|
مصير أستفتاء أبيي في مفترق طرق بقلم : لوكا بيونق دينق
|
ترجمة : خالد هاشم خلف الله مراسل قناة النيل المصرية للأخبار توقع دينكا نقوك في أبيي حسم الوضع النهائي لمنطقتهم في أكتوبر 2013 كما أقترحت هيئة الأتحاد الأفريقي ووأفق عليه مجلس السلم والأمن الأفريقي غير أن السودان مستمر في رفض أجراء أستفتاء أبيي في أكتوبرعلي النحو الذي أقترحه الأتحاد الأفريقي ، هذا يثير تساؤلاً عن ما سيحدث في أكتوبر 2013 أذا لم يكن بمقدور الأتحاد الأفريقي والأمم المتحدة أتخاذ أجراءات أيجابية لضمان قيام الأستفتاء في الوقت المحدد ، الأهم ماذا سيفعل شعب أبيي والجنوب بينما السودان مستمر في رفض مقترح الأتحاد الأفريقي وعجز المجتمع الدولي للأيفاء بوعده لأستفتاء شعب أبيي ؟ أتيحت لي الفرصة لحضور أجتماع مجلس الأتحاد الأفريقي في يوليو الماضي والذي ناقش التقرير الذي قدمته الهيئة التنفيذية العليا للأتحاد الأفريقي عن السودان وجنوب السودان ، جاء في هذا التقرير بوضوح " بالنسبة للعديد من المقيمين في أبيي الذين عايشوا الفشل المتكرر لتطبيق الأتفاقيات السابقة لا يبدو أنه سيكون هناك مزيداً من الصبر لتنفيذ التسوية النهائية " وقد خلصت هيئة الأتحاد الأفريقي في تقريرها بأنها لا توصي مجلس الأتحاد الأفريقي بأي خيار آخر سوي التنفيذ الكامل لمقترحها حول الوضع النهائي لأبيي بما يتوافق والجدول الزمني المقترح مالم يوافق البلدان علي أدخال تعديلات عليه . في الواقع فقد قال الرئيس أمبيكي كل ذلك في تقريره حيث لايوجد هناك صبر تٌرك مع شعب أبيي وحلمهم يتضمن أستفتاء في أكتوبر 2013 ولا ينبغي أرجاؤه مرة أخري ، في التقرير الذي أصدره حديثاً مشروع كفاية حول الجدول الزمني للأحداث تجاه أستفتاء أبيي في أكتوبر 2013 ، صور ما يعانيه شعب أبيي من خيبة أمل في الوقت الذي ينتظر فيه من المجتمع الدولي أن يحقق لهم حلمهم في الأستفتاء ، كما أظهرت النشرة الصحفية التي أطلقتها مؤخراً منظمة كوش العالمية - منظمة دولية ساهم كاتب المقال في أنشائها تعمل في مجال العون الأنساني والمساعدات التنموية - المترجم - العدد الأستثنائي المرتفع ( حوالي 40% ) لدينكا نقوك الذين يعانون من أمراض أضطرابات ما بعد الصدمة علي الرغم من هذا الأشتراط الجلي والواضح الذي قدمته الهيئة التنفيذية العليا للأتحاد الأفريقي حول أبيي فقد قرر الأتحاد الأفريقي مرة أخري في أجتماعه في يوليو الماضي أرجاء المقترح للرئيسين لحل أختلافاتهما حوله ، بالطبع هذا القرار وفر فرصة أخري للسودان لتحطيم أحلام دينكا نقوك بتنفيذ أستفتائهم في أكتوبر 2013. وبينما شهر أكتوبر يقترب الآن فأن مصير أستفتاء أبيي أصبح في تقاطع طرق ،وفي الواقع فقد عقد برلمان جنوب السودان جلسة خاصة في يونيو الماضي عقب أغتيال زعيم دينكا نقوك كوال دينق وحث الحكومة علي ضمان أجراء أستفتاء أبيي في أكتوبر ، ومع تحسن العلاقات بين البلدين بعد تشكيل حكومة الجنوب الجديدة والزيارة المتوقعة للرئيس سلفاكير للخرطوم ربما توفر نافذة الفرصة الأخيرة للرئيسين للموافقة علي أجراء أستفتاء أبيي في أكتوبر . غير أن الواحد منا ليس متفائلاً بأن الرئيسان سيتفقان علي أجراء أستفتاء أبيي في أكتوبر ، لكن بدلاً من ذلك فأن البشير ربما يصر علي تقسيم أبيي ، وقد أشارت الدائرة المقربة من البشير الي أنه وأثق من أنه بامكانه الآن أبرام أتفاق مع الرئيس سلفاكير حول القضايا العالقة منذ أصبح من ينظر أليهم كرداكاليين ومتطرفين في الحركة الشعبية قد أصبحوا خارج الحكومة ، وقد أفضي اليَ أحد الدبلوماسيين في الخرطوم بأن هناك شعوراً متنامياً في حزب المؤتمر الوطني بوجود فرصة لحل قضية أبيي ما دام لا أحد من متطرفي أبيي في الحركة الشعبية مثل دينق ألور ، أدوارد لينو ، ولوكا بيونق موجود في حكومة الجنوب الجديدة . بوسع المرء أن يثق أن الرئيس سلفاكير لن يوافق علي مزيد من التقسيم لمنطقة أبيي بعد حكم محكمة التحكيم الدولية في لاهاي ، في الواقع فأن ما يمكن أن ينجزه الرئيس سلفا من أجتماعه المقبل مع البشير هو عدم االتوافق علي مقترح الأتحاد الافريقي حول أبيي و التوافق علي الأذعان للقرار النهائي للأتحاد الأفريقي ، هذا سيترك الرئيس سلفاكير بلا خيار