|
مفاوضات الحكومة السودانية والجبهة الثورية ظروف ومتغيرات جديدة تقرير / منى البشير
|
مفاوضات الحكومة السودانية والجبهة الثورية ظروف ومتغيرات جديدة تقرير / منى البشير بدأت بالامس بالعاصمة الأثيوبية أديس ابابا المفاوضات بين الحكومة السودانية وقطاع الشمال بهدف إنهاء النزاع في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق ، وتستمرالمفواضات لمدة عشرة ايام يحتمل ان يتوصل فيها الجانبان لحلول مبدئية . ولم يتم تغيير فى وجوه رؤساء وفد التفاوض ، فكما يترأس البروفسير ابراهيم غندور مساعد رئيس الجمهورية وفد الحكومة ، يترأس الاستاذ ياسر عرمان وفد القطاع مع تغيير فى الوجوه ، ويبدو ان ذلك لم يشكل اى عقبة لدى الحكومة وقال البروف ابراهيم غندور: المفاوضات ستجرى مع أي شخص يقف خلف لافتة قطاع الشمال وسنجلس أمامه شريطة أن يكون مفوضًا للتحاور معنا وفق قرار مجلس الأمن، وقرارات مجلس السلم والأمن الأفريقي في هذا الشأن". عضو الوفد الحكومي المفاوض الدرديري محمد احمد وصف هذه الجولة بالمهمة والمصيرية، مشددا على أنهم معنيون بالوصول فيها لنتائج حاسمة، وأكد أن وفد الحكومة المفاوض سيحاور كل من يحضر ممثلا لقطاع الشمال، مشيرا الى أن التفاوض سيقتصر على الطرفين وليس هنالك تجمع ثالث يسمي الخبراء، وأشار الى أنه كل من يأتي كخبير إما أن يكون ضمن وفد الحكومة أو قطاع الشمال. ظروف الجولة الحالية :- بعد فشل جولة المفاوضات السابقة فى ابريل من العام المنصرم وما أعقب ذلك من تداعيات العمل العسكرى الذى قامت به الجبهة الثورية فى ام روابة بدا واضحا تخوف المراقب السياسى من انهيار هذه الجولة لجهة ان انهيارها يعنى تلقائيا تعقد العملية السياسية والتمادى فى الاعمال العسكرية التى ستترك تداعيات سالبة كثيرة على الأرض . ويرى مراقبون ضرورة حرص اطراف التفاوض للوصول الى حلول فى هذه الجولة وتوقيع اتفاق نسبة لظروف ومتغيرات كثيرة يعيشها الجانبان الحكومة ، وقطاع الشمال ، فالحكومة حريصة للوصول الى اتفاق فى هذه الجولة لانها تعيش ضغوطا داخلية وخارجية واوضاع اقتصادية صعبة تزيدها فاتورة العمل العسكرى ارهاقا ، ولذلك ينبغى لها انهاء التمرد فى المقام الأول لأنه اصعب القضايا وبالتالى يوفر لها ذلك الوقت والمال لحل بقية القضايا . بالنسبة لقطاع الشمال أيضا ظروفه صعبة خاصة بعد تفجرالأوضاع فى جنوب السودان وغياب الدعم الفنى واللوجستى الذى كانت توفره جنوب السودان للقطاع قبل اعلان سلفا فك الارتباط ، وبعد ذلك بقليل تفجر الأوضاع ، ولذلك بحسب مراقبين فان قطاع الشمال الآن يفاوض بجناح مكسور وربما تعلم الحكومة هذا ولذلك عندما قال القطاع انه سيبدأ بالعملية الانسانية ، رد غندور : اننا ذاهبون لحل الأزمة من جذورها لثقته ان هذا ممكن فى ظل الظرف الحالى . الاستاذ محجوب محمد صالح ناشر ورئيس تحرير صحيفة الأيام السودانية صاحب الايام يرى ان مفاوضات اليوم ستنطلق فى أجواء مختلفة تماماً بعد المتغيرات الأخيرة فى الواقع السوداني إذ بات مفهوم الحل الشامل لأزمة السودان كلية هو المفهوم الشائع الذي قبلته الحكومة كما قبله المجتمع الدولي بعد أن أدرك الجميع الضرر البالغ الذى احدثه اسلوب تجزئة القضايا، كما أن المؤتمر الوطني تبنى طرحاً جديداً يدعو لحوار شامل، ولو اثبتت الاتصالات التى ستجري بين المؤتمر الوطني وكافة القوى السياسية خلال الايام القليلة القادمة والمشروع الذى سيطرح المؤتمر تفاصيله خلال أيام – لو اثبتت الاتصالات جدية هذا الطرح فأن ذلك من من شانه أن يحدث اختراقاً كبيراً فى مفاوضات الولايتين. اعلان مبادىء :- تدور مفاوضات اليوم وفقاً لخريطة الطريق التى وضعها الاتحاد الأفريقي لمعالجة الصراع فى ولايتى جنوب كردفان والنيل الأزرق والتى اجازها مجلس الأمن فى القرار رقم 2046 حيث ألزم الطرفين بالتفاوض على ضوء اتفاقية نافع/ عقار الموقعة فى 28 يونيو 2011 والتي ألغاها المؤتمر الوطني لاحقاً لأن لجهة عدم اعترافه بالجبهة الثورية . ولذلك فقد أجبرت المتغيرات التى سبق ذكرها قبول الحزب الحاكم لما رفضه قبل ذلك ممايعنى تلقائيا انه بات مستعدا للوصول لى حلول للقضية السودانية ومن جذورها كما قال بذلك رئيس وفد التفاوض . وقال محجوب فى مقال له بعنوان :( أزمة جنوب كردفان والنيل الأزرق في ضوء المتغيرات الأخيرة)قال : لعل الطرفين يستفيدان من هذه الفرصة فيعكفا على وضع إعلان مبادئ يعترف بأن ازمة السودان ذات طبيعة كلية ولايجوز تجزئتها، وان الطرفين يوافقان على حلها سلمياً عبر الحوار بمشاركة كل حملة السلاح وكل القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني، وان الطرفين يعترفان بخصوصية وضع الولايتين وانهما سيتفاوضان بجديه ونية حسنه لمعالجة خصوصية الولايتين على ان يكون ما يتوصلان اليه جزءاً من الحوار الشامل لازمة السودان الذى سيتناوله الحوار الوطني الجامع . وزاد صاحب الأيام : إذا توفرت الجدية والمرونة الكافية لدى الطرفين ليتوصلا الى اعلان مبادئ مستمد مما ورد فى اتفاقية نافع /عقار ومسترشداً بالمتغيرات التى حدثت على الارض خلال العامين الماضيين وملتزماً بالحل السلمي عبر الحوار الوطني الجامع الذى ينخرط فيه الجميع بلا استثناء فأنهما سيضعان قضية الولايتين فى اطارها الصحيح كجزء من الأزمة الوطنية التى يجب ان تحل حلا شاملاً .
|
|
|
|
|
|