|
مطلوب.. بأعجل ما تيسر!! بقلم عثمان ميرغني
|
حديث المدينة الإثنين 12 يناير 2015
حسب علمي ليس هناك جهة حكومية لإصدار (تراخيص!!) حوار وطني.. فالذي يريد أن يقود (ركشة!) في شوراع الخرطوم في حاجة إلى رخصة من المرور.. بل وحتى عربة (الكارو) لا تتمتع بحق السير إلا بعد الحصول على ترخيص.. وحتى (الدرداقات) التي يدحرجها الصبية في سوق الخضار تحتاج إلى تصديق يومي بعد دفع رسوم (15) جنيهاً.. لكن ابتدار حوار وطني– لحسن الحظ- أمر لا يحتاج إلى تصديق حكومي.. فلماذا ينتظر الناس قطار (الحوار الوطني) الذي تقوده الحكومة فيتحرك متراً ثم يتعطل شهراً.. لماذا لا تفترع أحزاب المعارضة حوارها الوطني الخاص بها؟.. أقترح أن تبادر شخصيات وطنية أو أي قيادات حزبية رصينة بإعلان مؤتمر للحوار الوطني.. لأن حزب المؤتمر الوطني دخل في عطلة طويلة لن يخرج منها إلا بعد نهاية الانتخابات، ثم شهر آخر لتشكيل الحكومة الجديدة.. أي عطلة حتى شهر يونيو في أحسن الفروض.. خلال هذه العطلة في إمكان أحزاب المعارضة أن تقود عملية حوار وطني (غير مرخص.. وليس بحاجة إلى رخصة).. هدفه بلورة رؤية وطنية حول خارطة طريق تقود السودان إلى آفاق الاستقرار السياسي والاقتصادي.. الفكرة سهلة.. فليتكرم بعض أساتذة الجامعات من الذين يهمهم أمر الوطن لا الوطني.. ويشكِّلوا لجنة لإدارة هذا الحوار الوطني.. بدون غوص أو غرق في شبر ماء الشكليات.. أي لجنة مصغرة من أسماء مقدرة يمكنها سد الثغرة.. هذه اللجنة تدعو إلى مؤتمر مائدة مستديرة (فكرتي التي ظللت أدعو لها منذ أكثر من خمس سنوات).. تتوفر فيه فرص الأفكار الحرة دون قيود شكلية.. ودون شروط مسبقة.. هذا المؤتمر يجب فتحه لكل مكون سياسي دون أي قيود.. حتى ولو لم يكن مسجلاً في سجل الأحزاب.. التعويل في هذا الحوار ليس على مخرجاته بصفة حرفية.. بل بتشكيله لخط وطني جديد ينظر ببصيرة إستراتيجية إلى المستقبل بعيداً عن التكتيك قصير النظر.. وصدقوني.. والله العظيم.. المشكلة السودانية أسهل وأصغر من كل هذا البالون المنتفخ في سمائنا الملبدة بالغيوم والإحن والمحن.. نحن لسنا في حاجة إلى معجزة.. بل مجرد فكرة صغيرة ذكية.. لرأس الخيط الذي يجرنا من عمق الجُب إلى شمس الانطلاق.. أزمتنا السياسية محشوة بكثير من الأوهام.. معركة بلا معترك.. والمطلوب تفكيكها بأسلوب علمي ومنطقي رشيد.. وأثق أن لدينا العقول النيرة، والنوايا الصادقة.. لكن- بكل أسف- لأن الساسة يحتكرون كل شيء.. ويسدون الأفق على أية فكرة لا تأتي من ذواتهم (لا أريكم إلا ما أرى)؛ فإننا- دائماً- ندور في حلقة مفرغة.. لا تفضي إلا إلى مزيد من الفشل السياسي.. الذي يجر من خلفه الفشل الاقتصادي.. مطلوب مؤتمر حوار وطني موازٍ.. يستفيد من عطلة حزب المؤتمر الوطني..!!، الرجاء من أصحاب العقول النيرة التقاط الفكرة، وتحويلها إلى عمل يمشي على ساقين
مكتبة د. علي حمد ابراهيم
|
|
|
|
|
|