بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله فضيلة الأخ الدكتور سلمان محمد أحمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته قرأت اليوم فقط من سودانيزاونلاين مقالتكم الشجية في وداع رفيقة العمر الوفية أحسن الله عزاءكم فيها وجبر كسركم بفقدها وقد أوفيتها فيها كثيرا من حقها وحقها أكثر من ذلك بكثير فهي فقيدة للوطن بأسره لا لأسرتكم وحدها وعسى أن يكون ذلك أبلغ عزاء فيها. وقد استنشد عمر رضي الله عنه متمم بن نويرة رضي الله عنه مرثيته في أخيه مالك فأنشده عينيته العصماء فيه، فقال عمر: لو كنت أحسن مثل ما تقول لبكيت أخي زيدا الذي استشهد باليمامة. فقال متمم: لو صُرع أخي مصرع أخيك لما بكيته. فأجابه عمر: ما عزاني أحد بمثل ما عزيتني به! وعسى أن يلحق الله تعالى وجل شأنه زوجك بالصالحين الميامين الأبرار في مقعد صدق عند مليك مقتدر. وما ملكتُ نفسي أن هتفتُ صارخا وأنا في مكتبي حين قرأت وصفك للحظة موتها وهي تصلي: يا سلام! يا سلام! إن هذا لهو الموت الذي يُشتهى! وقد كنتُ أتمنى أن أموت وأنا ألقي درسا في فصل فبتُّ الآن أتمنى أن أموت وأنا في لحظة صلاة. إن برَّ زوجك بالناس ولاسيما ضعفاءهم وإحسانها إليهم لعله مما يكون من أعظم أعمالها المنجية في يوم المآب والحساب، فلا عليك أن تمضي فيه قدما فتبرَّها به بعد موتها فإن من برِّ الإبن بوالده مواصلته لأصدقاء والده بعد موته وعلى ذلك نقيس ولا نتطاول على شرع ولا نفتي برأي. وأما دفنك لزوجك بأرض السودان فما أحسنه من قرار اتخذته في شأنها فهي تستحق أن تدفن مع أهل الصلاح من أهلها لا مع أهل الكفر والفساد في بلاد الأمريكان فأهنؤك على اتخاذ هذا القرار الرشيد السديد. رحم الله تعالى زوجكم الفاضلة وجعل فردوس الجنة الأعلى مستقرها ومثواها وأحر التعازي مبثوثة من طرفي إلى بنيك وبنيها والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. محمد وقيع الله
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة