|
مع الاستقلال وست الشاي ! بقلم حامـد ديدان محمـد
|
بسم الله الرحمن الرحيم بهـــدوء
حامد ديدان محمد
بنت بلدي يا مزحه مجنونة ... عطرتي امزجة الشيب والشباب وأنت هناك على النيل الخالد وفي كل الفجاج والقرى والحضر ... أنت سودانية اصلاً وفصلاً ... أنت ثائرة وحرة ومستقلة . المرأة السودانية عبر القرون هي رفيقة الرجل الذي أبدع في شتى ضروب الحياة : البدويه ، الزراعية ، الصناعية ، المدنية والسياسية في حياة السودان (البدريه !) كانت هي التي تزرع وترعى وتصنع الاكل والشرب وترضع وتربي ... مع الزراعة المرة كانت لجنب الرجل ... مع الرعي الصعب تجدها معه لا تكل ولا تمل ... تعود وفي جسدها الجميل ذرات العرق والتراب ومع ذلك ، تعكف على صناعة الاكل ثم الشاي والجبنة ولا تنسى أن ترضع صغارها فترضي أسرتها الصغيرة والمجتمع السوداني الكبير . تحضر المجتمع السوداني ، فتحضر الرجل وتحضرت المرأة فكانت تلميذة وطالبة في الجامعة فخريجة لا تقل شأناً وخطراً عن رفيق دربها الرجل ... عملت في المكاتب ودواوين الخدمة المدنية ... عملت مهندسة وقاضٍ ومحام وطبيبة ومعلمة وعاملة وشرطية ناجحة وتزوجت من الرجل الناجح فزادت نجاحه نجاح فنعم السودان بها وذلك منذ انبلاج فجر الاستقلال والحرية في بلدنا العملاق المجيد . سياسياً كانت تمرح وتصول وتجول في الاحزاب المختلفة وفي اتحادات طلاب الجامعات التي بدأت ثلاثة وهي : جامعة الخرطوم – جامعة أمدرمان الاسلامية – جامعة القاهرة فرع الخرطوم ... هتفت وظاهرت في ثورة أكتوبر الخالدة عام 1964م وانتفاضة ابريل عام 1985م ... عبر تلك الحقب ، عذبت ، شردت وسجنت في سبيل حقيقة يعيها العقلاء في هذا البلد إلا وهي : السودان الواحد الحر الذي أبدعه اجدادنا وآباؤنا في الاول من يناير في العام 1956م . ست الشاي تعاني ضروب الاهانة من السفهاء بينما تصل الليل بالنهار من أجل أن تقاسم الرجل (المصاريف !) المعيشية في زمن قاس يعبره الشعب السوداني وهو يعاني مر الكد لتحصيل لقمة العيش الكريمة ... أنظر اليها – نأخذ مثال واحد فقط – على شارع النيل في الخرطوم ... لماذا تسهر ؟! والجواب ببساطة : اطعام العيال وتربيتهم وتعليمهم . ست الشاي السودانية ، امرأة عاملة مئة في مئة أفرزتها عوامل معقده برزت على السطح منذ ربع قرن وهي تحتل نسبة فوق ( أل 50and#8453; ) من نساء السودان العاملات اليوم وهذه نسبة خرافية ومخيفة ولكن ، ما يزيد الدهشة ، أنها : أم وأرملة وفتاه في ريعان الشباب ومن صلب هذا البلد المكلوم ... إلا ان ما هو أهم من ذلك – كما اسلفنا – هو : أنها ثائرة ! ... عملها شاق وتجد مضايقات وإهانات من ذوى القلوب المريضة ومع ذلك فهي قد رفعت راية العمل عالية خفاقة رقم السلبيات التي تواجهها فحققت الانجازات في سوق العمل في السودان ... أليست ثائرة ؟! بلى ! من تلك المنطلقات أقول : يجب أن تجد كل مساعدة ممكنة مادية ومعنوية وأمنية حتى تلد مهدي جديد يسود فيعدل ويعم الرخاء البلاد وتذوب الولاءات القبلية والعنصرية فنعوم في بحر الحرية ، العلم والعدل فنتحضر ويكون شعارنا : نصف رأيك لدى غيرك ! ينتهي التصلب الفكري وتهدم بيوت الاشباح وتفك الصحافة من عقالها وحرية الرأى فنشارك الانسان حول الكون حياته العصرية المتقدمة أي : نلحق بقطار التقدم الذي ( كاد ! ) أن يفوتنا . هل نسمع ونعي ؟! والجدير بالذكر أن اميز مشاركات حواء السودانية هو : مشاركتها الرجل في معركته ضد الاستعمار حتى تم إجلاء المستعمر البغيض . إذاً ست الشاي مواطنة راقية وعامله وثائرة أفرزتها ظروف صعبة يعيشها بلدنا السودان فيجب أن تجد منا ( حكام ومحكومين ! ) الأدب والخلق النبيل وتذكروا : وراء كل رجل عظيم امرأة !
|
|
|
|
|
|