على ما أذكر أن السيد / وزير الخارجية بإعتباره أحد القيادات الأساسية و(الحتمية) للحكومة قد صرح في واحد من الإحتفالات الجماهيرية الأخيرة والتي لا أذكر مناسبتها من كثرتها ومن ضجري الشخصي بكل ما يكتنفها من حيث الشكل والمضمون (أنه يُبشر أهل السودان بمفاجآت سارة سيتم الإعلان عنها في المستقبل) ، وأقول له ولكل القيادات الإنقاذية المتحكمة في أمر البلاد والعباد ، وبما أنهم يملكون مفاتيح (أسرار) هذه البلاد وخزائنها ودهايزها خصوصاً المُظلمة (أن يُعجِّلوا لنا بالأخبار السعيدة) ، فلقد غاص هذا الشعب في جُب الإحباط بما يكفي ، لا تؤجِّلوا الأخبار المُفرحة إن كانت ماثلة أمام أعينكم وغائبة عن عيون الغُبش المنهكين وراء السعي اللحوح من أجل البقاء على الحياة ، جراء الغلاء الفاحش الذي إستشرى بأسباب وبلا أسباب في كل ما يتعلٌّق بما يسد الرمق أوالحصول على الصحة والعافية والتعافي أوالإستثمار في الأبناء في دولةٍ رفعت يدها عن التعليم ظاهراً وباطناً فأصبح من الكماليات التي لا يلِج إلى أبوابها إلا الأثرياء من (المرضي عنهم) أوالقابعين على صولجانات النفوذ وذلك عبر فتح الباب على مصراعيه بلا (رقيب) لأسواق ودلالات المدارس الخاصة التي يملك المنتمين للدولة معظمها إن لم تكن كلها ، هذ الشعب يحتاج بالفعل إلى دفعات معنوية فإن كنتم تملكون من المعلومات أوالمؤشرات ما يدفعه للفرح والأمل وإستشراف المستقبل فبالله عليكم لا تبخلوا عليه بذلك ولكم الأجر والثواب ، منذ أن تولت حكومة الإنقاذ أمر هذه البلاد لا ننكر أنها قد أبدعت الكثير من الإنجازات ، ولكن وبطبيعة الأحوال فإن العطاء والإنجاز لا يُنسب للدولة وحدها إذ أنها لا تستطيع أن تجعل من مشاريعها المُخطَّطة واقعاً مُعاشاً بدون يد الجماهير وإصطفافها للبناء والتنمية ، ثم وبعد إنفصال الجنوب إتضح أن ما تم إنجازه كان مجرد (هوجة) مصاحبة لتدفق واردات البترول ، وقد غاب حينها عن ذهن من يُخطِّطون للبلاد والعباد فكرة بسيطة مفادها (الإستعداد لمواجهة كافة الإحتمالات) والتي من بينها ما نعيشه الآن من تدهور إقتصادي وإن تمت محاولة إصلاحه إدارياً ، فذاك سيصب في صالح الدولة وفعالية مقدراتها في القيام بإدارة المشاريع والمؤسسات والمهام الروتينية ، ولكنه لم يكن أبداً مُنعكساً إنعكاساً واضحاً وصريح على حياة المواطن وتيسير معاناته في الحصول على لقمة العيش والعلاج والدواء والتعليم ، سئمنا من الأخبار الحزينة والمحبطة ، منذ خبر رفع الدعم عن الوقود و غاز الطعام وزيادات فاتورة المياه والكهرباء وما تبع ذلك من صعوبات جديدة يتحملها المواطن البسيط ، أما (الفوائد) و(الثروات) فتجنيها القطط السمان ، بالله عليكم إفشوا سركم وإتحفونا بأخباركم السارة القادمة علها تدفع الناس للصمود إلى غدٍ ربما كان بعيد.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة