مقتطفات من كتاب الطباشيرة والكتاب والناس- 5

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-19-2024, 10:17 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-29-2016, 11:01 PM

هلال زاهر الساداتى
<aهلال زاهر الساداتى
تاريخ التسجيل: 10-26-2013
مجموع المشاركات: 191

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
مقتطفات من كتاب الطباشيرة والكتاب والناس- 5

    10:01 PM March, 01 2016

    سودانيز اون لاين
    هلال زاهر الساداتى-
    مكتبتى
    رابط مختصر

    في جنوب دارفور

    مذكرات مدرس قديم

    أصبحت مندوب مكتب تعليم جنوب دارفور بوزارة التربية والتعليم بتخويل ان أنجز أي موضوع وأوقع بالنيابة عن مساعد محافظ التعليم بجنوب دارفور ، وكان أنشآء المكتب بنيالا يستدعي السرعة في أنجار الأعمال ، وعثرنا علي وسيلة اتصال سريعة لتبادل المكاتبات وهي تضمن لنا الأتصال في نفس اليوم أو في اليوم التالي علي أرسال الشيئ المراد أرساله ، فقد كانت هناك ثلاث سفريات بالطائرة لنيالا من الخرطوم في الأسبوع وتقلع الطائرة في السابعة صباحا" من مطار الخرطوم ، وكنت أذهب مبكرا" الي المطار وأعطي الخطابات لأحد المسافرين وأطلب منه أن يسلمها للأستاذ الطيب أو لمكتب التعليم بالقرب من السوق ، وكانت المكاتبات تصلني من نيالا بنفس الطريقة ، وكان كل من قصدناه متحمسا" لأدآء هذه الخدمة فقد كانوا فخورين بمكتب تعليمهم الجديد وبالأستاذ الطيب الذي نال ثقتهم وتقديرهم ، ووفرت لنا هذه الطريقة التأخير في البريد العادي والذي أصبح سمة غالبة ، واستدعي تشعب وكثرة العمل الذي كان أكثره ميدانيا" من الذهاب الي مصلحة المخازن والمهمات ومصلحة النقل المكانيكي والمسبك المركزي لعمل أختام للمكتب مما يستدعي متابعة شبه يومية ، وأتاحت لي هذه المتابعة الألمام بعمل وأقسام مصلحة المخارن والمهمات والتي تحتل مساحة واسعة وبهاعديد من الأقسام المختلفة والمستودعات الهائلة والمصلحة تمد كل وزارات الحكومة بجميع الاصناف التي تحتاجها من أثاثات وحقائب جلدية وملابس رسمية ودفاتر حسابات وعشرات الأصناف والتي تصنعها في ورشها ويسيرالعمل فيها بدقة وانتظام وجودة عالية في أنتاجها ، وهي تشحن وترحل هذه الأصناف الي جميع أرجآء السودان من حلفا الي جوبا ومن بورت سودان الي الجنينة .

    أنها حقا" مفخرة للعاملين فيها من صناع وحرفيين وموظفين وخفرآء ، واسترعي أنتباهي وأعجابي جماعة من الشبان العميان يعملون في تعداد الكراسات كل مائة منها في رزمة وحزمها وهم يؤدون عملهم بسرعة وأتقان دونها كفاءة المبصرين وهذه محمدة للقائمين علي قيادة المخازن والمهمات أن أتاحوا الفرصة لهؤلاء الشبان ليعملوا ويكسبوا من عمل أيديهم ، وانضم الي في المكتب زميل وزميلة من كادر الأبتدائي حالت ظروفهما من الذهاب الي نيالا وكانت الزميلة ـ لحسن الحظ ـ تتقن الكتابة علي الآلة الكاتبة مما كفانا( الشحدة ) لطباعة مكاتباتنا لدي كتبة الوزارة ، وخفت أعبائي كثيرا" ،

    ووجدت معاونة حقة من الأستاذ الكبير احمد حسن فضل السيد ومساعده الأستاذ مصطفي اللذين كانا يسيران مكتب شئون الجنوب بالوزارة فقد أعارونا كثيرا" عربتهم اللاند روفر ولعل الصداقة التي كانت تجمع بين الأستا ذين الطيب عبدالله واحمد حسن منذ عملهما فترة طويلة في الجنوب الأثر في التعاون الذي وجدناه ،ولا يفوتني هنا أن أنوه بالمحبة والتقدير التي ىظهرها الجنوبيون للاستاذ الطيب ، وكان وهو في الشمال يقصدونه في حل مشاكلهم ولقد رأيت الرجل ينفق من جيبه لمن يقصده معسرا" وهو رجل موظف لا يملك من حطام الدنيا ألا راتبه!

