|
معاناة مرضي السرطان حتي متي ؟
|
معاناة مرضي السرطان حتي متي ؟
بقلم: السر جميل
للأسف يعاني كل المرضي في بلادنا من إرتفاع تكلفة العلاج في المستشفيات الحكومية حتي في حالة الطوارئ تفرض الدولة رسوم للعلاج من أدوية وفحوصات معملية وصور الأشعة المختلفة رغم وجود دبياجة مجانية الطوارئ ؟! هذا بالنسبة الخرطوم العاصمة مع وجود نقص في التجهيزات الصحية اللازمة. ومستشفيات الولايات كأنها تابعة لأفريقيا الأوسطي ؟ أما المستشفيات والمراكز الخاصة حدث ولا حرج عبارة عن مزاد بكل ما تحمل الكلمة من معني ومما يزيد هذه الفاتورة موقع المستشفي والبنيان الجميل والزجاج الملون والحديقة الخضراء المزينة بالزهور أشياء ليست ذات أهمية مثل التشخيص السليم للمرض الفحص المعملي الصحيح والوصفة الطبية المناسبة...الخ
أما معاناة مرضي الأمراض الخطيرة والمزمنة على وجه الخصوص أشد، ومرضي السرطان يواجهون الأمرين من إرتفاع فاحش للعلاج وعدم وجود كوادر مؤهلة ونقص حاد في المعينات الطبية اللازمة، والأهم من ذلك عدم وجود مراكز متخصصة لعلاج المرض ؟! إلا مستشفي واحد فقط لكل السودان - مستشفي الذرة - وجهاز أشعة واحد ومعرض للتعطيل في أي لحظة كما حدث في أغسطس الماضي ، مما وضع حياة ألالاف المرضي على حافة القبر؟! .والمثير للقلق إكتشاف عشرات الألاف من المصابين بالمرض خلال الأعوام القليلة الماضية بأنواعه المختلفة سرطان الكبد، القولون، الرئة، عنق الرحم، وسرطان الثدي وهو الأكثر شيوعاً في بلانا.
وهولاء الذين تم فحصهم داخل العاصمة والذين استطاعوا أن يحضروا من الولايات للخرطوم ! وهذا ينذر بوجود كارثة حقيقة لحالات من مرض السرطان خارج العاصمة لم يتم تشخيصها بعد ؟! وكما هو معروف سهولة علاج المرض في وقت مبكر لان التولد السريع للخلايا يمكنها النمو خارج حدودها المعروفة واقتحام أجزاء الجسد والانتشار إلى أعضاء أخرى مما يصعب عملية العلاج. وأيضاً لا ننسي معاناة ألالاف الأسر من الولايات أجبرهم العلاج على التخلي عن أعمالهم وقراهم والانتقال إلى العاصمة للحصول على خدمات صحية أفضل نسبياً وهذه معاناة إضافية لأسر المرضي من دفع إيجار السكن والمعيشة والمواصلات وتحويل أطفالهم للدراسة.
أما العلاج في الخارج هو الآخــر قمة المعاناة للبسطاء من المرضي، ديوان الزكاة الداعم الرئيسي لفئات معينة من الناس أصحاب النفوذ والتوصيات الخاصة؟! وهم في الأصل قادرين على دفع تكاليف العلاج بالخارج، اما الغلابة والغبش التعابة من مكتب إلي مكتب وفي النهاية لا يساوي ما يتحصلون عليه واحد بالمائة من تكلفة العلاج وربما يكون صرف هذا المبلغ في المواصلات (حسب جرجرة أمشي وتعال) لاتوجــد عدالة حتي في ديوان الزكاة ملك الفقراء والمساكين ولا رحمة ورافة من الجهات الحكومية الأخري المختصة - والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا تنفق الدولة ملايين الدولارات لمنسوبيها لعلاجهم بالخارج؟
ولا يعقل أن يحصل جهاز الأمن على مبلغ 2.2 مليار جنيه في موازنة العام 2014 بينما حصلت كل المستشفيات والمراكز الصحية علي 297.1 مليون جنيه. إننا نجدد ندائنا للدولة إن تقوم بواجباتها الأساسية لإنقاذ مرضي السرطان ليس بالتصريحات الجوفاء والوعود الكاذبة وإنما وبالتدخلات اللازمة للوقاية منه وتدبيره علاجياً. ويمكن الحد من المرض ومكافحته بتنفيذ الاستراتيجيات المسندة بالبينات للوقاية من هذا المرض والكشف عنه في مراحل مبكرة والتدبير العلاجي للمصابين به مجاناً. مع العلم زيادة حظوظ الشفاء من العديد من السرطانات إذا ما تم الكشف عنها في مراحل مبكرة وعلاجها على النحو المناسب.
وهنا أيضاً نتساءل لماذا لا تعمل الدولة مشافي متخصصة لعلاج المرض داخل السودان في الخرطوم وكل الولايات ؟ ومراجعة سياساتها الخاطئة والطاردة للكودار الطبية المؤهلة ؟ هذه الملايين التي تنفق في الأردن وغير من الدول للعلاج كافية لإنشاء أحدث المراكز المتخصصة لعلاج السرطان ؟! لماذا لا تنظر الدولة بعين الإعتبار لهولاء المرضي ومعاناتهم ؟ لماذا لا يزور الرئيس مستشفي الذرة وهو على بعد خطوات من قصره ويسأل هولاء كيف يدبرون تكلفة الجرعة العلاجية ؟ كيف يقيمون في المستشفي ؟ ماذا يأكلون ويشربون ؟ كيف يصلون للمستشفي ؟ من أين يدفعون تذكرة الزيارة حتي ؟ ماذا يعمل الأب إن لم يكن هو المريض حتي يسدد تكلفة علاج زوجته أو طفله الصغير؟
|
|
|
|
|
|