يتوقع أن يدفع الأتحاد الأفريقي للمصادقة علي مقترح هيئة الأتحاد الأفريقي حول أبيي أو اللجوء لمحكمة العدل الدولية. أذا رفض البشير مرة أخري مقترح الأتحاد الأفريقي حول أبيي فأن ذلك بالطبع سيكون شيئاً مخجلاً وشائناً أذا فشل مجلس الأتحاد الأفريقي مرة أخري في المصادقة علي المقترح ، لقد أعطي مجلس الأتحاد الأفريقي الوقت الكافي للرئيسين طوال عام كامل للتوافق حول المقترح منذ أن وأفق عليه في أكتوبر من العام الماضي . وخلال هذا العام حاول مجلس السلم والأمن الأفريقي علي أفضل مستوياته كما طلب السودان بحل قضية أبيي في محيط الأتحاد الأفريقي بدلاً عن أحالتها لمجلس الأمن الدولي. أذا كان الأتحاد الأفريقي متحمساً بتوفير حلول أفريقية لمشكلات أفريقية فيجب أن يتوقع المرء أن يقرر مجلس السلم والأمن الأفريقي في أجتماعه المقبل التشكيل الفوري لمفوضية أستفتاء أبيي والآليات الأدارية المشتركة لدعم قيام الأستفتاء في فترة لا تتجاوز عاماً وأحداً ، خصوصاً من المتوقع أن يطلب مجلس السلم والأمن الأفريقي من مفوضية الأتحاد الأفريقي تعيين رئيس مفوضية أستفتاء أبيي والطلب من البلدين خلال فترة محددة تسمية مرشحين لعضوية المفوضية ، وأذا ما أخفق البلدان في الأفادة بمرشحيهم فأنه ما من خيار أخر لمجلس السلم والأمن للمضي للمضي قدماً في مقترحه حول أبيي سوي التوجه لمجلس الأمن الدولي للمصادقة علي المقترح وتنفيذه بموجب الفصل السابع لميثاق المنظمة الدولية . لقد كرر الرئيس سلفا القول بأن قضية أبيي لن تعيد الجنوب مرة أخري للحرب مع السودان أذا كان بالأمكان حلها بسهولة عبر الآليات الدولية . وبمثلما جنوب السودان عضو في الأمم المتحدة مع السودان فله خيار تصعيد نزاعه معه حول أبيي لمحكمة العدل الدولية بما أنها الأداة القضائية الرئيسية للأمم المتحدة ، في الواقع فأن الجنوب بدلاً عن أستفتاء حسم الوضع النهائي لأبيي له حق الأدعاء القانوني حول أبيي كجزء من أراضيه ، ليس من نزاع من أن أبيي كانت من أراضي الجنوب وليس من نزاع من أن منطقة أبيي عرفت من قبل محكمة التحكيم الدائمة في لاهاي بأنها المنطقة التي حولت من جانب وأحد من قبل الأدارة الأستعمارية عام 1905 من الجنوب. أذا ما رفض البشير المقترح مرة أخري والأتحاد الأفريقي غير قادر علي المصادقة عليه حتي أكتوبر حينذاك دينكا نقوك في أبيي بأعتبارهم المستهدفين بصورة رئيسية بالأستفتاء لا خيار لهم للتعبير عن وجهة نظرهم حول الوضع النهائي لمنطقتهم . عندما عرقل السودان أقامة أستفتاء أبيي متزامناً مع أستفتاء الجنوب في التاسع من يناير 2011 ، أجري زعماء عشائر دينكا نقوك التسع مشاورات ضرورية لأعلان وجهة نظرهم حول الوضع النهائي لمنطقتهم في نفس يوم عقد أستفتاء تقرير مصير جنوب السودان . في الدقيقة الأخيرة أرسل الرئيس سلفا وفداً برئاسة الأمين العام للحركة الشعبية باقان أموم ودينق ألور لحث شعب أبيي علي عدم القيام بأعلان مماثل والسماح بأجراء سلس لأستفتاء الجنوب في التاسع من يناير 2011 وألتزم الوفد بأن الجنوب عقب الأستفتاء سيضمن أجراء أستفتاء أبيي ، ثلاث سنوات تكاد تمضي حين ُطلب من شعب أبيي من الجنوب ومن الحركة الشعبية عدم أعلان الوضع النهائي لمنطقتهم من جانب وأحد حتي الآن ليس هناك أمل لأستفتاء يوافق عليه البلدان. في الواقع الجنوب والمجتمع الدولي لن يكون لهم أرضية أخلاقية أو مبرر لا يسمح لشعب أبيي للتعبير عن وجهة نظرهم للوضع النهائي لمنطقتهم أذا لم يكن لهم أي بديل لعرضه لشعب أبيي ، بما أن البلدان قد وصلا تقريباً لحالة جمود سياسي حول أبيي وبينما الأتحاد الافريقي يتخذ القرار النهائي حول المقترح ، لكن شعب أبيي لم يترك له أي خيار آخر لتقرير الوضع النهائي لمنطقتهم ، هذا الخيار الأعلان الأحادي من قبل دينكا نقوك للوضع النهائي لمنطقتهم يمكن تجنبه أذا أمكن للأتحاد الأفريقي المصادقة علي المقترح وأعلان الأمم المتحدة منطقة أبيي كمنطقة تحت وصاية المنظمة الدولية حتي أجراء الأستفتاء لتقرر وضعها النهائي .
لوكا بيونق زميل كلية هارفارد كنيدي ، ورئيس مشترك سابق للهيئة الأشرافية المشتركة لمنطقة أبيي. المقال نقلاً عن موقع سودان تربيون ، ونشر بتاريخ 31 أغسطس 2013
|
|
|
|
|
|