:: ربما لمثل هذا اليوم، كتب الراحل المقيم مصطفى محمود بالنص : ما نراه في الواقع ليس دائما هو الحقيق، بل حتى ما نراه رأي العين، ونلمسه لمس اليد، ليس دائما هو الحقيقة.. نحن نرى الشمس بأعيننا تدور حول الأرض، ومع ذلك فالحقيقة أن الأرض هي التي تدور حول الشمس..ونرى القمر في السماء يبدو كأكبر الكواكب حجما، مع أنه أصغر الكواكب حجما..وننظر إلى السماء على أنها فوق، وننظر إلى الأرض على أنها تحت، مع أنه لا يوجد (فوق ولا تحت)، فالسماء تحيط بالأرض من كل جوانبها..!! :: ثم يتعمق محمود في رحلة البحث عن الحقيقة بالقول : .. الوصول إلى المريخ أسهل من الوصول إلى حقيقة حياة وردة تتفتح كل يوم عند نافذة غرفتك..والوصول إلى نجم في متاهات الفضاء أسهل من الوصول إلى حقيقة همس في قلب امرأة على بعد شبر منك..بل إن عقولنا تزين لنا حتى عواطفنا، فنظن أن حب المجد يدفعنا والحقيقة أنه الغرور وحب الذات..ونظن أن العدالة هي التي تدفعنا إلى القسوة، في حين أن الذي يدفعنا هو (الحسد والحقد)..من يستطيع أن يقول لقد أدركت الحقيقة؟..فالحقيقة الوحيدة في الدنيا هي إننا نجهل حتى ما يجري تحت أسماعنا وأبصارنا..!! :: شكراً لمصطفى محمود..ولو عاش إلى يومنا هذا لتأمل ما يحدث منذ البارحة ربما أضاف في قائمة تلك الأشياء غير الحقيقية : عدالة الغرب أيضاً ليست هي ( حقيقة الحدث)..فالحقيقة هناك دائما ما تكون ذات صلة بالمصالح الغرب، وليست بالعدالة والحريات وحقوق الانسان وغيرها من الخزعبلات التي يخدعون بها العالم الثالث و (الأخير طبعاً).. والغافل من ظن الأشياء هي الأشياء ثم (يتوجس أو يفرح)، أو كما كان حال مشاعر الناس في بلادنا منذ الأمس..!! :: والمعلوم - حسب واقع الظلم في الكون - أن عدالة الغرب إنتقائية بحيث تغض الطرف عن ظلم (أقوياء العالم)، ثم ترصد وتترصد ظلم ضعفاء العالم.. وعليه، فأن القوة وحدها هي التي تصنع (إحترام الآخر) و( خوف الآخر).. قوة الإرادة الداخلية، قوة الإقتصاد، قوة المؤسسات، قوة القوانين، وغيرها ..وما لم تكن قوياً، فلن يحترمك الآخر - غربا كان أو غيره - حتى ولو كان سدة نظام الحاكم ملائكياً يوزع الحريات والحقوق بين الناس بالعدل والإحسان .. هذه هي الحقيقة ..!! :: وعليه، على الحكومة ألا تغتر بقرار رفع العقوبات الأمريكية ثم تقلب ظهر المجن لإرادة الشعب ( مصدر القوة) ..إرادة الشعب أقوى من أي قرار أمريكي، سلباً كان إيجابياً..وما لم نتصالح مع البعض، فلن ينفعنا التصالح مع الآخر، ولو كان هذا الآخر هو ( العالم كله)، وليس أمريكا..وما ليس خافياً، فأن الشعب يريد سلاماً في ربوع البلاد، ثم إستقراراً يبسط فضيلة التداول السلمي للسلطة بالديمقراطية، ثم حرية لا تنتهك الحقوق..أي بذات جهد التفاوض مع أمريكا حول (العقوبات الباقية)، يجب أن تبادر رئاسة الجمهورية بالتفاوض مع الحركات المسلحة وقوى المعارضة حول (القضايا العالقة)..!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة