|
مـذكـرات زول ســاي! (عيفونة ، شطة بي ليمونة)! بقلم فيصل الدابي/المحامي/الدوحة/قطر
|
حكى الزول الما بقعد ساي وما بسكت ساي فقال ما يلي : في سالف الأوان والأزمان ، وفي دولة إسمها السودان ، كان كل الذين يعملون في القطاع الصحي ويقومون بنقل الأوساخ عن طريق عربات الوساخة ونقل الفضلات البشرية عن طريق الجرادل الحديدية من ابناء النوبة وكان أبناء شمال السودان من شايقية وجعليين ومحس ودناقلة لا يعملون مطلقاً في ذلك القطاع باعتبار أن العمل فيه يشكل عيباً اجتماعياً كبيراً، وفي بعض المدن السودانية التي كان يتم فيها نقل الفضلات البشرية بالجرادل الحديدية مثل مدينة كوستي، كان بعض الأطفال الشماليين يسخرون من حملة جرادل الفضلات البشرية ويصيحون عند رؤيتهم (عيفونة ، شطة بي ليمونة)! وكانت تحصل مطاردات سريعة في الاحياء وداخل البيوت وكان حملة الجرادل الذين يتعرضون لاستفزازات الأطفال لا يترددون في رش محتويات جرادل الفضلات البشرية داخل الغرف والبرندات كرد فعل عملي على ذلك الصياح الاستفزازي!، وأذكر جيداً أن منزل ذوي أحد الأطفال قد تعرض لرشة جردلية عيفونية كاربة داخل البرندة ولم يتم التخلص من الروائح الكريهة لمدة أسبوع كامل رغم استخدام كل انواع العطور والصوابين التي كانت متوفرة آنذاك! في هذا العصر الحديث جداً ، دخلت حاجة سودانية (شمالية) إحدى مستشفيات الرياض بالمملكة العربية السعودية ، ووجدت شابين سودانيين شماليين ، قدم أحدهما لها طعاماً بينما لاحظت الحاجة أن الشاب الشمالي الآخر ينظف الحمامات ، رفضت الحاجة تناول الطعام وسألت الشاب السوداني الشمالي بتاع تنضيف الحمامات بامتعاض شديد : يا ولدي كيفن تشتغل شغلة زي دي؟! انتا ما لقيت ليك اي شغلة غير الشغلة دي؟! رد الود بتاع الحمامات بارتباك: يا حاجة ، أنا خريج جامعي لكن ما لقيت أي شغل لا في السودان ولا في السعودية أنا مضطر اشتغل الشغلانية دي وجايبة لي ماهية كويسة. زاد امتعاض الحاجة وقالت له بتأفف شديد وهي تغادر المستشفى السعودي الفاخر: غايتو يا ولدي خجلتني وطممتا بطني ، شغلة زي شغلتك دي اخير منها الموت ، انتا بسماحتك دي تنضف الحمامات في السعودية؟! شرطتا عين السودانيين عديل كده ، اكان احسن ليك واشرف ليك ترجع السودان وتقعد في بيت امك وابوك بلا شغلة! تعليق زول ساي: لن يتطور السودان إلا إذا اشتغل جميع ابنائه داخل وخارج السودان في جميع الأعمال والحرف والوظائف بنسب متساوية ولا يُوجد أي عيب في أي عمل وبالذات أعمال النظافة فهي من أهم الأعمال على الإطلاق فلولاها يُصاب الجميع بالأوبئة القاتلة ، أنا شخصياً أحمد الله على قيامي ذات يوم بالعمل كعامل نظافة في السكة حديد بمدينة كسلا ولقد استفدت تماماً من تلك التجربة فأنا وحتى تاريخ اليوم أقوم بتنظيف مكتبي ومنزلي بنفسي (أي أعمل عامل نظافة بدوام جزئي)، أخيراً نقول : النظافة من الايمان والوصاخة (وليس الوساخة) من الشيطان كما قال أحد الطلبة السعوديين!
فيصل الدابي/المحامي/الدوحة/قطر
مكتبة فيصل الدابي المحامي
|
|
|
|
|
|