:: كما الذهب تزدهم الأزمات (بريقاً)، و كذلك لهم في المواقف - التي يتستر فيها البعض على معاناة الناس لتغطية فشلهم وعجزهم بالنفي - وهج ولمعان .. لقد تلقى البريد سيلاً من إنفعالات أطباء السودان بالداخل والخارج..واليوم كما يسعدهم، يشرفنا أن يكتب بلسان حالهم ( زول جميل)، وله في خدمة الناس عرق، أو كما يصف صلاح أحمد إبراهيم كل الأوفياء .. مرحباً بشاعرنا المحبوب الدكتور علي الكوباني، إستشاري الطب الشرعي . :: ( الأخ الطاهر ساتي .. لك الود والمحبة والاحترام، ولك تعظيم سلام يا صديقي وانت تحمل الان مبضع الجراح لتخرج صديد الخراج، وهوما يحدث في العمل الصحي وادارته العليله في السودان..هذا الأمر الذي جعل الزملاء وبناتنا وأولادنا من شباب الأطباء يلجأون إلى الفرصة الاخيرة وهي ( الكي بالنار)، بعد ان اصبحوا هم من يتلقى غضب وانفعال مرافقي المرضى..نعم.. ضرب وامتهان جسدي ومعنوي ونفسي لأطباء يعملون في أسوأ بيئة يمكن ان يتخيلها انسان. :: ويمارسون ما يعرف بطب الادغال، حيث لا معينات او حتى اجهزة لانقاذ الحياة دعك من العلاج.. واذكر ان اساتذتنا في جامعة الخرطوم يذكروننا دوما بأن الهدف الاول من تعليمنا الطبي هو ان نكون مأموني الجانب طبياً ولا يضار مننا المريض..نعالج المريض دي الغاية.. لكن الأهم أن لا نؤذي المريض ابدا، سواء بجهل او بممارسة طبية بأقل من المستوى المطلوب.. مثل العمل في بيئة غير صالحة طبياً وهو ما يحدث الان. :: عنابر وغرف حوادث تفتقر لكل شي ..وكان لا بد ان يموت المرضى، ولو ما مات مفروض نعمل دراسات يستفيد منها كل العالم في تخفيض الصرف على الصحة.. وعلى مشهد ومسمع كل الحكومة والبلد.. ونفس هذه البلد فيها البنايات الفخمة والاندية العجيبة وتجوب فيها العربات الحكومية الفارهة وكأنها دبي دار الحي.. اذن البلد تملك المال، ولكن الاولية ليست للصحة كما يفترض ان يكون.. ويعاني اهلونا الامرين في الحصول على العلاج في مؤسسات الدولة العلاجية..أو ان يبيع احدهم ما يملك (ان وجد) ليتعالج في المشافي الخاصة.. ولكن الغالبية مضطرة للذهاب للمشافي العامة حيث يوجد أطباء أكفاء..ولكن لا توجد مشافي او معدات تليق بالبشر. :: وحتى لا يكون كلامنا عاطفي، فنفس هؤلاء الاطباء عندما يهاجرون لبلاد تحترم مواطنيها، وتوفر لكم مستشفيات مجهزة بأحدث الاجهزة وتستقدم لهم اطباء من كل مكان ..يفضل مواطني تلك الدول الطبيب السوداني المعروف بطبه الممتاز وحدبه على المريض ولا يفتقد لأي نوع من انواع الذكاء العاطفي ..واخبرني صديق سعودي - مستثمر طبي - انه شخصيا يفضل العلاج عند طبيب سوداني لكن في مستوصفه الخاص، وهو نفسه الطبيب الذي يُضرب ويمتهن في بلده ..فأين الفيل يا سادتي؟..فالفيل في وزارتي الصحة وأي مسئول في هذه البلد، وفي اتحاد الاطباء الذي نسي دوره الاساسي. :: ومؤسف أن يحاول بعض الناس والمسئولين -غير المسئولين - الطعن في الظل.. أي في ذلك الطبيب المسكين الذي ارتضى ان يساعد بني وطنه ولو بأقل الامكانيات.. تدمير المستشفيات الراسخة بحجة تقديم الخدمة في مستشفيات طرفية، وهي لا تستحق أسم مستشفيات، فهذا قتل عمد مع سبق الاصرار والترصد.. وللأسف هناك اطباء واساتذة لنا يعلمون ذلك، ولكن في سبيل ارضاء (عين) تُهان كل العيون الفقيرة لله.. محبك، د. على الكوباني ). :: من إليكم .. (كتر خيرك)، ولك العافية - باذن الله - أيها الوفي لبلدك وأهلك ومهنتك، ولك الشكر و أنت تقهر أوجاعك وتكتب في سبيل علاج (الوجع العام).. ساتي
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة