|
مشهد لا أخلاقي في الفيسبوك يضرب قلوب الشباب و المجتمع السوداني بقلم / أحمد يوسف حمد النيل
|
ما رأيت في حياتي مثل هذا المشهد الخليع في العلن أو في الخفاء. مشهد ٌ عنّ في خاطري انتشر في الفيسبوك. انه مشهد لا يوصف شاهدته مؤخرا و لأول مرة في حياتي أرى مثله في السودان. مجموعة من الطلاب الجامعيين خرجوا في رحلة الى نواحي الخرطوم الجنوبية (جبل الأولياء). طلاب بلا عقل و لا حياء شغلوا الموسيقى الهادئة (سلولي) ثم أخذت أجسادهم تحك بعضها البعض في مشهد جنسي حيواني مثير. يأتي الفتيان الى الفتيات من ناحية الصدر و من ناحية الظهر. ثم يتعركون كالبهائم في بعضهم البعض. هل هذا هو المشروع الحضاري الذي وصل اليه السودان بعد رحلة الضنك و الظلم الطويلة لهذه الحكومة؟ هل هذا هو نتاج الدعوة الى الله و المشروع الحضاري؟ انتاج شباب مائع لا يعرف هويته. و الغريب في الأمر ان الفُحش يمارس علناً و ما رأيته كذلك ان الفتيات يقبلن بعضهن و يتمايلن بأجسادهن في قمة النشوة و الرومانسية. لقد ذهب الحياء و ذهبت أخلاقنا , و أصبح العود بلا لحاء. يتضاحكون و يتبادل الشباب الأدوار مع الفتيات و هم يبشرون بعض بإرسالها عبر الجوالات و يتحدثون بلغة غير مسئولة.
منظومة الانهيار الأخلاقي في السودان , يقودها أناس مترفون قد عشقوا الدنيا و غرقوا في أموال الشعب. السياسيون و الاداريون و الاعلاميون لا يخدمون الوطن. و قد نمت حياتهم على ظلم الناس بالفعل و القول و على سلب حقوق الآخرين. يحلفون بالله انهم اتقياء , كلماتهم تشع بالدعوة المغشوشة و تستبطن النفاق.
كلما قرأت مقالة أو سمعت لقاء جماهيري لإعلامي أو سياسي في منظومة الحكومة , أحسست بالكذب يتدفق من بين الكلمات. فالعدل و الأخلاق عصية على من تربى على النفاق. أو جاء من منظومة اجتماعية يتفشى فيها الجهل. هنالك مجموعة من الانتهازيين الكاذبين قادوا دعوة من أجل الانقاذ لكنها في الحقيقة انهيار أخلاقي شامل. أدواته استغلال المناصب و الحكم بالأهواء الذاتية. يظلمون الضعفاء و الفقراء و يسلبون حقوقهم و يقصرون في واجباتهم الوطنية تجاههم , و لكنهم لا يظلمون أسرهم و أولادهم. و لكن ظلم الضعفاء و الفقراء سيرتد عليهم. و كلما تفشى الظلم اتبعه الفساد الاخلاقي.
و أعلموا ايها الساسة و المنتفعين أن البركة في حياة الاشخاص و في مسيرة الدولة لا تكون في المال الحرام و سينسحب الفساد الى الأبناء و تقل فيهم البركة. فالفقراء يحفظهم الله و يرقيهم الى مراقي عالية و سيتركونكم في عفنكم و حياتكم بين الحُفَر. لا سبيل لصلاح منظومة المجتمع الا بالعمل الخالص و العدل. و نحن لا نيئس من رحمة الله بقيام ثورة مجتمعية تقتلعكم من جذوركم , و لكننا نيئس من صلاحكم و عدلكم.
|
|
|
|
|
|