    أول ما زاولت عملي بالوزارة كنت أقتسم المكتب مع ثلاثة من الزملآء ، أحدهم كان ملحقا" بمكتب المسؤول عن التعليم الأوسط ، والثاني كان في حالة ( تجمد) أي لا عمل له وهو ذو درجة وظيفية عالية فقد نقل الي أحد مكاتب التعليم الجديدة واستأنف قرار النقل نسبة لظروفه العائلية الخاصة وكان يقرأ كل الوقت في ديوان الشاعر ابراهيم ناجي ، وحسم أمره أخيرا" بتكليفه رئاسة قسم التعليم الشعبي بالوزارة ، وهو شخصية ظريفة سا خرة وكان فى حالة فلس دائمة فقد رزقه الله بقبيلة من البنين والبنات وكان هو نفسه صاحب مزاج ينفق عليه وينفق أيضا" أيضا"علي سيارته التي أكل الدهر عليها وشرب ، وكان ينظر الي نظرة ذات معني فيها الحيرة ويسألني بكلمة واحدة وهي ( وبعدين ) وارد عليه (كراع جادين ) ، وهي مقولة حفظناها ، ويرد علي ( هو جادين ده ذاته وين جيبو لي الأول قبل كراعه )ونضحك ، أما زميل المكتب الثالث فقد كان طويلا" متينا" بشوشا" وقارئ ذواقة وكانت تربطه بوكيل الوزارة قرابة وثيقة ، ولكنه كان يعاني من مرض انفصام الشخصية ، فمرة ترآه هادئا" لطيفا" ومرة ترآه هائجا" كالبحر ، وذات مرة جاء حاملا" في راحة يده سكين ذراع في جفيرها ودخل الي المكتب ووضع السكين امامه علي مكتبه وأقفل بابي المكتب من الجانبين وعلق لافتة علي الباب كتب عليها ( اجتماع) أ ثم أخذ يتكلم ويصرخ في التلفون طالبا" من عامل الكبانية أماكن غريبة مثل ( أدينى الخياط الجنب شاطي البحر) ، ثم قام مهرولأ" وعاد بعد مدة حاملا" اربعة مجلدات من مكتبة الوزارة يفتح الواحد بعد الآخر ويشتم في الانجلبز وغردون وكتشنر ، وفي مرة وهو يذرع الوزارة جيئة وذهابا"قابله الوزير وابتدره بالتحية ورد عليه بقوله بالانجليزية أهلا" بالوزير الميت وكان يذهب للعلاج عند الدكتور بعشر ، كما أن أخاه الكبير جعله يقرأ القران شطرا" طويلا" من الليل كما أخبرني بذلك ، وقد قابلته بعد عدة سنوات بسوق امدرمان الكبير وقد هزل جسمه وحلق مقدمة شعر رأسه بالموسي واستبقي بقية شعر رأسه كما هو واخبرني أنه أحيل علي المعاش .

    قبل انقضاء العام استدعاني الاستاذ الطيب الي نيالا لزيارة مدارس المنطقة للتوجيه ولكتابة التقارير السنوية عن المدرسين من أجل علاواتهم السنوية والترقيات ، وكذلك للاستعداد لحضور اللجنة الأستشارية للتنقلات بالوزارة والتي تنظر في أمر نقل المعلمين في جميع مدارس السودان ، أي أصدار الكشف العام لتنقلات المدرسين بين المحافظات وبعد ذلك تصدر مكاتب التعليم كشوفاتها المحلية لتنقلآت المدرسين داخل المحافظة واستيعاب المنقولين الجدد من خارج المديرية أو المحافظة .

    وبعد ساعتين من الطيران حطت الطائرة في مطار نيالا ويمكن أن تطلق عليه مطار تجوزا" فقد كان مساحة ممهدة من الارض محاطة بسلك شائك من ثلاث جهات ويوجد به صالة صغيرة معروشة بها دكة من الأسمنت ، وعلمت فيما بعد أن المطار قد أكتمل تشييده وصار مطارا" بحق ، ووجدت في استقبالي الأستاذ الطيب عبد الله يعقوب مساعد المحافظ للتعليم و معه اثنان من موجهي المكتب ، وكذلك صهري القاضي محمد عطا ومعه اثنان من القضاة وكان هناك جمع من المستقبلين للطائرة ، وتنافست المجموعتان في استضافتي والذهاب معهم ، وحسمه الأستاذ الطيب بانني سأنزل معه في منزله الليلة علي الأقل ولي الخيار في اختيار منزلتي بعد ذلك ، وذهبنا الي منزله وقدمني الي زوجته ، وتصادف أن كانت هناك ازمة في الخبز في نيالا واتحفتنا زوجته بعشآء لذيذ من دمعة الدجاج بقراصة القمح ، وأفطرنا بعصيدة بملاح التقلية ، ولما كنت تعودت علي الأفطار بعد التاسعة صباحا" قال لي الطيب أن أجرب الأفطار في الصباح قبل الذهاب للعمل ولن أخسر شيئا" وعملت بنصيحته ووجدت ذلك شيئا" مريحا" وعمليا" ويكسب المرء طاقة جديدة لأداء عمله بنشاط ويكسبه ساعة من الزمن الذي يضيع في الفطور ، وهذه الساعة تمتد الي ساعتين في دواوين الحكومة .

    بما أنني كنت أكبر الموجهين درجة فقد كلفت بأن أكون كبير موجهي المرحلة المتوسطة ، وتنقلت مع مساعد المحافظ في مكاتب التعليم وعرفني بالزملاء في الأقسام المختلفة ، وكان هناك ثلاثة موجهين بالمرحلة المتوسطة وموجه مقيم بالمكتب ، ومن المصادفات السارة وجدت أن مدير الأدارة العامة بالمكتب أستاذي احمد شرف الدين الذي درسني الأنجليزي في السسنة الثانية أبتدائي ( متوسط) بمدرسة الأحفاد الأبتدائية قبل ثلاثين عاما" ! واجتمعت بالموجهين ووضعنا خطة لزيارة المدارس حتي نهاية السنة للتوجيه وكتابة التقارير عن المدرسين في المحافظة ، وكان علينا أن نحصل علي تصريح بكمية البنزين اللازمة للعربة للقيام بهذه الجولة واتي تستغرق منا حوالي الأسبوعين ، واصطحبني مدير الأدارة التعليمية واستاذى السابق احمد شرف الدين الي المدير التنفيذي للمحافظة وقدمني اليه بشيئ من الزهو بقوله زميلي وتلميذي كبير موجهي المرحلة المتوسطة وطلب منه كمية البنزين اللازمة ، وصدق لنا ببرميلين من البنزين ، وقسمت الجولة الي أسبوعين تبدأ بأسبوع ثم الرجوع الي نيالا للمكتب لمدة يومين لكتابة التقارير ثم تبدأ الجولة الثانيىة .

    ذهبت ومعي الموجهين الثلاثة بعربة اللاند روفر الأستيشن الحديثة الجديدة وبدأنا الجولة ببلدة كاس التي بها مدرسة للبنين واخري للبنات ومنها توجهنا الي زالنجي ، وكنت الي جانب توجيهي الأنجليزية اطلع واراجع الدفاتر المالية ودفاتر المخازن والغذاءاىت وواصلنا السير الي زالنجي والطريق اليها وعر وعبرنا بجزء منه يسمي ( الفرناغة ) وفيها الأرض تتكون من تراب ناعم كالدقيق تكاد أطارات السيلرة تغوص فيه الي نهايتها ويتسلل التراب الي داخل السيارة بالرغم من اغلاق زجاج السيارة باحكام ، ويتحالف الغبار مع الحرارة ليجعل داخل السيارة لا يطاق ، وخرجنا بعد نصف ساعة من السير في هذه الفرناغة العذاب ، وتوقفنا وخرجنا من السيارة وكان منظرنا مضحكا" فالتراب يغطينا ويغطي ملابسنا من رؤوسنا وألي أقدامنا وكأننا كنا مدفونين في التراب واستمرينا في الرحلة وانقلب الحال غير الحال فقد صفا الجو وسخت الطبيعة واعتدلت الحرارة كلما أقتربنا من جبل مرة وعندما أرتقت السيارة الجبل وجدنا الخضرة قد كست كل شيئ حوالينا وفي الحقيقة ينبغي أن يطلق غلي جبل مرة أسم سلسلة جبال مرة لأن الجبل يمتد لمسافة سبعين كيلومترا"والطريق عبر الجبل لا يخلو من خطورة خاصة للسائق الذي لم يسلك الطريق من قبل ، فيوجد في قسم من الطريق منحني علي زاوية قائمة فتري الطريق ممتدا" أمامك ولكنه في الحقيقة ينحني بزاوية حادة ويأخذ اتجاها" في أمتداد آخر ، والطريق الذي يبدو ممتدا" أمام الرآئي يقود الي هوة سحيقة أسفله ، وحدثت حوادث مروعة لسيارات وشاحنات هوت الي قاع الهوة ومن تلك الحوادث الفاجعة ما حدث لطلبة من كلية الطب في جامعة الخرطوم كانوا في رحلة الي جبل مرة وكان سائق عربتهم التي جاءوا بها من الخرطوم يسير في نفس الطريق وهوت السيارة بهم في الهاوية ولقوا حتفهم جميعا" ، واطلق السكان المحليون علي تلك البقعة مقبرة الطلبة ، ولا أدري لماذا لا يضع المسئولون علامات تحذيرية وعمل سياج متين في آخر الطريق يحمي السيارات من السقوط في الهاوية! واجتزنا تلك المحلة بسلام لأن سائقنا كان متمرسا" واجتاز هذا الطريق في مرات عديدة من قبل ،وتوقفنا عند بلدة نرتتي في الجبل وقبل أن نصل أليها أجتزنا ما يشبه النهير لميآه صافية شفافة تجيئ من نبع في أعلي الجبل ، وفي نرتتي تجلت الطبيعة في أحلي صورها فقد كان مجري من الماء مثل الخور يشق البلدة ويخترق البيوت في جداول وتنمو في كل بيت حديقة غناء من اشجار الفاكهة والخضروات وهنا تنموا فواكه منطقة البحر الأبيض المتوسط والمناطق الباردة مثل البرتقال أب صرة والتفاح ، أما الطقس فأنه معتدل يميل الي البرودة كلما ذهبنا علوا" في الجبل ، ولاحظت في السوق انهم لا يبيعون السجاير والتنباك في السوق ولا يتعاطونها لأنهم يعتقدون انهما حرام مع انهم يزرعون التبغ أو التنباك وتكاد تكون دارفور الوحيدة في السودان التي تصدر التنباك لأنحائه ! وواصلنا مسيرتنا الي زالنجي التي تعتبر من أكبر مدن دارفور وفي طريقنا اليها رأينا مبني كأنه قلعة في بقعة موحشة عرفنا انه سجن زالنجي ، وهذا السجن رحل اليه حكام نظام الفريق ابراهيم عبود من الجنرالات عقب ثورة أكتوبر 1964 م ، وحدث حينذاك أمر يبعث علي الدهشة والتأمل فقد رفض المساجين من المجرمين أن يكون معهم في السجن اولئك الحكام ! ! ووصلنا زالنجي والمدينة تقع علي هضبة وتنتشر الخضرة في كل مكان وكان بها مدرسة متوسطة كبيرة ذات داخلية للبنين وأخري للبنات وكذلك مدرسة قارسلا الجديدة ، وكان للمدرسة الحكومية منازل عديدة ، وافردوا منزلا" منها للموجهين الثلاثة ونزلت أنا مع مدير المدرسة ( العزا بي ) في منزله الحكومي وكنا نجتمع فيه لتناول الطعام والذي كانت تعده لنا زوجة مدير مدرسة البنات ، وجاءنا موظف من البنك الوحيد بالمدينة ودعانا للعشاء بأسم موظفي البنك ، وذهبنا الي دارهم وكعادة السودانيين أعدوا لنا ذبيحة كما أعدوا كراتين الشرلب وتصاعد دخان الشية ( الشواء و عشوا ) مولانا موجه الدين والعربي وغادر الي الدار للنوم ، وطابت الجلسة ، وما أن حانت الساعة العاشرة ليلا أعتذرت للمضيفين عن الاستمرار في السهرة اللطيفة وطلبت من الزملاء الأنصراف لأنه ينتظرنا عمل كثير في الغد وانصرف الزملآء علي مضض وكان مدير المدرسة أكثرهم مضضا وكان مشتهرا" بحب الشراب وقد نقل من الخرطوم لهذا السبب ، وفي المنزل كنت أسمع صوته يأتيني من داخل حجرته وهو يحتج ( انحنا طلبة في داخلية ينومونا من الساعة تسعة ) وأنا أستمع اليه واضحك وظل في كلامه مع نفسه الي أن نام .

    وفي الغد انقسمنا الي فريقين ذهب الأول الي مدرسة البنين والثاني الي مدرسة البنات ، وأمضينا ثلاثة أيام حتي فرغنا من اعمالنا ، وفوجئت وصدمت عندما وجدت كثيرا" من الطلبة يجلسون علي صناديق الشاي الخشبية أو الصفائح الفارغة ويكتبون واضعين كراساتهم علي حجورهم وهكذا الحال في مدرسة البنات وضمنت هذا الحال المزري في تقريري عندما عدنا ووجدنا الحل لذلك وسأبينه لاحقا" . وأنهالت علينا الدعوات ـ دعوة شاي من مدير مشروع السافنا ودعوة غدآء من كبير تجار البلد ودعانا الشيخ ابو شوارب أكبر تاجر في دارفور في داره العامرة للغدآء ودعاجميع وجوه المدينة وموظفيها ، وهذا الرجل الشهم منجم من الكرم والهمة فقد قام بمفرده بتشييد مبني لمدرسة ثانوية في زالنجي علي نفقته الخاصة ، وهي أول مدرسة ثانوية تنشأ في زالنجي ، ودعانا آخرون سقطت من الذاكرة أسماؤهم بطول المدة ، وكان للموجه مولانا مزرعة بن بالبلدة وارانا لها و كانت تلك أول مرة نري فيها شجرة بن وأخذت حبات خضرآء منها ، وقضينا الثلاثة أيام في عمل وتلبية دعوات ، وقفلنا راجعين ، ومنحنا أنفسنا راحة لنقضي الليلة في استراحة بالجبل ولنشاهد معالم الجبل عن كثب ، وتسلقت العربة اللاند روفر الجبل تسلقا" في طريق متعرج مليئ بالصخور والحجارة فكانت السيارة تثب وثبا" فوق الصخور مستخدما" السائق مغير السرعة الذي يسمونه ( ترس القوة ) وهو يجعل السيارة تسير في الرمل والطين والصخر ، ووصلنا الاستراحة الحكومية والتي كانت مهيأة بالأسرة والفراش وبها خفير وفراش . كان الجو باردا" وقضينا الليل نتقلب من البرد وأصبح الصبح ووقعت أنظارنا علي أروع منظر يمكن أن يصافح العيون فالأزاهر من كل لون في كل مكان وأريجها يعطر الجو وخضرة الأشجار زاهية ونظيفة وكأنها غسلت بالماء والصابون ، وشقشقة الأطيار تطرب السمع وكأنها أوركسترا موسيقية تعزف ألحانا" عبقرية ، وذهبنا الي موقع البحيرة غير بعيد من الأستراحة وهي بحيرة وسط الصخور تنبع من باطن الأرض وتغذيها مياه جارية من قمة الجبل والبحيرة تحوطها الأشجار والأزهار من كل جانب ، ومياه البحيرة صافية شفافة وسموها بركة الفيل كما حدثنا الخفير لأن فيلا" غرق فيها فمياه البحيرة عميقة وقال لنا الخفير أن كبرآء ورؤسآء الدول يأتون بهم الي هنا ويضربون لهم فسطاطا"أي سرادقا"بجانب البحيرة وكانوا جميعا" مسحورين بجمال وروعة المكان واستمتعنا بذلك المحيط الشاعري الجذاب الذي يغسل من الروح منغصات الحياة وأوشاب العيش ! وقفلنا راجعين الي نيالا عبر الطريق الوعر وخائضين بسيارتنا الفرناغة اللئيمة ! وقدمت تفريرا" لمساعد المحافظ للتعليم كتابة وشفاهة وليس كل ما يعرف يقال شريطة أن لا يخل المسكوت عنه بسير العمل وذكرت له سوء الحال من جلوس التلاميذ والتلميذات علي صناديق الخشب والصفائح وهي حالة ملحة تستوجب حلا" سريعا" ، وأذا طلبنا الكراسي من الوزارة التي تطلبها من المخازن والمهمات في حالة توفرها ، فأن هذه العملية تأخذ وقتا" طويلا" وربما تصلنا في العام الجديد ، وقلت له لماذا لا نقدم عطاءآت لتصنيعها أو شرائها محليا" حسب ما نضعه من مواصفات ونكون حققنا بذلك أو نكون قد أصطدنا عصفورين بحجر واحد وهما أولا" قلة التكلفة المالية وثانيا" سرعة الأنجاز والتسليم ، وقال لي لماذا لا نصنعها نحن في مكتب التعليم وتكون لنا ورشتنا الخاصة ما دام لنا بند للأنشآء في الميزانية ، ثم أن المديرية تزخر بالأخشاب ، ووافقته بحماس علي هذه الفكرة وبعد الحصول علي التصديق من المحافظ شرعنا في العمل وبعد وقت قصير تمكنا من أجلاس معظم تلاميذنا علي كراسي وما يزال العمل جاريا" لتغطية جميع المدارس التي تعاني من نفس المشكلة .

