|
مع بدء الاجهاز على الانقاذ : السودان مقبل على ايام ضيق وكرب يكتبها اكرم محمد زكى
|
ظل المجتمع الدولى يراقب عن كثب ظاهرة نظام الانقاذ الغريبة والمريبة وهى تتشبث بالبقاء تحت ذرائع الكذب والخداع والتامر وذلك منذ ان ولد هذا النظام فى السودان خارجا من رحم الخدعة الاشهر - اذهب الى القصر رئيسا وانا الى السجن حبيسا - ثم بالانقضاض على الديمقراطية والاجهاز عليها ليبدا بذلك مسلسل خداع الشعب السودانى ، تلته الجارة الشمالية مصر حين شربت المقلب ايضا وراحت بعد ايام قليلة من الانقلاب تسوق لنظام الخرطوم الانقلابى وتباركه وتروج له فى دول الخليج والعالم حيث استقبل قائد الثورة المزعومة بعدها فى هذه الدول استقبال ،الفاتحين ولكن مالبث فترة قصيرة الا واسفر نظام الانقاذ عن وجهه القبيح المغطى بقناع الاسلام الزائف وبدا فى اطلاق حرب مقدسة على جنوب البلاد ومحاولات قلب انظمة فى الجوار واغتيالات رؤساء واستهزاء بزعماء وحملات سب وقذف واستهداف شملت تقريبا كل دول المنطقة ثم محاولات دؤوبة للملمة اوصال الحركات الاسلامية المتطرفة بكل رموزها فى السودان تحت قبة ما اصطلح على تسميته بالمشروع الحضارى.
بعدما الت مقاليد الامور تماما لهذه العصبة بتنفيذ سياسات التمكين والتجنيب ، باشروا ممارسة التمثيل والفهلوة حيث وزعوا الادوار بينهم مصورين للجميع ان كانما بينهم صراع خفى واجندات ورؤى مختلفة ولقد نجحوا فعلا فى ارسال رسائل متناقضة نجحت فى تشتيت تركيز شعبهم والمجتمع الدولى فبينما يورطون الالاف من عامة الشعب فى حرب اسلامية مقدسة كانوا هم واهلهم وخاصتهم يجمعون فى الثروات والسلطات ، وبينما كانوا يدعون زعماء التطرف للاستقرار فى البلاد كانوا يعقدون الصفقات مع المخابرات الامريكية لتسليمها اياهم ومدها بكافة المعلومات عنهم بل وتدلهم على مصانع الاسلحة الكيماوية فى الخرطوم لضربها ، وبينما كانوا ينافقون الخليج كانوا يقيمون العلاقات الاستراتيجية مع طهران وبينما كانوا يستقبلون السفن الحربية الايرانية المحملة بالسلاح للفلسطينيين كانوايحددون لاسرائيل الاهداف المطلوب ضربها فى الاراضى السودانية ، و بعد ان قضوا على الالاف من المواطنين المدفوعين بداعى الجهاد مع الالاف من مواطنى الجنوب الابرياء فى محرقة الحرب الاهلية ، ادعوا انهم جنحوا للسلم بشروط وتنازلات اسوا من كل ماسبق من اتفاقيات وما لبثت البلاد تاخذ انفاسها الا وفجروا حربا فى دارفور قتل فيها الالاف وشرد الملايين تبعتها جبال النوبة والنيل الازرق بينما بقيت سائر البلاد ترزح تحت نير التخلف والفقر استمروا هم فى ترسيخ السلطة وتجميع الثروة فى ايديهم والمجتمع الدولى يراقب حتى قررت اولا الولايات المتحدة فى 1997فرض حظر على هذا النظام المراوغ والعربيد الذى يسرق اهله ويحاربهم دون اى وازع ودون استحياء تبعته بعد ذلك محكمة الجنايات الدولية حيث اصدر مدعيها العام بدءا من 2007 وحتى 2012 اوامر بالقبض على بعض اركان النظام وفى مقدمتهم رئيس الجمهورية ووزير دفاعه واخرين بتهم من ضمنها ارتكاب جرائم ضد الانسانية وسرقة اموال الشعب ثم تبعتها اخيرا فى 2011 المجموعة الاوروبية.
وفى الوقت الذى كان العالم يراقب هذه الحكومة الفريدة فى نوعها استمرت هى واستمرات التمثيل على شعبها باللعب على عواطفه تارة بمشروعات فاشلة مثل سد مروى وتارة بمفاصلات مسرحية يتغير ابطالها فيظهر بكرى ليختفى طه ثم يظهر غندور ليختفى نافع وياتى على الحاج ليرافق الترابى ويصرف حسين خوجلى انظار الشعب عن فساد الرئيس واخوانه وزوجاته بينما يعيد غازى تقديم نفسه فى ثوب المعارض البطل ليصاب الشعب بالقيء والاحباط ويرضخ لواقعه المرير فهم يحيطون به من كل صوب وحدب ، فى لقمة العيش ، وجرعة الدواء ومن خلال الطائفية والمعارضة المتخاذلة وحتى الهلال والمريخ
اما المجتمع الدولى فبعد ان ضاق بهم ذرعا بدا فى تضييق تدريجى على الخناق حول اعناقهم فبعد اصدار قرارات العقوبات الدولية استجابت بعض الجهات لبعض القرارات بينما لم تستجب معظم الجهات لكثير من القرارات مما حدى بالولايات المتحدة بالبدء فى مواجهة هذا التسيب فقد قامت فى عام 2009 بفرض غرامة مالية بمبلغ 350 مليون دولار على احد البنوك فى المملكة المتحدة لقيامه بخرق الحظر المفروض على دول من بينها السودان كما فى الرابط التالى http://news.bbc.co.uk/1/hi/world/americas/7821600.stm
اما ماقامت به البنوك الاخرى مؤخرا ومن ضمنها بنوك السعودية والخليج وبنوك عالمية اخرى فجاءت بعد ان لوحت الولايات المتحدة بحزم وعزم شديدين انها ستعاقب المخالفين حيث قامت فعلا بتغريم بنك اخر فى المملكة المتحدة لم يلتزم بالحظر بمبلغ 100 مليون دولار وذلك فى شهر ديسمبر الماضى مرسلة بذلك تحذيرا قويا لكل المخالفين ومعلنة البدء الفعلى لخنق نظام الانقاذ - الرابط هو : http://citywire.co.uk/new-model-adviser/rbs-fined-100m-for-b...us-sanctions/a724144
مازالت حكومة الانقاذ تمارس التمثيل واللعب بالثلاث ورقات حيث ترفض قيام حكومة انتقالية وتطالب بحكومة قومية ثم تلعب على اثيوبيا وتعلن عن قيام قوة مشتركة وفى نفس الوقت تلعب على مصر فى ملف حساس وهو ملف الحدود وتهريب الاسلحة والمعارضين الاسلاميين وتعلن تكوين قوة مشتركة معها لحراسة الحدود وبينما تكرم الدولة راعى غنم لامانته وتملا به الاعلام والصحف تقوم بتعذيب راعى غنم اخر حتى الموت مخلفا وراءه خمسة من الاطفال دون رحمة او قانون لمجرد الاشتباه بانه سرق اغنام من مزرعة نافذ ودون ان يلتفت لهذا الخبر اى من الصحفيين او مقدمى البرامج السياسية والتوك شو التى تعج بها الفضائيات السودانية !!؟
ان المجتمع الدولى قد اعلن على لسان المبعوث الامريكى دونالد بوث فى جلسة استماع امام مجلس النواب الاربعاء 26/02/2014 ان على حكومة الانقاذ البدء فى اجراءات اصلاح شاملة وان الحكومة الامريكية لن تقبل باى خداع . . نعم قالها المبعوث بالواضح - خداع - وعلى الجانب الخر يبدو ان الجميع بداوا بالالتزام بالمقاطعة الدولية حيث من المتوقع ان تلتزم كل الدول بقرار القاء القبض على البشير وبقية المطلوبين ، كما انه تم تقريبا ايقاف كل التحويلات من والى السودان وايقاف اصدار خطابات الاعتماد ليعود السودان الى القرون الوسطى حيث يجب على التجار من الان فصاعدا اخذ المبالغ نقدا بالعملة الصعبة بايديهم ثم السفر بها لشراء حاجياتهم من المصدر نقدا ، لكن على التجار والمؤسسات والشركات الراغبة فى الاستيراد عن طريق الدفع نقدا التاكد اولا من ان البائعين سيقبلون بوسيلة الدفع النقدى نسبة لوجود الكثير من القيود والقوانين فى دول العالم تحد وتقيد من الدفع النقدى ومن بينها اجراءات مكافحة غسيل الاموال وتمويل الارهاب والتى تسمح بنقل وتداول النقد بكمية محدودة جدا لاتتجاوز فى كثير من الحالات مبلغ 10 الف دولار
من حق الشعب السودانى ان يدرك بان جدية المجتمع الدولى فى تفعيل العقوبات الان تعنى انه مقبل على ايام ربما تكون الاكثر ضيقا وسوادا فى تاريخه المعاصر لما تحمله من شح وعدم فى كل احتياجات حياته اليومية من ماكل ومشرب ودواء ووقود وقطع غيار وذلك فى اطار بدء تنفيذ حكم الاعدام على نظام الانقاذ
اللهم الظف بنا اجمعين
اكرم محمد زكى
|
|
|
|
|
|