|
مصر ... وسخرية الاقدار بقلم سهيل احمد الارباب
|
اعلان القضاء المصرى براءة الريئس السابق وكل رهطه من وزراء وباشوات العقدين الاخيرين من القرن العشرين وما تلاه من سنوات القرن الوحد وعشرون ورجال اعمال ورجال امن وداخلية من التهم الموجهة لهم اعلان صريح وواضح بان التاريخ يعود الى الوراء بالامكان فى تاريخ الامم والشعوب.
وان الثورات الشعبية يمكن هزيمتها بثورة مضادة بتكتيكات انتهازية واستقلال ضعف تجربة الثوار بالحكم واستغلال تناقاضات تكويناتهم المختلفة كرافعة ابتدائية للتخلص منهم جميعا وبعدة زمنية تكاد تزهل من يتابع ويقراء.
فاصبحت الاشراقة المصرية الشعبية الوحيدة عبر التاريخ الان كابوس الم باصحابها بلاء عظيم يقتلوهم ويسجنونهم وابنائهم ونسائهم باحكام درامتيكية لم يراها عصر او تمر بامة واعلام تحول بين ليلة وضحاها بعد ان مجد ثورة شعبه الان يمجد هوانه ويشكر من قام بذلك منقذين لهم من غول الدين واصحابه فاصبح الدين مسبة ومن سبه يتقرب للسلطان الجديد ورهطه .
وتتبداء ماساة الثورة المصرية فى الافق الفكرى التى قطفت ثمارها من اخوان مسلمين لم يتطوروا كما تطور امثالهم بتونس والمغرب والسودان حتى بادراك ماهو الثابت وماهو المتغير فاصبح مرجعهم الفكرى تراثى تجاوزت افاقه الازمنة وركوبهم موجة الديمقراطية ماهو الا استقلال لوسيلة لم تجد دواخل فكرهم ادنى حدود الممارسة واليقين.
حتى بلغوا مرحلة التصريحات بان لاحد بعدهم معلنين ديكتاتورية انتهازية اقصائية ببلد متعدد الثقافات والتكوينات وب عالم لايعرف العزلة الثقافية فلبس التنظيم حلة الغباء المفرط واستثارة الكل ضده وباعلى مستويات الرفض حتى من التظيمات ذات الايدلوجيا القريبة منها.
وبرزت السلفية سخرية اقدار بفكرها العدمى والاقصائى والمتحوصل بدرجات اعمق من حركة الاخوان المسلمين وبتحكم خارجى اكبر دورا كبيرا فى اسناد قوى الثورة المضاده ترسيخا لعدم ايمانه بالديمقراطيه خيار بل وسيلة للوصول لمراكز الحكم المؤثرة وليس الحكم لجنى قطاف ذلك تجارة ورفاهية يعيشها شيوخه ومتنفذيه.
وتراجعت قوى الثورة الحقيقية وابنائها من الطبقة الوسطة المستنيرة بتكنلوجيا العصر ووسيلة الثورة ومفجرها الاول بفهم نرجسى باعتبار بعض قياداتهم بان انجاز الثورة بحد ذاته هو الهدف الاستراتيجى .
ولم يدركوا اهمية تامين الثورة وتحقيق اهدافها عبر تحالف قائد وبرامج تحقق استراتيجياتها وتحقيق شعاراتها عدالة اجتماعية وتنمية وديمقراطية وتسال هنا الحركات الثورية الاصيله بعدم مبادرتها بمعالجة هذه المهمة وسبقها ادراكا بالتجربة والفكر اهميتها ولكن عدوى الانتهازية السياسية اعمت الجميع واضاعت الجميع الان فى محيط من العدم ومستقبل اسود قادم من العدمية والفشل السحيق.
وانتصرت مافيا السوق وجنرالات الحكم والاعلام المشبوه ومؤسسات غسيل الاموال وشبكات الكابريهات والدعارة والاتجار بالبشروسبل معيشتهم فلا سخرية ان يتهكم الان بالثورة انجال ممثلى ومخرجى سينما الخزلان والعرى وموهومى التميز العرقى بلا وعى.
وعاد الشعب المصرى الى تاريخه المعلوم منذ عهد الفراعنة مجردا من المواطنة مسترقا عابدا ومسخرا لسيده يقدم نفسه قرابين من الموتى بمئات الالاف لتشيد الاهرام او قناة السويس او الهلاك بحروب عبثية معلوم نتائجها وان كانت ضد اسرائيل ليس من اجل الانتصار ولكن لتاكيد عظمة الفرعون والغناء بامجاده وان كانت بمحتواها الحقيقى الهزيمة المطلقة سمة راسخة والتخلف والانحطاط السياسى والثقافى والاجتماعى والاقتصادى ولادروس تتعلم من شعوب اقصى شرق اسيا ولا امريكا اللاتينية فى الانعتاق والتقدم والمزاحمة بعقود قليلة سادتهم بالامس وتهديدهم بانهم الوارثون باردة شعوبهم ونبل قادتهم واياديها البيضاء بغير زيف.
|
|
|
|
|
|