|
معظم السودانيين يعانون الشقاء ... وفي الشاطئ الآخر يغرد نجوم ( الغد ! )
|
بهـــدوء حامد ديدان محمد
( الأغاني ) لأبي الفرج الأصفهاني – سفر خالد ، ما خلدت الدنيا ، يحكي مجد العرب في الأيام ( الخوالي!) ...كتاب يحكي (جدلاً !) أن النواح و الغناء وجهان لعملة واحدة وهي : الحياة ! و أن جدلية (الإنبساط !) و الحزن جدلية خالدة ، تصحب الإنسان ، من المهد إلى اللحد ! ... و أن الكلمة (الحلوة !) في أنشودة (عذبة !) تريح النفس البشرية من: أشواك و كدر الدنيا ! ... اكتشاف أكده العلم الحديث ، فالكلمة الحالمة و اللحن الجميل مع ( معزوفة !) غنية (برحيق !) الأمل ، تذهب المرض النفسي لدى الإنسان!... تتفتح عندها الأزاهر طرباً ! و الأبقار ، الأغنام ، الخيول ، الحمير و الجمال تحلم (وتطرب !) لدى سماع (الحادي !) وهو يشدو لحن الحياة ! جربت هذا بنفسي عندما كنت أرعى أبقاري في الفلوات : تستجيب الأبقار وهي تسير إلى النداء ، نهياً كان أم (صفيراً !) بغرض التأني في سيرها ! و الحصان ، يشرب أكبر قدر من الماء عندما (يصفر !) الفارس و يغني لحناً جميلاً له ... يا للعجب ! فلماذا لا نغني لنفرح أو نستمع للالحان الشجية من (كورال ! ) بصحبة الموسيقى الهادئة لنروح في (نومة !) إلى أن ينقشع ظلام الليل !؟ كل ذلك مر بخاطري و أنا أشاهد و أستمع إلى برنامج (نجوم الغد ! ) على قناة النيل الأزرق السودانية العملاقة ! وهنّ ( يغردنّ ! ) بأغاني الحقيبة الخالدة ... وهم كذلك يشدون تلك الأغاني التي تحكي عظمة (مشاعر !) إنسان السودان ... مشاعر البساطة والصدق التي ميزتنا نحن في السودان ، عن سائر شعوب العالم !
رأيت (بأم ! ) عيني الشاعر الفحل (محمد عتيق ! ) و أستمعت إلى الألحان الشجية التي تفنن الشبان و الشابات فيها من شعره الخالد ... و آخرون من شعراء (ايام ! ) زمان ، تغنى لهم (جيل ! ) نجوم الغد المبدع ...أنبسطت حتى (الثمالة ! )وجدتني اردد : الأغنية السودانية بخير طالما جيل اليوم لازال يغنيها كما (ولدت ! ) ... ورجعت إلى الوراء ... إلى تاريخ الأغنية السودانية التي أطربتنا و أطربت جيراننا في : الحبشة اريتريا ، تشاد و الصومال وبلدان آخرى في ( أمنا ! ) السمراء ، أفريقيا ! رجعت إلى أغنية شاعرنا الخالد - الهادي آدم - و التي شدت بها كوكب الشرق الخالدة ( أم كلثوم ! ) الأغنية تسير كما يلي : أغداً ألقاك ؟ ... يا هول نفسي من غدِ ! فأنسحبت (هوام ! ) الكدر عني و حلت محلها عصافير جميلة تغني لخيال ( الظمأن ! ) في مثل تلك الأناشيد و الأغاني الخالدات ! عظماء كانوا ... رائعين ... كل الذين يقومون على (تخريج ! ) هؤلاء الشباب وهم مسلحون باللحن الشجي كما شدا به شعرائنا و غناه (فنانونا ! ) الروائع ! في ذلك الزمان ... أسمحوا لي أن أسمي أحدهم وهو : الأستاذ الكبير محمد سليمان ، الذي أعادنا إلى ذكريات برنامجه الناجح آن ذاك برنامج ( جراب الحاوي ! ) ... فقدماً كلكم فنانون قدماً إلى شواطئ الأمان ! لننسى - معظمنا -المكلوم حوادث الموت في : دارفور النيل الأزرق و جنوب كردفان ... هيا نغني مع نجوم الغد : يا نجوم الليل أشهدي... على بكائي و تسهدي ! ونطرد من ( أخيلتنا ! ) التشاؤم وهو : أن أحزابنا لم تتفق على كلمة (سواء ! ) حتى نعبر(جسر ! ) الحزن إلى ( سعادة ! ) المستقبل فلنطرد ذلك كله ، فغداً يتفقون لنردد : السودان لا زال بخير وغداً نلقاك ( يا سودان !) العز و الرفعة ! و أن آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ... و أن لا عدوان إلا على الظالمين . إلــــى اللقــــــاء
|
|
|
|
|
|