|
مكتــوم
|
مكتــوم (الشعـر الحـرام)
هو من عرفــت مراسـه من بدء أيام المخاض وأملت أن يلقى حظوظ السعد أن يرقى المــآلات العــراض قد كــان شغل الأمس كل الأمس جيّاش الوفـاض وعهدته في اليفـع تواقاً إلى الألـق المفـاض قد كان خوفي أن يـري منه (انتفاض)
فذهبت أرفده من الإرث الذي افترض الجلال فشأنه (في قومنا) شأن الرجال
سأل الصحاب في البدء لم أدر المقال أطلقت ذاك الاسم إذ كثر السؤال أسميته (مكتوم)
أسماؤنا محض اصطلاح ما كانت الأسماء تروينا (القــراح) لكنها تغني اجتراح البوح إن عزّ الصّراح
مكتوم كان طوقاًً من الأحلام يجتاح الخيال لحناً من الأنغام والشّعر الزلال كوناً من الأفراح والعمـر المثال ذوقاً من الأطياب كالشّهد الحلال
مكتوم كان يبدي المهابة صمتـه والسّمت عال إن المذاعـة سبــة لا تستطاب
لكنه في الحالة الأولي تغشّاه اكتئاب قد رحت أرجو الطب لم يجد الطّباب وأجرب الملهاة تعزيـة, وآخر أمـــره مكتوم غـاب
مرت سنــون العمر قد طال الغياب وأشق ظهر الأرض لا القي الجواب وأسائل الغادين لا ألقي الجواب وأهيم لا ألقى سوى, (مكتوم غــاب)
لكنـه في الجمعة الأولي تنفض يستفيق وأهـل رسـم بشارة طبعت على وجه الرفيق
من أين جئت أناسك يهوى السياحة في مجـاهيـل الطريق أم أنك (الدرويش) في الأسبال يعتنق الطهارة أم غـريق؟ أم كنت (أهل الكهف) ويحك يا فتى هل غبـت في غور عميق.
فتلفت المسكين يرهب همستي و يرى السؤال كالـزّيـف كالأطياف كالأمر المحال واحتار أي القول أحرى أن يقال؟ واختار قول الصدق من حق الصديق
ها قد أتيت أصاحبي ها قد أتيت ولأيـن يا مكتوم كانت وجهة السفر السحيق قل لي بربك صاحبي ما كان يرجى منك أن تجفو الرفيق
فأطل قال: ما غبت يا مسكين إني لا أزال الهائم المفتون في نسم الشّمال كان اعتكاف الزّهد في صوغ الكمال
مكتــوم عــاد وأطلّ مهتاجاً له زهو الجيـاد يهتز ذات الهــزة الأولي ويغوى في ازدياد وله اتقاد البرق بالومض الشديد قـد عدت بالأنـواء يا لك من عنيد رغم الأسى المبذول والدهــر الحـداد
قد عـدت يا مكتوم في زمن الشقـاء أفـبـعـد هجري الزهو في درب الفنـاء؟ هل عدت يا مكتوم, فورة كبرياء؟
فقـال لا الحــق لا إني سموت إلى نهايات الوفاء المــوت مـمـتـنـعٌ على فلا أزول
لكنني أبقى كـسـرّ لا يـبـارحـه الخـفــاء
|
|
|
|
|
|