان يسكن في قلب حيّ الرباطاب . و المتزوج الأخت نرجس . و كان الوالد خضر رحمة الله الياس ( الحاوي ) و آخرون يعتبرون انفسهم اولياء امور تلك الأسرة عندما كانت البنات صغيرات . أسرة فوتي و الخالة استير فوتي كانوا يعتبرون كأهل بالنسبة لهم . لقد ذكرت أنا في كتاب حكاوي امدرمان أن العم فوتي كان اشهر ساعاتي في امدرمان مثل العم ميلاد و هو كذلك قبطي. و من الساعاتية المشاهير في امدرمان و هو قبطي كذلك و جارنا في الحيّ العم لكلا نصيف لكلا و لقد صار ابنه فادي ساعاتي كذلك . ما تذكرناه أنا و العميد , ان الفاضل اب احمد صاحب الفرن في حيّ الرباطاب و احد مشاهير امدرمان و ظرفائها , و كان في فرنه يجتمع الحكام و العوام . و من هذا الفرن انطلق رجال مايو في يوم 24 مايو بعد قعدة الى خور عمر . فقال لهم معاتباً بعد ايام : ( يعني تاكلوا حلتي , و تمشوا تعملوا انقلاب , اسمع بيهو في الراديو زي الغريب ؟
) . في أحد الأيام اتى البعض كالعادة لقضاء السهرة في فرن الفاضل اب احمد ( ود عماسيب ) الذي كان يسكن في العرضة شرق الأحفاد . و كثر الناس . و كان معهم ضيفاً سعودياً . و أكراماً للضيف السعودي , طلب منهم ود عماسيب الانتقال لدار جاره للراحة و التوسع بدلاً من مقاعد الفرن , التي كانت عبارة عن صناديق و كراسي خيزران و بنابر . و قام جار ود عماسيب بالترحيب بهم , و وضع الدار تحت تصرفهم . و سخرت كل موارد الدار لخدمتهم . فتأثر السعودي و قال لصاحب الدار ما معناه ( و الله يا شيبه مكانك مكة ) . فضحك الجميع لأن صاحب الدار هو الاب فليب مضوي غبوش المسيحي . هكذا كانت امدرمان . زوجة الأخ العم ( الأب فليب مضوي غبوش آدم ) هي نرجس ابنة استير فوتي . و كما ذكرني أخي الصغير طارق هباش فمن ابنائهم هدى و عزيزة و عواطف و جميل و جميلة و نصر الدين و لطفي و جوزيف و اسحق و آخرين . و شقيقة نرجس هي فردوس . عظمة الأب فليب مضوي غبوش أنه سكن وسطتنا نحن الرباطاب . و نحن من لا يعجبنا العجب و لا حتى الصيام في رجب . و أحببناه و أحببنا أهله . و كما كان يقول أخي الصغير طارق هباش أن أولاد غبوش و أبن اخيه محمد جبريل كانوا اشقاء بالنسبة له و لبعض شباب الحيّ . و طارق يتواجد الآن في ايرلندا . و محمد جبريل المسلم و الذي كان يصلي كان يسكن في منزل عمه فليب مضوي غبوش . و أولاد عزيزة كانوا مسلمين , و هم حمد النيل و جهاد و نجوى و اخرين . هكذا كنّا في امدرمان قديماً . و كما أوردت من قبل فأن طارق جبريل و هو من أسرة الهبابيش المشهورة في امدرمان . كان محبوباً و معروفاً في الحيّ . و كل الشباب يدخلون المنازل في أيّ وقت . و طارق كان يحتد مع شقيقاتي الصغيرات في المنزل عندما تتأخر طلباته . . أذكر في بداية الثمانينات , و قبل اعتقال الأب فليب غبوش فيما سميّ بالمؤامرة العنصرية , عندما أعتقل النميري الأب فيليب و مجموعة كبيرة من اهل جبال النوبة . أن كنت في رفقة محمد البدري و هو من أولاد الثورة . و له ارتباط بالبوليس . فشاهدنا اثنين من الشباب يجلسون في كراسي امام عربة , في الفراغ غرب مكتب ادراة مستشفى التجاني الماحي , الذي كان لا يزال تابعاً للأرسالية . و نزل محمد للحديث معهم . ثم عرفت منه انهم يراقبون العم فليب مضوي غبوش آدم . أحد رجال الأمن كان يتظاهر بأنه مجنون , كان يجلس أمام منزل الأب غبوش . و صار الأب فليب غبوش يدعوه لدخول الدار و يتبسط معه و يطعمه . و بعد فترة أفهمه بأنه يعرف انه رجل امن , و لكن البيت بيته . . لقد تفرقت تلك الأسرة . وتفرق اسحق و يعقوب بين لندن و أمريكا و صارت سارة و يوسف و أمهم في امريكا و يذكرهم أهل امدرمان لأنهم من رحمها . و جدهم من جهة الام عبد ربه كان أحد مشاهير امدرمان و اشتهر بالأغنية التي كنا نغنيها في الخمسينات و نحن صغار ( يا عم يا عم شبط النايلون بي كم ... بي خمسة و سبعين و عشان خاطرك يا جميل بي خمسة و عشرين ) . و الأغنية على رزم السامبا و الرمبا التي اشتهرت قديماً .. العم عبد ربه , الذي كان كفيفاً , كان يرتدي جلباباً و برنيطة مثل التي كان يرتديها رجال الصحة او موظفي الدولة في السودان .. و كان بالرغم من فقدانه نعمة البصر , مرحاً بشوشاً . و كان له مقدرة خارقة في رواية النكتة . و كان لا يتقدم الى بضع خطوات حتى يستوقفه الناس و يبادرونه بالتحية و يطالبونه برواية آخر النكت . و كان له رصيداً لا ينضب . و بعض النكات من تأليفه الخاص . و رسالته كانت اسعاد الآخرين .
الابن نوح
حوش الارسالية من الداخل
الاخت آمال بوليس
أحدث المقالات
- عاصفة التغير بقلم Suliman Osman
- الذكرى السنوية لمجزرة الدوايمة المنسية بقلم د. غازي حسين
- كمال عمر يكشف عن خطط المؤتمر الشعبي لاستغلال الحوار الوطني بقلم حسن الحسن
- ابرد .. في صوت طلقة ودبابة ! 2 / 3. بقلم . أ . أنـس كـوكـو
- مافشل فيه المؤتمر الوطني ... أنجزه المنشقون عن الأصل بقلم صلاح الباشا
- فاطمة أحمد ابراهيم تسلم عليكم كوووولكم !! بقلم خضرعطا المنان
- صُناع أزمات لا رجال بطولات بقلم كمال الهِدي
- الحركة الشعبية شمال ... والنهاية الابدية بقلم بقلم الاستاذ. سليم عبد الرحمن دكين لندن بريطانيا
- لماذا رحب الأردن بتصريحات نتانياهو؟ بقلم د. فايز أبو شمالة
- أبكي كبكي.. شلالو يبكي بقلم نور الدين محمد عثمان نور الدين
- أحلى مؤامرة !! بقلم صلاح الدين عووضة
- توحيد الجبهة الثورية لماذا..!! بقلم عبد الباقى الظافر
- منصور خالد .. مرة أخرى بقلم الطيب مصطفى
- ( أعمل رايح ) بقلم الطاهر ساتي
- الرأي والرؤية وأزمة الإنتماء الوطنى!! بقلم حيدر احمد خيرالله
- المسؤلون في الدولة: هل يدفعون الضرائب في بلادنا ؟؟!! بقلم احمد حسن كرار
- السرطان- منتج خبيث آخر من منتجات نظام الانقاذ! بقلم عثمان محمد حسن
- العهر بالكلمات بقلم عبدالله علقم
- القيادة (المٌكلفة) للحركة الشعبية تَفّصِل دكتور أبكر آدم إسمّاعيل..وآخري بقلم عبدالوهاب الأنصاري
- الانتفاضة الثالثة انتفاضة الكرامة (16) مشاهدٌ يومية وأحداثٌ دورية بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي
|
|
|
|
|
|