ليس كل من حمل طبشورة معــلم .. لمحته في المحطـــــــة الأخيرة بحي المزاد (بحري) .. يتمشى على جانب الطريق كحصان هرم فقد قوته وعنفوانه رغم ذلك لايزال يحتفــــظ بوجه متجهم ونظرات شرسة ومتحفزة .
أستاذ مصطفى الشهير ب (كتم) ملاكـــــم ضل طريقه إلى مجال التعليم .. نظرت إليه بلا مبالاة لم أشعر تجاهــه بأي ذرة من الإمتنان بل حدثتني نفسي بمناداته بأعلــى صوت :
( ود يامصطفى ) .. لاتندهشوا من هجومي السافــــر على (معلمي) في المرحلة الإبتدائية فـــشهادة زملائـــي وأبنــاء دفعتي كــفيلة بإزالة دهشتكم .. فلكـــل منهم تجــربة مريرة وموقف مؤلم مع ذلك الوحش المتعطش للبطش حتى جاره في الحي أول دفعتــنا وأكثرنا تهذيبـاً لم يسلم من صــفعاته المدوية والهوجاء .. لم يترك لنا مجــــالاً للصفح والتسامح كما لم نجد مبرراً واضحاً لساديته وإفراطه في العقـاب .. هذه بإختصار سيرة معلم لم تشفع له ثلاثون عاما قضاها في التدريس لتجعلني أفتخر بأنني أحد تلاميذه ... إحترمناه خوفاً ورهبةً، وتجاهلناه عمداً حين توجب علينا رد الدين ... هذا زمان تحطــيم التابوهات .. التبجيل والتوقير لـــمن يستحقه وكذلك التجاهل واللامبالاة فالمعلم الشرير رسول عذاب .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة