|
مصفوفة السقوط ، هل أكتملت أركانها؟ خالد عثمان
|
مصفوفة السقوط ، هل أكتملت أركانها؟ خالد عثمان الهدوء الذي يشهده الشارع السوداني يخفي في أستاره شرارة توشك ان تشتعل ، وكما تقول المصلطحات الشبابية (كتمت)، فالانقاذ فقدت الكثير من سطوتها وأدواتها ووقودها من الشباب المجاهدين المهوسيين، وكذلك مفكريها الذين ينعونها الآن علناً في أجهزة الاعلام. ولكن متى تكتمل أركان التغيير وأسباب نجاح الثورة ؟ هنالك عدة أركان لمصفوفة هي التي تحدد احتمال التغيير وسرعة حدوثه، وفي حالة النظام الحالي ، نجد ان الأمر قد نضج وان ثماره في طريقها الي الشعب السوداني. 1- القرار الثوري الشعبي الجمعي ان الثورة تعتمد على مجموع الشعب السوداني الذي يقرر جمعياً ان يتخلص من هذه الطغمة الفاسدة، ولكن القرار الجمعي هذا يعتمد على الإختيار الفردي الذي يزن الأمور بحكمة ويحسب الفائدة التي يمكن ان يجنيها والثمن الذي عليه التضحية به . وكما قامت الثورة المهدية بسبب الضرائب الباهظة التي فرضها الاحتلال التركي وتدهور الاحوال المعيشية ، كذلك يمكن ان تقوم الثورة رفضاً للظلم والتهميش الاجتماعي والديني وغيرها من الاسباب. إن قرار الشعب السوداني بمواجهة نظام الانقاذ المجرم القاتل سلمياً يؤكد فعلياً ان هذا الركن قد أكتمل. وان القرار الشعبي إحساس جماعي قد يتجاوز الخوف من المخاطر ، ومعظم الشعب السوداني قد جربه في أكتوبر ومارس أبريل وكذلك في ثورة سبتمبر المجيدة المتواصلة. 2- سقوط شرعية المشروع العقائدي جاءت الانقاذ بخدعة الحاكمية الإلآهية وخلافة الله في الأرض ، واستطاعت ان تنال دعم البسطاء من أفراد الشعب السوداني وأقنعت الكثيرين منهم بخوض حربها الظالمة ضد أقاليم السودان الأخرى، الأن سقطت فعلياً هذه الفرية وان استمر قادة الانقاذ في ترديدها في خطب جوفاء، ان إنشقاق غازي صلاح الدين وانضمام دكتور الافندي لمجموعة تطالب بالتغيير الديمقراطي يعني شهادة الوفاة لمشروع الانقاذ الاسلاموي. 3- إنحياز أو تحييد القوات المسلحة تشهد القوات المسلحة السودانية تذمراً واضحاً ، أنعكس في المحاولات الانقلابية المتكررة، المعلن عنها والغير معلن عنها، فانقسامات الحركة الاسلامية تعني إنقسامات الجيش السوداني ، فالجيش السوداني ايضاً لن يكون راضياً بالهزائم المتكررة التي يتلقها من الفصائل الدارفورية وقوات الجبهة الثورية عموماً ، وهذا يعجل بانحياز الجيش السوداني للحراك السلمي المتواصل. ويبقى الجيش السوداني هو الوحيد الذي يمكنه التصدي لعصابات الأمن الانقاذية بالرغم من التهميش الممنهج الذي تعرض له، وعلى الجيش السوداني إفشال مخططات جره الي عمليات عسكرية في منطقة أبيي ، بعد أظهرت صور الاقمار الصناعية الاوضاع الاستعدادية الهجومية للجيش السوداني وعلى الشرفاء من ضباط وجنود المؤسسة العسكرية المساهمة في الحل الشامل للازمة السياسية السودانية.
4- الحصار الخارجي لم يعد هنالك اي قبول عالمي لوجود نظام الانقاذ في السلطة ، خاصة بعد سقوط الاخوان المسلمين في مصر وتنازلهم عن السلطة في تونس ، والعداء الواضح من السعودية والامارات ، كذلك السماح بنشاط المعارضة السودانية الاعلامي من تلك الدول ، يضاف الي ذلك الاوضاع المتأزمة في الحود الجنوبية وعجز النظام على المحافظة على أبيي. ايضا ضعف الدبلوماسية السودانية في مواجهة المخططات الخارجية وعجزها عن الحصول على الدعم عربياً وافريقياً في المحافل الدولية. الآن ولاول مرة منذ قيام الانقاذ يمكن انشاء قناة فضائية حرة مستقلة عبر النايل سات، عرب سات وبدر مما يشكل اختراقاً استراتيجياً مهماً يعجل برحيل هذا النظام. 5- البديل لقد أدرك شباب وثوار 23 سبتمبر ونفير بأنهم هم البديل ، ان ظهور القيادات الشبابية في الميدان أرعبت النظام ، لقد اصبح الآن لدينا أسماء يمكن ترشيحها لقيادة البلاد من داخل وخارج السودان ، ان قدرة الشعب السوداني على التغيير وصنع البديل هي الركن الاهم في هذه المصفوفة التي أكتملت تماماً. والتحية والتجلة لشهداء ثورة 23 سبتمبر والمعتقلين والنصر لشعبنا الابي
|
|
|
|
|
|