|
مقارنة بين تعامل الحكومة مع حادثة شرق النيل وحادثة تابت بقلم محمد احمد معاذ
|
جندي اختفي بمحض ارادته من معسكره في قرية تابت شمال دارفور فاجتاحت كتيبته القرية وهتكوا اعراض نسائها واطفالها في اكبر فضيحة وابشع انتهاك لحقوق الانسان في التاريخ اقول في التاريخ القديم والحديث , ووصل الخبر الافاق واستنكر الجميع الجريمة البشعة , ونكرت الحكومة الامر ومنعت تحقيقا محايدا واخفت اثار الجريمة وفي النهاية ظهر الجندي المختفي في قرية طويلة المجاورة. وحتي الان تصر الحكومة انه لا اغتصاب ولا يحزنون وفرقت جنود الكتيبة وقادتها الي حيث لايعلم احد.
اما في شرق النيل – السليت- فقد اختفي جندي ايضا وحدثت مشادات بين اهالي المنطقة والمستجدين كما تسميهم الحكومة , وهم في الحقيقة قوات الدعم السريع ( الجنجويد) وانتهي الامر بحرق المعسكر وقتل احد مجندي الدعم السريع التابعين لوزارة الدفاع , يعني اعتدي المواطنون علي جندي حكومي وقتلوه , وما كان مواطني السليت يقدمون علي ذلك وبهذه الجراة الال انهم واثقون وضامنون من ان الحكومة لن تعاملهم بقسوة كما تفعل في دارفور لانهم لدي الحكومة مواطنون من الدرجة الاولي وليسوا اعداءا لها كما الحال في دارفور اذ الكل متمرد والكل عدو للنخبة الحاكمة كما روجت الحكومة واعلامها لذلك . اما مواطني دارفور فانهم ان تجراوا فقط في الدخول في نقاش مع أي جندي نظامي او جنجويدي فانهم واثقون من ان رد الفعل سيكون عنيفا وربما قاتلا لان الكل ضده بما فيهم اولاد دارفور الذين في حزب النظام , وليس استكانتهم من جبن ولا خور .
نعود لرد فعل الحكومة وجيشها في حادثة السليت شرق النيل , فبدل ان تفعل الحكومة كما اعتادت فعله في هذه الحالة في دارفور , لم تدخل وتحاصر المواطنين وتعزل رجال القرية وتهتك اعراض النساء كما فعلت في تابت , وحسنا فعلت , لاننا ضد أي اعتداء علي المواطنين اينما كانوا , بدل ذلك اظهرت عنصريتها القبيحة وكيلها بمكاييل عديدة , فسحبت جنجويدها ووعدت المواطنين بتعويضات وبازالة المعسكر فورا.!! اين العدالة واين الحيادية والمساواة بين ابناء الوطن الواحد ؟ هذا والله عين الظلم وهذا ما يدفع الي مزيدا من الغبن والغضب والتمرد في وسط اهالي دارفور.
وقد اكدت الحكومة بفعلها هذا وبتصرفها المشين تجاه مشكلة مشابهة برد فعل مختلف , اكدت بان انسان دارفور لاقيمة له وليس معتبرا مواطنين لهم حقوق حتي في ابسطها .
ويؤكد ان الدولة كلها تسير علي نهج رئيسها الذي صرح بان الاعتداء علي نساء الغرب ليس اغتصابا وانما شرف في اقزز كلمات يمكن ان يقولها انسان ذو دين واخلاق وكمان عامل رئيس . حقا انها كلمات لاتخرج الا من فم كريه ونتن يعكس نتانة الروح التي تسكن جسده.
وللذين لايزالون في صمت مما يحدث في دارفور والنيل الازرق وجبال النوبة ويظنون انهم بمناي من ذلك عليهم ان يفكروا مرتين وثلاث وخمس ومائة في موقفهم المشين وصمتهم الذي وصل درجة مشاركة المجرم لجرمه , فقد اثبتت حادثة شرق النيل ان الامر اقرب اليهم مما يعتقدون.
محمد احمد معاذ
مكتبة شوقى بدرى(shawgi badri)
|
|
|
|
|
|