|
مفهوم القيادة و المهنة عند قادتنا في السودان
|
هل كل من يلبس بدلة و كرافته وآخر موده يمكن له ان يكون قائد؟ و هل القيادة هو لبس و مكانة فقط؟؟ كلا ابدآ فالقيادة ضمير و إنسانية و تضحية من اجل الشعب , فالقيادة ليس ان نسعى لتحويل شعبنا الي عبيد و سخرة يعملون لخدمتنا بل العكس هو المطلوب
تجربة الرئيس سلفاكير و نائبه السابق الدكتور رياك مشار الذين تحولا بسبب مصالحهما الي اعداء الدأ يقودون الحروب ضد بعضهم البعض و تخليا عن مصالح شعبهما بعد حصولهم على الدولة في الجنوب جلعني افكر و اعيد التفكير حول تربية قادتنا في السودان, و حول مفهوم القيادة لديهم؟؟
في السودان حينما تسأل اب عن ماذا يتمنى لإبنه ان يصير في المستقبل؟؟ سوف تجد الاجابة سريعة ان يكون طبيب, ان يكون مهندس أو ضابط كبير او رئيس دولة او موظف و هلم جرا هذه الاجابات المرتبطة بوظائف و مهن شريفة لكل من يقوم بهاعلى الوجه الصحيح ,لكن المفهوم السائد في السودان لهذ الوظائف و المهن ان الاهالي ربطوا حصول ابناءهم في المستقبل على هذه المهن و الوظائف برغبتهم في ما تجلبه هذه المهن من عوائد مادية لاصحابها لان المفهوم السائد للموظف في السودان هو ذلك الشخص الذي يتحول الي رجل ثري في اقرب وقت و يملك بيت كبير و يركب سيارات موديل , و هذا الثراء السريع او بالاحرى ( السرقة) هو مصيبتنا في السودان لان التربية التي تحصل عليها هؤلاء الموظفين و الرؤساء و القادة ,هي ان هذه المهن تحقق لهم الثراء فهم تربوا علي ذلك خاصة الغالبية العظمى إلا من رحم ربي بما انه من المفترض ان تكون هذه المهن تكرس لخدمة الانسان و الإنسانية هذا هو حال الضابط الثري و الطبيب الثري و الوزير الثري و الرئيس الثري في السودان انهم استخدموا مهنهم و مكانتهم القيادية لتحقيق عوائد و مكاسب مادية و ذلك عن طريق اللعب بالمال العام و سرقة اقوات الشعب المسكين و كثيرآ ما قاد قادتنا الحروب و المؤامرات فيما بينهم لتحقيق أكبر المكاسب و تبآ للشعب الضائع , لذا يجب اعادة النظر حول مفهوم المهنة و التربية للتوفيق ما بين خدمة المجتمع و التضحية من اجله و ما بين الرغبات الشخصية للحصول على الثراء عبر هذه المهن و الوظائف, في الدول الغربية حينما يفشل الموظف او الوزير او حتى رؤساء الدول في القيام بواجبهم المهني و خدمة شعبهم انهم يحاسبون أنفسهم و ضمائرهم قبل ان يحاسبوا و سرعان ما يقدم الوزير او الرئيس او الموظف استقالته فورآ ليترك مكانه لمن هو جدير وفاءآ لشعبه و محاسبة لضميره الانساني
عيسي الطاهر ناشط في مجال حقوق الانسان 03/05/2014
|
|
|
|
|
|