    كلفت برئاسة لجنة قبول التلاميذ والتلميذات بمنطقة الضعين ويوجد بمدينة الضعين مدرستان متوسطتان للبنين ومدرسة متوسطة للبنات ، وحجز لي المكتب قمرة نوم بالقطار الي الضعين وهذه القمرة كانت في الماضي قمة في الرفاهية وكانت آخرمرة لي لركوب القطار قبل تسع سنوات علي هذه الدرجة ووجدت الحال غير الحال في ذلك الوقت ، فغطآء السرير ممزق ومتسخ والقمرة مظلمة والمروحة لا تعمل ولايوجد ماء في الترمس بل لا يوجد ترمس أصلا" ، وقلت في نفسي اذا كانت هذه الحال في قمرة النوم فكيف يكون في الدرجات الثانية والثالثة والراابعة؟ ! سؤال لم يحتاج الي أجابة فأن عدد الراكبين فوق سطح القطار كان أكثر من الركاب المحشورين داخله كالسردين ! وتحرك القطار بعد ساعتين من موعده المضروب وقطار نيالا يشتهر بتسكعه وابطائه في سيره ولا يعلم أحد متي يصل الي غايته ألا علام الغيوب وخاصة في فصل الخريف ، ووصل القطار أخيرا" الي مدينة الضعين ووجدت في انتظاري مدير المدرسة الحكومية المتوسطة الأستاذ محمد يعقوب زريبة

    والذي استضافني بمنزله ، وهومدير مقتدر وشخصية محترمة في البلدة وكان المكتب في نيالا يعتمد عليه في مدينة الضعين وذلك قبل أن يفتح المكتب فرعا" له هناك ، وفي الغد عقدنا اللجنة التي كان من اعضائها مديرا المدرستين المتوسطتين واثنان من الأعيان وفرغنا من قبول التلاميذ في جلسة ممتدة من الصبح وحتي الواحدة بعد الظهر ومن هناك توجهت الي مدرسة البنات المتوسطة وكان معي مدير المدرسة والذي للمصادفة كان من أبرز المعلمين في مدرسة العيلفون المتوسطة عندما كنت ناظرا" لها قبل خمسة عشر عاما" ، وحدث هنا ما حدث في القبول للداخلية بمدرسة بورتسودان الحكومية قبل ثمانية عشر عاما" فمن شروط القبول للداخلية أن لا يكون أهل أو التلميذة من سكان المدينة ، وأصرت أحدي أمهات التلميذات علي أن تقبل أبنتها بالداخلية وحاولت أفهامها بأن أ بنتها لاتستحق القبول بالداخلية ، وأسر لي المدير بأن البنت يتيمة الأب وتعيش في قطية مع أمها تحت خط الفقر وأن الأم تبيع الفول والتسالي واللالوب والأم تغيب طول النهار وجزءأ" من الليل في طلب الرزق وتترك البنت بمفردها وهي في طور المراهقة ولا تأمن عليها ، ووعدتها بأن أنظر في أمر أبنتها بعد أن نفرغ من قبول المستحقات واللائي حالاتهن أكثر ألحاحا"من حالة ابنتها لأن الكثيرات يأتين من أماكن وبلدان بعيدة وليس لهن أحد في المدينة ، وفرغنا من القبول وراجعت عدد المفبولات بالداخلية ووجدته مكتملا" واذا قبلت أبنة المرأة فسيزيد العدد واحدا" فوق المصرح به بالقبول ، وقبلت البنت وخرجت من هذا المأزق بكتابة ملحوظة تقول بان تقبل البنت فوق العدد المحدد نسبة لظروفها الخاصة وبعد تصديق مساعد المحافظ للتعليم وكان أن صادق الأنسان مساعد المحافظ للتعليم علي قبولها .

    عدت الي نيالا واوفر علي نفسي وعلي القارئ وصف رحلة العودة بالقطار فقد كانت أسوأ من رحلة الذهاب ـ أنه قطار نيالا وكفي ـ . ذهبت الي وزارة التربية والتعليم بالخرطوم ممثلا" لمحافظة جنوب دارفور في اللجنة الأستشارية لتنقلات مدرسي المرحلة المتوسطة ، وهناك لجنتان أخريان للمرحلة الثانوية والمرحلة الأبتدائية ، وذهبت مزودا" بالأحصاءآت والمعلومات في النقل عن المدرسين وعن أحتياج المحافظة من مدرسي التخصصات المختلفة للمواد ولطلبات الراغبين في النقل الي المحافظات ألأخري ، وكانت هذه أول مرة أشارك فيها في هذه اللجنة ، وافتتح الجلسة الأولي وكيل الوزارة مرحبا" بنا ومتمنيا" لنا التوفيق في مهمتنا ومذكرا" لنا بأن نلتزم الدقة والنزاهة في عملنا وملتزمين بالسرية التامة الي أن يصدر كشف التنقلات بعد اعتماده من الوكيل والوزير في صورته النهائية ، ولا أريد أن أدخل في تفاصيل العمل ولكن ألقي الضوء علي جانب واحد وهوطلبات النقل للراغبين في النقل من محافظاتهم الي محافظات أخري فأن كبير الموجهين للمحافظة يعرض الطلب علي الأجتماع ويذكر السبب أو الأسباب المصاحبة لطلب النقل ، ويناقش المجتمعون الطلب ثم يقررون قبول الطلب أورفضه وتعرض وتناقش كل حالة علي حدة ، وهناك طلبات يقدمها ممثل المحافظة لنقل مدرس من محافظته وتحضرني حادثة طريفة فقد قدم ممثل أحدي المحافظات أسم مدرس للنقل من محافظته وطلب وأصر علي نقله الي جنوب دارفور ، ووجدت الحضور يضحكون ويتغامزون فخمنت أن في الأمر شيئا" ، وسألته عن أصراره علي نقله الي جنوب دارفور بالذات والمدرس ليس من المنطقة وانني لن أقبل نقله ألينا الا اذا بين لي السبب الحقيقي لنقله ، وآزرني بعض المجتمعين ، وأخيرا" كشف عن المستور وقال أن ذلك المدرس من النوع الشاذ السلبي جنسيا" ، وأن الناس في جنوب دارفور لا يعرفون الشذوذ الجنسي ولو فعل فعلته تلك هناك فربما يتلقي طعنة سكين أو ضربة عكاز تريح الخلق منه ، وزاد ضحك الجميع ، ورددت عليه قائلا" أنه بدلا" من أن نعرض حياة هذا المبتلي للهلاك فأن لم نستطع تقويمه فلا يحق لنا أن نضيع عمره ، وأنني بدلا" من ذلك أقترح أن ننقله الي محافظة كبيرة وسيذوب وسط الملايين فيها وارشح محافظة الخرطوم ووافق الأجتماع غلي ذلك رغم احتجاج كبير موجهي الخرطوم ، وحدثني الأخ كبير موجهي محافظة شمال دارفور عن مدير مدرسة يريد أن ينقله ألينا في جنوب دارفور وهو من زالنجي ونقل تعسفا" الي الجنينة ونتيجة للظلم فقد صار يشرب كثيرا" من الخمر وخشي عليه من التلف وعرفنى بأسمه وهو ابراهيم أبو الخيرات ، وعرفت فيه صديقي القديم عندما كنت ناظرا" لمدرسة الجنينة المتوسطة للبنات قبل عشر سنوات وجاء منقولا" ليفتح مدرسة هبيلة المتوسطة بمبني مدرسة الجنينة المتوسطة للبنين وعلمت قصته بعد ذلك فقد عين مديرا" لمدرسة زالنجي الحكومية المتوسطة بعد أن كان نائبا" في البرلمان عن حزب الأمة بعد حل البرلمان وفي زيارة للرئيس السابق جعفر نميري ومعه وزير التربية والتعليم الدكتورمحي الدين صابر قابلهم طلاب وتلاميذ المدارس بمظاهرة وكانوا يطالبون فيها بالكتب والأدوات ، واتهم الأستاذ ابراهيم بتحريض الطلاب علي التظاهر وأوقف من العمل وقدم لمجلس تأديب وبرأه مجلس التأديب ، ونقله الوزير الي الجنينة بتوصية ليبقي بها أبدا" ، وكان بين الوزير والمدير عندما كان نائبا" في البرلمان مشاحنات ، ونقلنا ابو الخيرات الي محافظة جنوب دارفور ونقلته الي موطنه زالنجي ومديرا" لمدرسته القديمة الحكومية المتوسطة ، وجاء الرجل الي نيالا وجائني ليشكرني ولم أكد أعرفه فلم يكن ذلك الرجل المتين البنية الذي عرفته فقد صار هزيلا" ترتجف يداه وعيونه محمرة ، وجلس مطرقا" ساكتا" لا يتكلم ، وتسقطت أخباره بعد عدة أشهر وعرفت أنه أقلع نهائيا" عن شرب الخمر وتحسنت صحته وعادت اليه حيويته .

    كانت هناك مشكلة مزمنة وشائكة تعانى منها الوزارة ولاتستطيع لها حلا" وهي وجود أعداد من المدرسين الذين يعانون من أمراض عصبية ونفسية ويخضعون للعلاج لمدة طويلة، وهناك فئة من المدرسين يدمنون شرب الخمر ، وهناك فئة ثالثة عديمي الكفآءة ومهملين ولا مبالين ، وجاءنا في الأجتماع توجيه مكتوب من الوزير يطلب فيه من كل محافظة أن تعد ثلاث قوائم ، واحدة تحتوي أسمآء مرضي الأعصاب والذين درج علي تسميتهم بالمجانين ، وقائمة ثانية بأسمآء المدمنين علي الخمر ، وقائمة ثالثة بأسماء المهملين والضعفآء في كفايتهم وأدائهم ، واعددنا القوائم ، وأصدر الوزير قرارا" بأحالتهم جميعا" للمعاش ، ووجد القرار أستحسانا" من أغلب المدرسين لأن اولئك المدرسين كانوا يسببون صداعا" مستديما" بما يسببونه من مشاكل في المدارس : وللحقيقة والتاريخ كان ذلك الوزير هو الدكتور منصور خالد والذي رأت وزارة التربية والتعليم علي يديه خيرا" كثيرا" من تنظيم للوزارة وأنصاف للمعلمين وحل المشاكل المزمنة وكل ذلك خلال الفترة القصيرة التي تولي فيها مقاليد الوزارة ، ولم تشهد الوزارة وزيرا" مثله في كفايته من قبل ومن بعد .

    أنفقنا واحد"ا وعشرين يوما" في أعمال لجنة التنقلات وكنا نجتمع في جانب قصي من الوزارة في قاعة مقفلة علينا ولا يدخل عليها أحد من الوزارة أو خارجها ، وكنا عندما يقابلنا أحد الزملاء من الوزارة ويسألنا عن شخص معين نعتذر له باننا أقسمنا علي المصحف الا نبوح بأي شيئ مما يدور في اللجنة ولا نصرح بشيئ الا بعد صدور كشف التنقلات من الوزارة ، وفي آخر يوم لنا في العمل أتي ألينا صراف الوزارة حاملا" في حقيبته المبالغ التي نستحقها من بدلات نقدية للسفر والمعيشة خلال الفترة التي قضيناها في أعمال اللجنة وكان زميل لنا في اللجنة قد أبرم معه هذا الترتيب علي أن يدفع كل واحد منا مبلغ جنيه واحد .

    لايستقيم أن أستمر في الكتابة عن أقامتي بنيالا دون الحديث عن أناس بعضهم أكرمني بأستضافتي في منزله ومنهم من كانت عشرتهم ومعرفتهم مكسبا" لي في رصيدي الأنساني من كرام الناس وبدون ترتيب أو تفضيل ، فعند ما نقل صهري مولانا القاضى محمد عطا والذي استضافني معه في منزل القضاة العزابة والذي كان يسكنه مع أثنين من القضاة الشبان الأفاضل ، و استضافني معه في منزله مولانا عمر المنا القاضي المقيم بنيالا وهو شاب جمع حكمة الشيوخ وحماس الشباب ويزين ذلك كرم فياض وثقافة ثرة ، وشخصية أخري رائعة وهو من ألطف خلق الله وهو قاضي المديرية مولانا عبد الله التوم وسبقت معرفتي به في حينا حي الضباط والآن بانت شرق بامدرمان وبوالده العم الوقور التوم صاحب دكان الحي، وأخوانه ومنهم اللاعب الشهير لاعب الكرة في فريق الموردة والفريق القومي عمر التوم ، ويرجع ذلك الي عهد طفولتنا : ويتميز مولانا عبد الله بكرم أصيل وتواضع غير مصطنع وتجد من معارفه واصحابه من كل الطبقات من الوجهاء الي الجزمجي عندما تراه مختلطا"بالناس في نادي البلد وأما عندما يجلس علي منصة القضآء فهو القاضى العادل الصارم المهاب ، وهو شعلة لا تهدأ من النشاط وقد كون فريق لكرة القدم من عواجير رؤسآء المصالح بنيالا أسمآه فريق الأحد وهو امتداد للفريق الأم في الخرطوم وكانوا يلعبون كرة القدم في استاد نيالا في يوم الأحد ، وكان القضاة يأكلون جميعهم في الميز ، وشاء ت الصدفة أن يكونوا كلهم عزاب وكان من عادتي وما زالت أن أخلد الي قيلولة بعد الغداء ولكن مولانا عبد الله جعلني بلطفه اتنازل عن ( النومة ) لالعب معهم ( الوست ) لعبة ورق اللعب المعروفة ، ولكن كنت ألعب بعقل نصف يقظ وتسببت بذلك لزميلي في اللعب في الهزيمة والتى ترقي أحيانا" الي درجة ( الأسنافيك ) وهي قمة الهزيمة في هذه اللعبة .

    ولا أنسى صديقي عوض سعد أختصاصي الأشعة بمستشفي نبالاوالذي تعود معرفتي به الي امدرمان وهو من ابنآء حي الضباط الذي قضيت فيه شطرا" من طفولتي في منزل جدي لأمي، وسعد شخص جاد في ظرف وكرم أصيل وكان لي أخا" عوضنيي عن أخوة الرحم وكنت أسهر معه في ليالي الخميس وتتحفنا زوجته الفاضلة بعشاء شهي وهي مديرة مدرسة نيالا الأبتدائية . كما قضيت شطرا" من أقامتي بنيالا مع صهري الصديق الكتور الطاهر اسماعيل سالم مساعد المحافظ للصحة في منزله بعد أن سافرت زوجته للخرطوم ، وهوشخص هادئ الطبع رفيع الخلق ، و عند سفره الي امدرمان لوفاة والده لمدة اسبوع أصر الدكتور جراح مستشفي نيالا ( الجنتلمان مستر احمد ) أن أقضي الأسبوع معه في منزله وهو أعزب . أما الزملاء في مكتب التعليم من موجهين وموظفين وكاتبات ، كانوا يؤدون أعمالهم باتقان وأخلاص ، ويقود هذه النخبة من العاملين الأخ الكبير الأنسان الطيب عبدالله ـ طيب الله ثرآه ـ وجعل الله صحبته مع الصديقين والشهدآء ، فقد وضع أساسا"متينا" قام عليه بنيان مكتب تعليم جنوب دارفور راسخا" شامخا" وضرب لنا مثلا" في تعامل الرئيس مع مرؤوسيه في السماحة مع الحسم والعدل مع الرفق وفعل ما ينفع الناس . .. وصدر كشف التنقلات ووجدتني منقولا" الي مكتب تعليم الخرطوم ، وأذنت شمس بقائي في نيالا بالأفول لتشرق من جديد علي موطني الصغير بأمدرمان حيث منبت وجودي وملاعب صباي ووثبات شبابي ، وها أنا أعود أليها بعد تجوال طويل المدي في أرجآء وطننا العريض الكبير وغادرتها في زهرة الشباب وأعود اليها في بواكير الكهولة ...

    هلال زاهر الساداتي

    28 فبراير2016

    أحدث المقالات

  • الانتهازيون والمداهنون للأنظمة الشمولية واغتيال احلام الشعوب
  • جمعية قطر الخيرية يدا بيد لأجل اليمن بقلم عواطف عبداللطيف
  • مخرجات الهراء الوطني..!! بقلم نور الدين عثمان
  • سبعة أيامٍ فلسطينيةٍ في تونس بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي
  • عرمان و عقار عاريين، الا من زينب كباشي بقلم سيد علي ابوامنة
  • وهناك مسؤول آخر ..!! بقلم الطاهر ساتي
  • واصلاح العجز (2) اللهم إني شاتك بقلم أسحاق احمد فضل الله
  • الغابة !! بقلم صلاح الدين عووضة
  • معارضة ناقصة الدسم..! بقلم عبد الباقى الظافر
  • لماذا تعقيد ملف السدود؟! بقلم الطيب مصطفى
  • رغم أنف التفاؤل !! بقلم حيدر احمد خيرالله
  • لو صدقت أن الجميل يطير لا أصدق هذه. بقلم كمال الهِدي
  • يا لخيبتنا في بروفيسر يوسف فضل وأستاذ الفلسفة كمال شداد
  • حول قوى المستقبل للتغيير ألسودانى ألثورة والثورة المضادة























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de